الثورة اون لاين – علاء الدين محمد:
يمزج الشاعر سليمان السلمان في مجموعته الشعرية (صادق هواك ) الصادرة عن الهيئة العامة السورية للكتاب بين الهم الذاتي والهم الوطني ، النابع من ثقافته وخبرته وإحساسه العالي بالمواطن السوري والتزامه بمصيره .
يقول الشاعر وهو يتلوى وجعا في قصيدته” نلقاك رمزا” :
(أشرق بقدسك يا شهيد
فالنور يسطع في بهاك
يارمز أمال الوجود
إني بآلامي أراك …
نورا يضيء الأفق في وطني
يسجل في العلى مجد الخلود )
تكاد روح الشاعر تتشظى من هول ما رأى بأم العين من مآس وإجرام على يد التنظيمات الإرهابية التي حاولت مسح الذاكرة الوطنية والمجتمعية ،وتهشيم صورة الإنتماء للمجمتمع السوري ، ثم القيام بعدوانية ووحشية بتحطيم تماثيل رموز فكرية ومعرفية ودينية ، يقول الشاعر سليمان السلمان :
(فجاؤوا أبا تمام في ليل حقدهم
ففي جاسم أضحى نثارا مقامه
وفي الموصل الغراء …
تمثاله غدا حطاما ..
فبسم المال والنفط قاتلوا )
يتألم الشاعر ويحمل في روحه انين وعذاب تلك الأيام الموجعة، وكأنه يحاول تسكين الألم ، الصرخة ، الوجع ، من خلال شعره ، كلماته ، نبضه وانفعالاته
المدوية، يقول الشاعر :
( أنرضى بمن عادوا الحقيقة بعدما
أتوا وهمهم باسم الإله وعاجلوا
سماء … بأحكام أعوذ بربها
يلذ بطعم الموت فيها الأراذل
أقول وفيض الشعر هذي الجداول :
فلول بني جهل بجهل بليتم
تقدون تمثالا عليه مهابة
من الشعر والأفكار والقلب عاقل …. )
تتنوع موضوعات الشاعر في مجموعته الشعرية فمنها الإنساني والسياسي والعاطفي لكن الأغلب الأعم في هذه المجموعة يغلب عليه الانفعالات الصاخبة والحنق والغضب ممن باعوا ضمائرهم في المزادات السرية والعلنية .. وفجيعة الشاعر التي ما بعدها فجيعة ،خيانة بعض أبناء الوطن لوطنهم وتتالي نار حقدهم رغم معرفتهم حقيقة ما يجري في سورية ، لكن الشاعر رغم كل هذا يزرع الأمل في النفوس و يقول :
(على الرغم من غشاء الدمع الدموي
الذي أصاب مقلتي
على الرغم من الحزن العميق
الذي يخيم ذذذذ ذ دمعتي
على الرغم من ذ ذذ
الذي أركع محبرتي
ستنتهي الحرب
وستبقين أيقونة الشرق )