الثورة أون لاين:
المشهد الثقافي في سورية على الرغم من كل ما يقدمه، ما زال مقصراً، ولا بد من المزيد من العمل، ورسم خطط واستراتجيات تمضي قدماً نحو تفعيله من خلال إشراك الجهات المعنية برسم ملامحه، لا من خلال من يجلسون خلف المكاتب، ينظرون، ويقربون هذا ويبعدون ذاك، يمنحون هذا جائزة الرضى مالاً ونشراً ومناصب، واقع كثيراً ما تحدثنا عنه، لا بد من تغييره، وقبل ذلك تغيير آليات إنتاجه، وزيرة الثقافة في جولة مهمة بدأتها على المحافظات السورية، تسعى في هذا الاتجاه، وكم نتوق أن نرى ملامح التغيير الحقيقي حيث إن آليات إنتاج هذا المشهد الذي قدم ما هو جيد، لكن ليس بالطاقات التي تكمن ونراه، وقد تغيبت قصداً أو عمداً، وربما يجب عقد مؤتمر عام لمناقشة الكثير من الفعل الخلبي الذي لم يؤت ثماره والسعي نحو التجذر والمضي إلى ثقافة الوعي الحقيقي من الأرض والناس وللوطن، كل الوطن.
وكانت السيدة وزيرة الثقافة قد بدأت جولتها بزيارة لمحافظة وبعد عدة لقاءات مهمة لتفعيل العمل الثقافي توجهت وصحبها الأديب والمربي الكبير الأستاذ عبد الرزاق الأصفر في منزله للاطمئنان على صحته، والوقوف على آخر إبداعاته الثقافية، وعبّرت خلال زيارتها عن تقديرها الكبير للأديب الأصفر الذي رفد الثقافة السورية، والحركة الثقافية في محافظة حماة بروافد إبداعية شتى، من خلال عمله مديراً لثقافة حماة، وعبر ما قدمه من إصدارات كبيرة ومهمة في مجالي التأليف والترجمة.
كما اطلقت لاحقاً حملة التشجير التي تقيمها مديرية الثقافة في حماة، وافتتحت احتفالية يوم الطفل العربي الثامنة عشرة التي تقيمها مديرية الثقافة ضمن برنامج مهارات الحياة تحت عنوان (تراثي ذاكرتي وهويتي)، وقد ضم الحفل المركزي مجموعة من الفقرات الفنية، والمسرحية، إضافة إلى مجموعة من معارض “الرسم، و الخط العربي، والتصوير، والأعمال اليدوية، وورشات العمل”.
وفي تصريحها للإعلاميين بيّنت مشوّح أن: “نشاطات مديريات الثقافة هذا العام تتجه نحو الاهتمام بالتراث كونه هوية الوطن والمجتمع”، مضيفة إن التأكيد على أهمية العناية بهذا التراث، وزرع محبته في فكر الأطفال والشباب مهم جداً للمستقبل.
وتابعت: “إن لدى وزارة الثقافة اليوم مشروعاً ضخماً يتمثل في حماية التراث المادي واللامادي وأقيم كذلك ضمن برنامج الفعالية حوار مفتوح، وجّه فيه اليافعون والشباب أسئلتهم إلى صنّاع القرار حيث ناقشوا معهم القضايا التي تثير تساؤلاتهم، والمواضيع التي يعانون منها.
وأشار صنّاع القرار من خلال إجاباتهم عن الأسئلة المطروحة جميعها إلى أن الشباب هم الأساس والمستقبل، وأن مقترحاتهم ومطالبهم ستعالج حتماً ضمن الإمكانيات، والظروف الراهنة. وأكّدوا أهمية هذه الشريحة، وضرورة مشاركتها في صناعة القرار، ووضع المشاريع الثقافية، كمشروع توثيق التراث المادي واللامادي وسواها.
وبهدف الاطلاع على واقع العمل الثقافي والالتقاء بكوادر مديرية ثقافة محافظة حماة وشرح أولويات العمل الثقافي وبرامج الوزارة ومشاريعها، وأهمية اعتماد مؤشرات قياس وتقييم محددة لتطوير الأداء.
وفي حوار مع كوادر مديرية ثقافة حماة، وبحضور مديري ثقافة حمص وإدلب والرقة، جرى تأكيد أهمية إقامة دورات متميزة في معاهد الثقافة الشعبية، على أن ينظر في احتياجات المجتمع المحلي الحقيقية عند طرح خطط الدورات وبما يلبي هذه الاحتياجات بعيداً عن التكرار والنمطية.
كما نوقش وضع عدد من المركز الثقافية وضرورة الإسراع في تأهيل بعضها وإعادته للخدمة وفق الأولويات والإمكانات المتاحة وبالتعاون مع الجهات الأخرى لتسهيل إقامة النشاطات الثقافية.
وتابعت زيارتها إلى محافظة حماة بجولة قامت بها على عدد من المناطق الأثرية، بدأت بحمام الدرويشية الأثري حيث استمعت من المستثمرين إلى شرح عن أقسامه، وزارت قصر العظم، وجالت في أقسامه، ووجّهت بضرورة تشجيع الناس على زيارته، وخاصة الأطفال ليتعرفوا على تاريخ هذه الأبنية الأثرية.
ثم تفقدت السيدة الوزيرة اللوحة الفسيفسائية الأرضية النادرة الواقعة جوار الكنيسة الرئيسة، موجهةً بضرورة عدم التعدي، أو التنقيب، أو قيام أي استثمار في هذه المنطقة إلا بعد الحصول على موافقة المجلس الأعلى للآثار.
وأعقب ذلك زيارتها نيافة مطران حماة المطران نقولا بعلبكي حيث شددت في زيارتها هذه على أهمية ترسيخ قيم المحبة والتسامح مع رجال الدين من الأطياف كافة لما لهذه القيم من دور في إعادة بناء العائلة، وازدهار المجتمع.
واختتمت السيدة الوزيرة جولتها بزيارة للجامع الكبير، حيث جالت في أرجائه، واستمعت من القائمين عليه إلى شرح وافٍ عن أقسامه، وتاريخه، وما طاله الترميم من أجزائه في المراحل الزمنية المتعاقبة.