الثورة اون لاين – ادمون الشدايدة:
لا تكف الولايات المتحدة عن سياسة تصعيد التوتر مع الصين، ودائما تختلق الذرائع والحجج لإثارة المزيد من الخلافات معها، عسكرية كانت، أو وتجارية وسياسية، لأنها تعتبرها المنافس الأقوى على الساحة الدولية، وتلك التوترات تزايدت بشكل ملحوظ خلال الآونة الأخيرة بشأن العديد من القضايا، بما في ذلك الاتهامات المتبادلة فيما يتعلق بفيروس كورونا المستجد والتنافس التكنولوجي المتطور، إضافة إلى قضايا خلافية أخرى أوصلت الأمور بين الجانبين لما يشبه الحرب الباردة تسعر أميركا أوارها.
الاستفزازات الأميركية كثيرة ومتعددة وهي تحاول من خلالها زعزعة آمان منطقة شرق آسيا للحصول على أهدافها في تطويق ومحاصرة الصين التي باتت قواها تتوسع بشكل هائل مهددة بذلك النفوذ الأميركي.
وفي الوقت الحالي تقوم أميركا بجولة جديدة من تهوراتها في منطقة بحر الصين الجنوبي، والتي كانت موضع اتهام من قبل بكين التي أكدت أن واشنطن تقويض السلام والاستقرار في مضيق تايوان، حيث أعلنت الولايات المتّحدة على لسان المتحدّثة باسم الأسطول الأميركي السابع الكابتن البحرية ريان مومسن أن مدمّرة أميركية عبرت الأربعاء مضيق تايوان في “مهمّة روتينية”، مشيرة إلى أن المدمّرة قاذفة الصواريخ الموجّهة +يو إس إس باري+ نفّذت في 14 تشرين الأول مهمة روتينية في مضيق تايوان، بما يتّفق والقانون الدولي” على حد زعمها.
الصين التي تؤكّد سيادتها على كامل هذا الممرّ البحري، سارعت إلى التنديد بهذه الخطوة باعتبارها “استفزازا”، وأكدت أن الولايات المتحدة تقوض السلم والاستقرار في المضيق بشكل خطير، مطالبة واشنطن بوقف تصريحاتها وتصرفاتها الاستفزازية.
وقال المتحدث باسم القيادة الشرقية للجيش الصيني تشانغ تشونهوى في بيان اليوم نقلته رويترز: إن الجيش الصيني راقب السفينة الأميركية بيري بينما كانت تقوم بما وصفته البحرية الأميركية بأنه “عبور روتيني لمضيق تايوان”، مؤكدا أن الجيش الصيني سيدافع بكل حزم عن سلامة أراضي البلاد وسيحافظ على السلم والاستقرار في المضيق.
وفي سياق سياسة التصعيد التي تمارسها الولايات المتحدة، فإنها تعمد بين الحين والآخر لبيع الأسلحة لتايوان وفق ما أكدته وزارة الخارجية الصينية حيث طالبت الولايات المتحدة امس الاول بالإلغاء الفوري لأي خطط لبيع أسلحة لتايوان ووقف الاتصال العسكري معها مؤكدة أن بكين ستتابع الوضع حسب تطوره.
وتعتبر واشنطن الداعم الأول لتايوان ومزودها الرئيسي بالأسلحة، لا بل إنها ملزمة من قبل الكونغرس بيع الجزيرة أسلحة تحت مزاعم ضمان قدرتها في الدفاع عن نفسها.
ومؤخراً اتخذت الولايات المتحدة، دون إبرازها أي أدلة، إجراءات تقييدية مختلفة ضد شركة هواوي وغيرها من الشركات الصينية بحجة حماية الأمن القومي، وهذا سلوك ذو طابع هيمنة بشكل علني ومكشوف تماما، ويؤكد أن هذه التصرفات الأميركية تقوض مبادئ اقتصاد السوق والمنافسة العادلة.