الثورة:
تشهد سوريا موجة حر قوية تتراوح شدتها بين المتوسطة والشديدة، وسط تحذيرات أطلقها الدفاع المدني من استمرار تأثيرها، ودعوات للمدنيين إلى الالتزام بالإرشادات الوقائية لتجنب مضاعفاتها، وترافق هذه الموجة أجواء حارة إلى شديدة الحرارة، ما يزيد من احتمالات وقوع أضرار صحية وبيئية واقتصادية واسعة.
أوضح مكتب الإنذار المبكر في الدفاع المدني السوري أن التعرض المباشر لأشعة الشمس بين الساعة 11 صباحاً و4 عصراً يزيد من مخاطر الإجهاد الحراري وضربات الشمس، خاصة لدى الأطفال وكبار السن والحوامل.
وشدد على ضرورة الإكثار من شرب المياه، وارتداء الملابس الفضفاضة وفاتحة اللون، وحماية الأغذية من التلف، وتجنب إشعال النيران أو رمي أعقاب السجائر في الغابات والحقول الزراعية، والتأكد من سلامة التوصيلات الكهربائية.
كما أوصى بعدم ترك الأطفال داخل السيارات، وعدم الاحتفاظ بالمواد القابلة للتمدد أو الانفجار في المركبات، وتوفير الماء للحيوانات وتجنب ري المزروعات في أوقات الذروة.
تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى زيادة حالات الإجهاد الحراري والجفاف، ما قد يتسبب في الدوخة أو فقدان الوعي أو حتى الوفاة في الحالات الشديدة، كما ترفع الحرارة من احتمالات التسمم الغذائي نتيجة فساد الأطعمة بسرعة، وتفاقم الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والجهاز التنفسي، إضافة إلى تأثيرها السلبي على الحوامل.
وتتسبب موجات الحر بأضرار مباشرة للمحاصيل الزراعية وجفاف التربة، ما ينعكس على إنتاج الغذاء وخسائر المزارعين. كما تؤدي إلى نفوق بعض الحيوانات في حال غياب الماء والظل الكافي، وتزيد من استهلاك الكهرباء والمياه، ما يضاعف الأعباء الاقتصادية على الأسر، وعلى الصعيد الاجتماعي، قد تتعطل بعض الأنشطة الميدانية، وتتأثر العملية التعليمية في حال استمرار الموجة خلال العام الدراسي.
وترفع الموجة الحارة خطر اندلاع الحرائق في الغابات والأراضي الزراعية، كما تؤثر على النظم البيئية ودورة حياة الكائنات البرية، ما يدفع بعضها للهجرة بحثاً عن مصادر للماء والظل.
ويؤكد الدفاع المدني السوري أن التزام المواطنين بالإرشادات الوقائية والتعاون مع فرق الطوارئ يمثل خط الدفاع الأول للحد من آثار هذه الموجة الحارة، داعياً إلى سرعة الإبلاغ عن أي حالات طارئة عبر أرقام التواصل المخصصة لفرق الإنقاذ والإسعاف والإطفاء.