كم هو غريب ولافت فعلاً الموقف الأممي المتعامي تماماً عن كل هذا الإرهاب الممنهج، والإجرام المنظم الذي ترتكبه ميليشيا “قسد” الانفصالية، وبدعم أميركي منقطع النظير، ضد المدنيين في الجزيرة السورية!!.
قتل وخطف وتهجير وترهيب وترويع وسلب ونهب للممتلكات وتدمير للبنى التحتية وحرمان للسوريين من أبسط مقومات الحياة وابتزازهم ومساومتهم على حياتهم وعلى لقمة أطفالهم.. كل ذلك تقوم به ميليشيا “قسد” تنفيذاً لأوامر نظام الإرهاب والإبادة الأميركية، وهذه الجرائم الموصوفة التي ترتكبها “قسد” توثقها عدسات الكاميرات وتتناقلها محطات التلفزة والبث المباشر، ومع ذلك لا نرى من يحرك ساكناً، ولا نسمع ولو حتى همساً من خلف الأبواب السياسية والنوافذ الدبلوماسية، وإن كان من باب حفظ ماء الوجه، أقله بأن يقول لهذه الميليشيا العميلة كفى، أو يقول للمحتل الأميركي توقف عن إرهابك بحق السوريين.
ويبقى السؤال.. هل ما يجري بحق الشعب السوري عموماً، وفي الجزيرة السورية خاصة لا يعني المجتمع الأممي حقاً؟!، أم أن المحتل الأميركي هو من يحرك هذا المجتمع الدولي كيفما شاء، ومتى ارتأى، وحيثما كانت مصلحته فقط لا غير؟!.
ثم على ماذا يراهن الأميركي؟!، على ثلة من المجرمين والقتلة؟!، وهل يتوقع فعلاً بأنه سيحدث تغييراً ديموغرافياً في المنطقة يتماشى ومخططاته التقسيمية؟!، وهل تتوهم ميليشياته الانفصالية حقاً أنها ستحقق مآربها العدوانية في الجزيرة السورية؟!.
الحاضر يؤكد ما وثقته سجلات التاريخ، بأن السوريين صمدوا لسنوات، ومازالوا صامدين، هم أبناء وأحفاد أجداد الأمس، لم يعرفوا يوماً إلا طعم الانتصار، فيما كان الذل والخزي والعار والهزيمة مصير كل من سولت له نفسه الاعتداء عليهم.
القوات الأميركية هي قوات احتلال، ووجودها على أراضينا غير شرعي، وغير قانوني، وهو زائل حتماً، شاء من شاء وأبى من أبى، وكذلك فإن مصير كل التنظيمات الإرهابية، والميليشيات الانفصالية المسلحة، هو الاندحار، وكأنها لم تكن يوماً، فسورية كانت ولا تزال مقبرة لكل أعدائها الطامعين، والمتربصين بها شراً، والجيش العربي السوري الذي صنع المستحيلات بثباته وانجازاته من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب، سيكمل فسيفساء انتصاراته على كامل الجغرافيا السورية، ويحرر التراب السوري من دنس المحتلين الأميركي والتركي وأذرعهما المأجورة.
حدث وتعليق -ريم صالح