الثورة أون لاين- سعاد زاهر:
في الوقت الذي بدا أن إجراءات عديدة تطال عملية توزيع الخبز هدفها المعلن ضبط التوزيع، بعد ايصال دعم الخبز لمستحقيه…بدأت الأزمات تتوالى من ازدحام، وتقليل الكمية المخصصة لكل أسرة، وتدني جودته…وتتالي الطوابير بطريقة سريالية تبث اشعاعات صارخة للناس ..هل هناك من يبالي..؟
كي نفهم أسباب الخلل رقمياً..اخترنا أن يكون استطلاع صحيفة الثورة الدوري، حول عملية توزيع الخبز، طرحنا السؤال: ماهي أسباب المشكلات القائمة بتوزيع الخبز؟
النتائج التي حصلنا عليها، من خلال وضع الاستطلاع على منصة الثورة (التليغرام) لمدة اسبوع…جاءت على الشكل التالي:
النسبة الأعلى بلغت ( 31%) ، لصالح النقص بالكميات والمخصصات، تلتها أسباب أخرى تتصل بمعايير ضبط عملية التوزيع بنسبة ( 27% )، النسبة الثالثة اعتبر المستفتون سببها اعتماد البطاقة الذكية بنسبة ( 23%) ، السبب الأخير قلة عدد منافذ البيع والمعتمدين بنسبة (19%).
نلاحظ أن هناك فرقا بين أول سبب (النقص بالكميات والمخصصات) والسبب الأخير (قلة عدد منافذ البيع والمعتمدين) بنسبة بلغت (11%) الأمر الذي يدل على أن الأسباب الاربعة مجتمعة يراها الناس سبب تدهور مشكلة توزيع الخبز..وتخلخل أسعاره حتى المدعوم منها….
ورغم كل الإجراءات التي اتخذت لضبط مشكلات التوزيع، ومحاولة وصول الخبز إلى الأسر بسعره المدعوم (50- 60 ليرة)، إلا أنها كانت تفاقم الوضع وتزيد من سوء عملية التوزيع، حيث وصل الوضع الى حالة غير مسبوقة في تاريخ البلاد…واذا كان الواقع الذي نعيشه حاليا هو نتاج الأزمات والمحن الكارثية التي مرت علينا، الا أن (رغيف الخبز) في أسوأ اوقات حربنا الكارثية، كان خارج أي معادلة، وغير قابل للمساومة…فما الذي يحدث اليوم..؟!
النتائج التي حصلنا عليها، تدل على أن غالبية المشاركين في الاستطلاع يدركون أن المشكلة الرئيسية سببها النقص في المواد المصنعة للخبز( طحين ، خميرة…) ما يؤثر على عملية التوزيع، كما ان الآلية المستخدمة في التوزيع فشلت في ايصال الدعم الى مستحقيه بشكل لائق، وهو الهدف الذي أعلنه القائمون على الخطط المتعلقة بالخبز حين أحالوه الى البطاقة الذكية، في خطوة جعلت المشكلة تتفاقم كما لم نعشها يوماً…
ان ضيق الحال، وفقر الحلول، وضعف الخطط…و تداخل الصلاحيات وكثرة الجهات المعنية…والانفلات الرقابي… واشكاليات كثيرة كلها تبعد رغيف خبزنا عن أيدي مستحقيه إلا بعد طول عناء وانتظار في طوابير الصبر و….علهم يتلقفون بعض الأرغفة التي لم تتعزز يوماً عليهم كما تفعل الآن..
هل سيبقى الحال على ماهو من تكدس وانتظار …؟
هل ستتهاوى تلك الطوابير ..؟
هل سيخرجون من عاصفة الطحين مغبرين …أم أن أملا ما سيبقى يراود بشر عاندوا مختلف الأزمات، وتمسكوا بوطنهم مؤمنين أنه لن يحرمهم يوماً رائحة خبزهم، وسيقيهم شر العابثين برغيفهم.