رغم اختلاف عناوينها ومصادرها والجهات التي تتبناها سواء كانت هذه الجهات حكومية أم خاصة، يأخذ بريقها بالألباب وتتطلع الآمال والطموحات لاقتناصها (شعراً، رواية، فناً .. وألوان المعرفة والفكر والثقافة كافة).
ورغم مايرافقها من تكهنات وتوقعات وشكوك وجدل يكاد يفوق الاحتفاء بها، إلا أنها تشكل الهاجس الأساس لدى العديد من المبدعين، كيف لا وهي تفتح أمامهم آفاقاً من الانتشار عبر فضاءات العالم، ترجمة ودراسة وقراءة، وقبل كل شيء شهرة وجعالة من المال تعينه في ملمات الحياة ومشاقها.
والجائزة هي ظاهرة عالمية تحمل في مضمونها تقديراً وإشادة بالإبداع والمبدعين، وتأكيداً على أهمية الثقافة والعلوم والفكر في المجتمعات، وأن ثمة من يحمل على عاتقه رسالة إنسانية تكون جسراً للتواصل بين الأمم والشعوب، وهي في الآن نفسه توثق لعوالم حقيقية استمدها الكاتب من بيئته لتكون أنموذجاً صادقاً تتداوله الأجيال في الأحقاب المتلاحقة.
ولكن لو عدنا إلى ما يكتنف هذه الجوائز محلياً وعربياً وعالمياً، نجد أنها تغلف على الأغلب بشيء من الريبة والجدل حول أحقيتها لمبدع دون آخر، علماً أن الجوائز دائماً مشروطة بمعايير ومقاييس ولجان تحكيم نزيهة وموضوعية، وليس آخرها ما طالعتنا به وسائل التواصل الاجتماعي حول فوز الشاعرة (لويز غلوك) بجائزة نوبل والتي أثارت جدلاً كبيراً، والأمثلة قائمة تطول.
واليوم ونحن على أبواب مسابقات وإعلانات للجوائز المعهودة (في الفنون والآداب كافة) ترى كيف يتطلع مبدعونا إلى هذا العرف السنوي؟ هل هي نظرة الواثق بالنتائج؟ ولجنة التحكيم هل هي قادرة حقاً أن تكون موضوعية إلى حدود النزاهة؟ وهل الجائزة ستذهب إلى مستحقيها فعلاً ؟
ومهما تكن نظرة المتسابقين والمتابعين للشأن الثقافي فيما يخص التتويج للجائزة، يبقى للجوائز بريقها ودورها في تحفيز الإبداع وإظهار الأعمال المتميزة إلى النور، وتشجيع المواهب الشابة على دخول معترك الثقافة والفنون.
وبعيداً عما يثير الجدل ربما نتفق مع الكاتب واسيني الأعرج عندما يقول: (أي كاتب عاقل لايمكن له أن يفكر ويكتب من أجل الجائزة ..)، ولكن لانستطيع إلا أن ننتظر لمن ستقرع الأجراس؟.
رؤية- فاتن أحمد دعبول