الثورة أون لاين – ترجمة ميساء وسوف:
تحدث الرئيس الصيني” شي جين بينغ” في اجتماع عٌقد في بكين للاحتفال بالذكرى السبعين لدخول جيش متطوعي الشعب الصيني جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية “للمساعدة في الحرب لمقاومة العدوان الأميركي” في الفترة بين 1950- 1953، ومن خلال تصريحاته، وجه” شي” رسالة مهمة إلى العالم وهي أن الشعب الصيني يعتز بالسلام ويرغب في الاستقرار.
قال الرئيس الصيني:” إننا اليوم في عصر الترابط والتعاون المتبادل، وقد أصبح مصير جميع الدول والشعوب أكثر ارتباطاً من أي وقت مضى، لذلك فإن السعي وراء الأحادية والحمائية والأنانية المفرطة لا يؤدي إلا إلى حدوث الأزمات، وإن السعي لتحقيق التنمية السلمية والتعاون القائم على الفوز المشترك للجميع هو السبيل الصحيح والوحيد للمضي قدماً.
وأضاف “شي” إن الشعب الصيني يعتز بالسلام ولكنه لن يساوم أبداً في مواجهة التهديدات ولن يتم إخضاعه بالقمع .
كما أشار إلى أن الصين لا تسعى أبداً إلى الهيمنة أو التوسع وتعارض بحزم الهيمنة وسياسة القوة، مضيفاً أن الصين لن تسمح أبداً بتقويض سيادتها الوطنية وأمنها ومصالحها التنموية.
وأكدّ “شي” أن الشعب الصيني يتسلح بروح الحزم والثقة، ويتطلع في الوقت ذاته إلى مستقبل وآفاق مشرقة للحفاظ على سيادة الأمة وروحها الوطنية.
والآن وبعد أن استطاعت الصين أن تحقق تقدماً ملحوظاُ في جميع النواحي الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية، وفي بناء مجتمع قوي، فإن الاحتفال بهذا الانتصار لا يؤكد فقط عزم الصين على الحفاظ على سيادتها الوطنية وأمنها ومصالحها التنموية، بل سيُلهم الشعب الصيني أيضاً لمواصلة التغلب على جميع أنواع الصعوبات التي تواجهه في المستقبل.
إن تهديدات الإدارة الأميركية الحالية تشمل الحصار التكنولوجي والسعي لإقامة تحالف مناهض للصين. لذلك فإن إحياء ذكرى الحرب “لمقاومة العدوان الأميركي ومساعدة كوريا” يمنح الشعب الصيني الفرصة للرجوع إلى المسار الذي بدأته البلاد قبل 70 عاماً، حيث أنه في ذلك الوقت كانت الفجوة كبيرة بين الصين وأميركا، ومع ذلك لم يتردد الشعب الصيني في مواجهة الغزاة الإمبرياليين والتمكن من هزيمتهم.
تعتمد الولايات المتحدة الآن إستراتيجية جديدة في عدائها للصين حيث تعمل على تصعيد التوتر بين البلدين، ولكن على النخب السياسية في واشنطن أن تقرأ التاريخ جيداً وألا تستهين بالإرادة الوطنية للشعب الصيني التي اكتسبها على مدى العقود الماضية.
إن الصين دولة محبة للسلام، فهي لا تعتمد سياسة الاستفزاز كما أنها لا تخشى الاستفزازات من قبل الدول الأخرى، وهي وإن كان لديها بعض النزاعات مع الدول المجاورة لها، لكنها تمكنت من إدارة تلك النزاعات، ما قلل من إمكانية نشوب الصراعات بينها وبين هذه الدول. إلا أن التهديد الأكبر يأتي من تدخل القوى الكبرى من خارج المنطقة، كما حدث مؤخراً في تايوان.
إن التحديات المستمرة في جميع أنحاء العالم وممارسات الأحادية والتدخلات الطائشة تحت ذرائع مثل حقوق الإنسان والحرية، جميعها تهدد بتقويض الاستقرار والسلام على الصعيدين الإقليمي والعالمي. وفي ظل هذه الخلفية العالمية، فإن الاحتفال بهذا الانتصار لا يؤكد فقط التزام الصين الراسخ بحماية السلام والعدالة العالميين والعمل مع الآخرين لبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية، وإنما يساعد أيضاً على تشجيع الدول في جميع أنحاء العالم على النهوض والوقوف في وجه سلوك الهيمنة والتنمر الذي تمارسه القوى الكبرى وخاصة الولايات المتحدة.
المصدر Global Times