الثورة أون لاين – دينا الحمد:
الإرهاب جريمة العصر الكبرى كتاب جديد للباحث حسين راغب يتناول هذه الظاهرة بمقاربة تنطلق من ضرورة الاهتمام بها بسبب حجم مخاطرها على مجتمعنا، وخصوصاً بعد الحرب الإرهابية العدوانية على شعبنا منذ عشر سنوات ومازالت مستمرة إلى يومنا.
بداية يؤكد الباحث راغب أن ثمة أسباب أخرى كثيرة دفعته أيضاً للغوص عميقاً في هذه الظاهرة، منها تسببها بإزهاق أرواح الضحايا الأبرياء، ومنها زعزعة استقرار المجتمعات والدول وحكوماتها، وتقويض التجانس الحضاري لها، وتهديد النمو الاقتصادي، وتدمير البنى الاجتماعية كالقيم والمعايير الأخلاقية وخلخلة قيم الأسرة والنمو السليم المتوازن صحياً ونفسياً لأفرادها، وإهدار طاقات الأمة، وتشويه صورة الإسلام والترويج لفوبيا الإسلام، وبث الفرقة بين أبناء البلد الواحد، وبث الخلافات بين الدول، وتدخل القوى الاستعمارية في شؤون الآخرين تحت ذريعة مكافحة الإرهاب كما يحدث حالياً من تدخل غير شرعي وغير قانوني لمنظومة العدوان على سورية في شؤونها الداخلية وغزو أراضيها بقيادة أميركا وسرقة ثرواتها ومحاولة رسم خرائطها كما تشتهي سفن الإرهاب ومشغليه.
هذه الأسباب المتعددة دفعت الكاتب للخوض عميقاً بكل تفصيل من تفاصيل هذه الظاهرة، والإبحار في أعماقها وأسبابها ونتائجها مبيناً أن سورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد تواجه اليوم الإرهاب الذي جرى استقدامه من شتى أصقاع الأرض لتهديد أسس الدولة الوطنية السورية، التي وضعت في سلم أولوياتها مصالح شعبها وبنت وتبني مستقبلها على أساس هويتها الوطنية والقومية المتمثلة بالعروبة والمتمسكة بالمقاومة.
في الفصل الأول المعنون ب(مفهوم ظاهرة الإرهاب) قدم الباحث رؤية علمية متعددة الأبعاد لشرحها بشكل يستند إلى تطورها التاريخي، محاولاً تعريف الإرهاب وأسباب صعوبة تعريفه بسبب خلط المستعمرين المتعمد بينه وبين مقاومة الشعوب للغزاة والمحتلين، وتطرق أيضاً إلى خصائص الإرهاب وأهم أنواعه.
وفي الفصل الثاني الذي عنونه الباحث ب(إرهاب الدولة) يتناول السيد راغب مفهوم إرهاب الدولة الذي تتصدر نماذجه أميركا والكيان الإسرائيلي والإرهاب القطري.
ثم ينتقل الكاتب في الفصل الثالث الذي عنونه ب(التطرف والتكفير وأبرز نماذجه) ليلقي الضوء على هذا المفهوم وخصائصه وأهم أسبابه وأهم نماذج الحركات المتطرفة من إخوان ووهابية وقاعدة وداعش.
وفي الفصل الرابع الذي قدمه الكاتب بعنوان (الإرهاب في ظل أحكام القانون الدولي) تناول فيه تمييز الإرهاب كجريمة دولية عن بعض الجرائم التي تشبهه كجريمة الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجريمة العدوان، وكذلك تناول الباحث الإرهاب في ظل القرارات والاتفاقيات الدولية، والتمييز بينه وبين الكفاح المسلح كحق مشروع للشعوب، والذي كفلته القوانين الدولية.
ثم يتحدث الباحث في الفصل الخامس (الإرهاب في سورية) عن مفهوم الإرهاب في فكر القائد المؤسس حافظ الأسد وفي فكر السيد الرئيس بشار الأسد، والتدابير القانونية السورية في مجال مكافحة الإرهاب، وأهم القرارات الدولية المتعلقة في مكافحة الإرهاب في سورية، وأبرز أشكال الدعم الخارجي لتنظيماته، ثم أخيراً عينة من جرائم الإرهاب المروعة بحق السوريين على مدى عشر سنوات من الحرب الظالمة ضدهم.
ويختتم الكاتب راغب بحثه الهام بمحاولة وضع إستراتيجية متعددة المستويات لمكافحة الإرهاب تلامس جوهر الظاهرة، وتتوزع بين تجديد الخطاب الديني في المجال التربوي والأخلاقي والاجتماعي والثقافي والإعلامي، وتطوير الحوار وتمكين الشباب وتعزيز التعاون الدولي، والكتاب صادر مؤخرا عن دار الشعب لنشر العلوم الإنسانية.