الثورة – بسام مهدي:
في قلب دمشق، وتحديدًا في فندق البوابات السبع، انطلقت فعاليات مؤتمر SYNC 25 II اليوم، بحضور لافت لخبراء ومستثمرين ورواد أعمال في مجال الاتصالات وتقانة المعلومات، تحت شعار يحمل الوضوح والجرأة: “هيا نقود التكنولوجيا”.
لم يكن هذا الشعار مجرد جملة افتتاحية، بل ميثاق عمل يضع سوريا على بوابة التحول الرقمي الشامل.
منصة العبور نحو المستقبل
يُعد مؤتمر SYNC 25 II بمثابة منصة استراتيجية، حيث تتجاوز أهميته تبادل الأفكار إلى صياغة خارطة طريق وطنية تضع الابتكار في قلب الاقتصاد السوري، وتمنح الشباب فرصة ليكونوا هم صناع المشهد التكنولوجي القادم.
شريان الحياة الرقمية
وأبرز ما جاء في المؤتمر إعلان وزير الاتصالات عن إطلاق المشغل الثالث للاتصالات قبل نهاية العام.. هذه الخطوة ليست تقنية فحسب، بل اقتصادية وتنموية بامتياز، إذ ستفتح باب المنافسة، وتحسن جودة الخدمات، وتدفع الأسعار نحو التوازن.. في مرحلة تحتاج فيها سوريا إلى سرعة الاتصال أكثر من أي وقت مضى، يمثل المشغل الثالث بوابة إلى التجارة الإلكترونية، والتعليم الرقمي، والخدمات الحكومية الذكية، وهو حجر أساس في بناء اقتصاد المعرفة.
المحرك الصامت
مشغّل الاتصالات هو المحرك الصامت لكل حركة اقتصادية واجتماعية.. من مكالمة عائلية عابرة، إلى صفقة استثمارية، ومن رسالة نصية بسيطة، إلى منصات دفع إلكتروني متكاملة.. جميعها تمر عبر شرايينه الرقمية.
إن وجود بنية اتصالية قوية يعني مجتمعًا متصلًا، اقتصادًا متحركًا، وحياة يومية أكثر سلاسة.
تزرع اليوم وتحصد الغد
لم يكتفِ المؤتمر بإعلان المشغل الثالث، بل حمل حزمة من المبادرات الجريئة:
أولاً، شبكة الحاضنات السورية لتمكين رواد الأعمال من تحويل أفكارهم إلى شركات قائمة.
ثانياً، شبكة الملاكين السوريين لتوفير التمويل الذكي للمشاريع الناشئة.
ثالثاً، أول عملية استحواذ رقمي في السوق المحلي لدفع عجلة الاندماج التكنولوجي.
رابعاً، إصلاح ثانويات المعلوماتية لتخريج جيل رقمي مستعد لسوق العمل الجديد.
هذه المشاريع هي أدوات عملية لتسريع التحول الاقتصادي والاجتماعي نحو نموذج رقمي حديث.
النقد البنّاء وقود التغيير
وفي ختام كلمته، شدد الوزير عبد السلام هيكل على أن التغيير لا يأتي بالصدفة، بل بالجرأة والشراكة.. ودعا جميع الأطراف إلى ممارسة النقد البنّاء، وتجاوز لغة الإحباط، والعمل كتفاً بكتف من أجل صناعة مستقبل يستحقه السوريون.. اللحظة، كما وصفها، تاريخية لا تُعوّض، ومن يفوتها قد يجد نفسه خارج السباق لعقود.
بهذه الرؤية، لا يبدو مؤتمر SYNC 25 II مجرد فعالية تقنية، بل إعلان انطلاق ماراثون وطني نحو اقتصاد رقمي قوي، يضع سوريا في موقع القيادة الإقليمية.