الثورة أون لاين:
“لحظات صعبة أعيشها في كل لحظة.. أعد الدقائق والساعات.. أخاف أن أسمع نبأ استشهاده داخل معتقلات الاحتلال الإسرائيلي لأن وضعه الصحي صعب للغاية.. لقد حرمني الاحتلال زيارته منذ اعتقاله في تموز الماضي.. أريد أن أراه وأحتضنه كما كل أمهات العالم.. أطالب المجتمع الدولي وأحرار العالم بالمساعدة في إنقاذ حياته والضغط على الاحتلال للإفراج عنه”.. بهذه الكلمات تحدثت والدة الأسير ماهر الأخرس المضرب عن الطعام داخل معتقلات الاحتلال لليوم ال 87 على التوالي حيث دخلت حالته الصحية مرحلة الخطر الشديد على حياته.
وتروي والدة الأخرس وهي من بلدة سيلة الظهر في مدينة جنين بالضفة الغربية لمراسل سانا لحظات القلق والخوف التي تعيشها في ظل تدهور الحالة الصحية لنجلها ماهر 49 عاما جراء ممارسات الاحتلال العدوانية بحقه وبحق جميع الأسرى من تعذيب جسدي ونفسي وإهمال طبي متعمد وعزل انفرادي قائلة: “أخاف من سماع رنين الهاتف الذي قد يحمل أخبارا سيئة عن ماهر فوضعه الصحي في خطر وهو لا يقوى على الحركة كما تأثرت حاستا السمع والنطق لديه وهناك خشية أن تتعرض أعضاؤه الحيوية مثل الكلى والكبد والقلب لانتكاسة مفاجئة ما يشكل خطرا حقيقيا يهدد حياته في أي لحظة الامر الذي يستوجب الضغط على الاحتلال للإفراج عنه فورا”.
وأضافت: طيلة فترة اعتقاله وخوضه الاضراب عن الطعام منذ 87 يوما والاحتلال يرفض السماح لي بزيارته… فالاحتلال يمارس سياسة الموت البطيء بحق نجلي ورفاقه الأسرى من خلال الإهمال الطبي المتعمد وترك الأمراض تنهش أجسادهم بينما العالم صامت على جرائم الاحتلال لكن هذا لم يمنعه من خوض معركة العزة والكرامة بمواجهة السجان الإسرائيلي.
الطفلة تقى الأخرس (6 سنوات) وهي أصغر الأبناء الستة للأسير الأخرس تحدثت بحزن نابع من الخوف على والدها الذي طال غيابه وفقدت حضنه الدافئ بسبب اعتقال الاحتلال له حيث قالت بعبارات الطفولة البريئة التي ينتهكها الاحتلال في كل لحظة.. “بابا في خطر وأنا خائفة عليه كثيرا.. فهو لا يأكل ولا يشرب وانخفض وزنه كثيرا.. أريد رؤية بابا وسماع صوته والشعور بحضنه الدافئ”.
تسابيح الأخرس ابنة الأسير ماهر تؤكد أن وضع والدها خطير للغاية وانها تشاهده فقط على وسائل الاعلام حيث منع الاحتلال العائلة من زيارته لافتة إلى أن الاحتلال اعتقله ست مرات وقضى في المعتقلات نحو خمس سنوات وتضيف.. والدي كل شيء في حياتنا ونخاف أن يفارق الحياة بسبب ممارسات الاحتلال بحقه وبحق الأسرى من اهمال طبي واقتحامات لغرفهم والتنكيل بهم.
ودعت تسابيح الأخرس المؤسسات الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة إلى التدخل العاجل للإفراج عن والدها مؤكدة أن استمرار الاحتلال في تجاهل حالة والدها الصحية جريمة ضد الإنسانية تتنافى وكل المواثيق والأعراف الدولية.
محسن الأخرس نجل الأسير ماهر يشير إلى أن الاحتلال منع كل أفراد العائلة من زيارته ورغم ذلك فإن والده يتمتع بإرادة صمود عالية كما كل الأسرى داخل معتقلات الاحتلال وهم سينتصرون في معركتهم على السجان الإسرائيلي.
وأبدى محسن تخوفه من استشهاد والده كما حدث مع عشرات الأسرى الذين قضوا داخل معتقلات الاحتلال بسبب التعذيب الجسدي والإهمال الطبي الأمر الذي يتطلب من أحرار العالم التحرك قبل فوات الأوان وإلزام الاحتلال الإسرائيلي بالإفراج عنه.
رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى عبد الناصر فروانة قال إن الاحتلال اعتقل ماهر الاخرس في السابع والعشرين من تموز الماضي للمرة السادسة في حياته وبعد اعتقاله بدأ اضرابا مفتوحا عن الطعام رفضا لممارسات الاعتقال التعسفية بحق نحو 4500 أسير وأسيرة داخل المعتقلات حيث يتعرضون للتعذيب الجسدي والنفسي في انتهاك لكل المواثيق والأعراف الدولية واتفاقيات جنيف الخاصة بمعاملة الأسرى.
وأشار فروانة إلى أن الأسير الأخرس أيقونة الصمود والثبات يواصل خوض معركة الأمعاء الخاوية رغم تدهور حالته الصحية بشكل كبير وهذا يتطلب من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية تحمل مسؤولياتها وإجبار الاحتلال على إطلاق سراحه لافتا إلى تنظيم عشرات الفعاليات الشعبية دعما للأسير الأخرس الذي يخوض معركة العزة والكرامة ومحذرا من خطورة استمرار الاحتلال في سياسة الإهمال الطبي بحق الأسرى التي باتت تهدد حياتهم وخاصة أن مئات الأسرى هم مرضى بحاجة ماسة للعلاج.
من جانبه أوضح مدير الإعلام في مفوضية الأسرى والشهداء والجرحى التابعة لحركة فتح أسامة مرتجي أن هناك فعاليات يومية تنظم أمام مقار المؤسسات الدولية تضامنا مع الأسير الأخرس حيث نصبت خيام اعتصام في رام الله وغزة وأقيمت وقفات في عدد من المدن والبلدات الفلسطينية تضامنا مع الأسير الأخرس الذي يواجه الاحتلال وهو في قيوده ويخوض معركة الأمعاء الخاوية مشيرا إلى أن معاناة الأسرى داخل معتقلات الاحتلال تفاقمت بسبب غياب دور المؤسسات الدولية التي يجب أن تتدخل للإفراج عن الأسير الأخرس وجميع الأسرى المرضى في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي.