الجعفري: الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي يواصلون الإرهاب الاقتصادي بحق سورية عبر فرضهم إجراءات قسرية أحادية
ثورة أون لاين:
أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أن النظام التركي يواصل احتلال أجزاء واسعة من شمال سورية وسرقة ونهب مقدرات الشعب السوري وثرواته وموارده الطبيعية وممارسة التهجير والتغيير الديمغرافي والتتريك مشددا على أن جرائم النظام التركي لن تغير من الواقع القانوني للأراضي السورية التي يحتلها أو تمس الحقوق السيادية لسورية.
وأوضح الجعفري في بيان سورية خلال جلسة لمجلس الأمن اليوم عبر الفيديو حول الوضع في سورية أن نظام أردوغان وسع رقعة تدخلاته العسكرية وجرائمه الجسيمة ودعمه الإرهاب لتتجاوز حدود سورية إلى عدد من دول المنطقة وجوارها بما فيها العراق وليبيا ومصر وتونس والصومال واليونان وقبرص وأرمينيا وأذربيجان وغيرها وربما يفكر بطرق أبواب فيينا مجددا لافتا إلى أن هذه الأمور خطيرة وتهدد السلم والأمن الدوليين وما كان لها أن تحدث لولا الحماية التي توفرها الدول الأعضاء في حلف الناتو لحليفها التركي على غرار رعايتها والحصانة التي منحتها للاحتلال الإسرائيلي على مدى العقود السبعة الماضية.
وأشار الجعفري إلى أن سورية طالبت مجلس الأمن مرارا بمساءلة نظام أردوغان عن انتهاكاته للقانون الدولي وأحكام ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن وعن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها في سورية والتي استهلها بانتهاك اتفاق أضنة المبرم بين البلدين في العام 1998 ودعمه وتدريبه وتسليحه آلاف الإرهابيين العابرين للحدود الذين استقدمهم هو وحلفاؤه من أكثر من مئة دولة وفقا لتقارير الأمم المتحدة ولجان مجلس الأمن المختصة ووفر لهم الدعم السياسي والعسكري والإعلامي قبل أن يعمل على إدماجهم في قواته وشن أعمال العدوان واحتلال أجزاء واسعة من شمال سورية وسرقة ونهب مقدرات الشعب السوري وثرواته وموارده الطبيعية بما فيها الآثار والنفط والغاز والمصانع والآليات والمحاصيل الزراعية وممارسة التهجير والتغيير الديمغرافي والتتريك واستخدام مياه الشرب سلاحا ضد المدنيين وقيامه والتنظيمات الإرهابية العميلة له بشكل متعمد بحرق مساحات واسعة من الأراضي المزروعة بالقمح والشعير والزيتون والحمضيات واستهداف أصحابها في مصدر رزقهم الوحيد.
وأعرب الجعفري عن أسف سورية بأن مجلس الأمن لم يتحرك لإبداء تضامنه كحد أدنى مع السوريين الذين تضرروا جراء الحرائق المفتعلة التي شهدتها مناطق واسعة في عدد من المحافظات مؤءخرا مبينا أن الدول الغربية كانت ستملأ أروقة الأمم المتحدة صراخا وتدعو لعقد جلسات طارئة لو أن تلك الحرائق نشبت في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم جبهة النصرة الإرهابي أو مناطق الاحتلال الأمريكي أو التركي.
ولفت الجعفري إلى تنصل النظام التركي من التزاماته وتعهداته بموجب مخرجات اجتماعات أستانا وتفاهمات سوتشي بشأن منطقة ادلب حيث أقام ما يسمى الجدار الفاصل على أجزاء من الأراضي السورية وتلاعب بمواقع أحجار التثبيت المؤقتة لحدودنا المشتركة وحاول استغلال قضية المهجرين لابتزاز أوروبا وإبرام صفقات رخيصة معها ونقل الإرهابيين والمرتزقة ممن يطلق عليهم البعض اسم “المعارضة المسلحة المعتدلة” من سورية إلى ليبيا وهو يحاول السطو حاليا على مصادر الطاقة في البحر المتوسط.
وشدد الجعفري على أن جرائم الاحتلال التركي لن تغير بأي حال من الواقع القانوني للأراضي التي يحتلها وعائديتها لسورية ولن تؤدي بأي شكل من الأشكال إلى المساس بالحقوق القانونية والسيادية لسورية أو تمثل نتيجة مسبقة لأي ترسيم ثنائي مستقبلي للحدود مجددا في الوقت ذاته مطالبة سورية بإنهاء الوجود غير الشرعي لقوات الاحتلال الأمريكية ووقف الدعم الذي تقدمه لأدواتها من الإرهابيين والميليشيات الانفصالية والكيانات المصطنعة غير الشرعية وسرقتها الموصوفة للنفط والغاز السوريين والمحاصيل الزراعية وما يرتبط بذلك من جرائم تهدف لحرمان الدولة السورية من مواردها الأساسية وإطالة أمد معاناة السوريين وعرقلة الحل السياسي.
وأشار الجعفري إلى أن الأحداث التي تشهدها منطقتا الشرق الأوسط والبحر المتوسط تثبت يوما بعد يوم وجاهة ما أكدته سورية لمجلس الأمن مرارا على مدى السنوات التسع الماضية لناحية سعي بعض حكومات الدول الأعضاء لزعزعة أمن واستقرار دول المنطقة خدمة لمصالح تلك الحكومات الأنانية الضيقة وأجنداتها العدوانية التدخلية كما تثبت ما نبهت إليه سورية لناحية غياب الحكمة لدى صانعي القرار في بعض العواصم الغربية ومنها عواصم الدول الغربية الثلاث دائمة العضوية في مجلس الأمن واستعدادهم للتحالف مع الشيطان وتشكيل آليات ولجان تحقيق بإشرافهم شخصيا لخدمة مخططاتهم على حساب أمن سورية واستقرارها ودماء ورفات أبنائها وعلى حساب ميثاق الأمم المتحدة ومصداقيتها ودورها.
وبين الجعفري أن سورية نبهت مجلس الأمن أيضا من خطورة التعامل مع الإرهاب ومنظماته ومجرميه أيا كانت الأقنعة التي يتم تفصيلها لهذا الإرهاب كي يتم التلطي خلفها كما شددت على ضرورة عدم التسامح مع رعاته والمستثمرين به إلا أن الدول الغربية صمت آذانها عن تحذيرات سورية ونصائحها لافتا إلى أن الجميع يلمس اليوم آثار تلك السياسات الغربية الخرقاء حيث انقلب السحر على الساحر ولم يعد نظام أردوغان الراعي للإرهاب يكتفي بأداء المهام الموكلة إليه والمتمثلة بالترويج للتيارات الإسلاموية وليس الإسلامية كما نقول دائما تجنبا للعب في ملعب المضللين ورعايته لتلك التيارات في عدد من دول المنطقة ودعم التنظيمات الإرهابية والإرهابيين العابرين للحدود الذين أدخلهم إلى سورية عبر حدودها الشمالية وقدم لهم شتى أشكال الدعم بل إنه رأى في نفسه سلطانا عثمانيا جديدا يمكن لجيوشه ومرتزقته أن تجتاح أراضي دول مجاورة لبلاده في الشرق الأوسط وأوروبا دونما أي رادع قانوني أو أخلاقي وكأنما الزمن توقف عنده في الأعوام السابقة لعهد عصبة الأمم وميثاق الأمم المتحدة ولرصيد مئة عام من الصكوك والمعاهدات القانونية الدولية والقيم الأخلاقية.
وأوضح الجعفري أن الإدارة الأمريكية وشركاءها في الاتحاد الأوروبي يواصلون سياسات الإرهاب الاقتصادي والعقاب الجماعي للشعوب من خلال إجراءات قسرية أحادية يفرضونها عليها وخاصة سورية بهدف خنق المدنيين وحرمانهم من الغذاء والدواء والمعدات الطبية الأساسية والوقود ومنع إعادة الإعمار وعودة المهجرين في استهتار بالغ بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والدعوات التي أطلقها الأمين العام وكبار موظفي المنظمة الدولية ومجلس حقوق الإنسان حول ضرورة رفع هذه الإجراءات ولاسيما في ظل التحديات التي يفرضها وباء كورونا وضرورة التصدي له.
وأعرب الجعفري عن تطلع سورية لمشاركة الدول المؤءمنة بالقانون الدولي وأحكام الميثاق في المؤتمر الدولي حول المهجرين المقرر في دمشق يومي الـ 11 والـ 12 من الشهر القادم ودعمها لجهود الدولة السورية وحلفائها للارتقاء بالوضع الإنساني والمعيشي وتوفير الدعم لتيسير عودة المهجرين السوريين بكرامة وأمان إلى وطنهم وقراهم ومنازلهم مبينا أن المشاركة فيه متاحة سواء بالحضور شخصيا او افتراضيا لممثلي الدول الأعضاء والأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة وهو يهدف لمتابعة الدعوة التي أطلقتها سورية في العام 2017 لعودة المهجرين ومطالبتها آنذاك المجتمع الدولي والأمم المتحدة بدعم عملية العودة وخلق البيئة المناسبة وتوفير الخدمات الأساسية للعائدين وهي دعوة سعت حكومات بعض الدول لعرقلتها بوضعها “الفيتو” على إعادة الإعمار وفرض شروط مسيسة مجحفة على العمل الإنساني والتنموي في سورية.
وأكد الجعفري أن سورية لم تتخلف يوما عن الانخراط في المسار السياسي حيث شاركت بكل انفتاح في محادثات جنيف ومشاورات موسكو واجتماعات أستانا كما تعاطت بإيجابية مع مخرجات مؤءتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي المتمثلة بتشكيل لجنة لمناقشة الدستور وانخرطت في حوار جاد وبناء مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسون ما أفضى إلى تشكيل لجنة مناقشة الدستور وبدء عملها في جنيف.
وقال الجعفري: سورية إذ تأمل أن تنجح اللجنة في المهمة الموكلة إليها فإنها تؤكد أن هذا النجاح لا يمكن أن يتحقق إلا بضمان عدم التدخل الخارجي في شؤونها بأي طريقة كانت ومن قبل أي كان فاللجنة منذ أن تشكلت وانطلقت أعمالها باتت سيدة نفسها وهي التي تقرر كيفية سير أعمالها والتوصيات التي يمكن أن تخرج بها بحيث تتم كل هذه العملية من ألفها إلى يائها بقيادة وملكية سورية فقط وعلى أساس أن الشعب السوري هو صاحب الحق الحصري في تقرير مستقبل بلاده.
وبين الجعفري أن بيدرسون زار دمشق قبل يومين وأجرى لقاءات مع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم والرئيس المشارك من الجانب الوطني في أعمال لجنة مناقشة الدستور أحمد الكزبري وفي الوقت الذي تحدث فيه عن انطباعاته عن الزيارة فإن الجانب السوري يؤكد على أهمية نجاح عمل اللجنة الأمر الذي يستلزم احترام قواعد إجراءاتها التي تم التوافق عليها بما في ذلك عدم السماح بأي تدخل خارجي أو ضغوط تعرقل عملها إضافة إلى أن قيام بعض الدول بمحاولة وضع جداول زمنية غير مقبولة لن تخدم عمل هذه اللجنة المسؤول والذي يتعلق بحاضر سورية ومستقبلها مشددا على أن اللجنة سيدة نفسها وهي التي تعتمد الاقتراحات التي تتوصل إليها من خلال نقاش يعكس إرادة السوريين وحدهم وأنه لا بديل عن أن تتم مداولات لجنة مناقشة الدستور في كل مراحلها بقيادة وملكية سورية حصرية لأن الشعب السوري هو الوحيد المعني بتحديد مستقبل بلده.
وردا على مندوبي الدول الغربية قال الجعفري.. كلما استمعت إلى ممثلي هذه الدول في جلسات المجلس ازدادت قناعتي بحجم العبث في حديثهم وكمية النفاق في قراءتهم والتخبط في سياسات بلادهم الخاطئة تجاه بلادي وذلك يستدعي أن نضيف طبيب الأمراض النفسية فرويد إلى قائمة مقدمي الإحاطات عله يساعدنا على تشخيص حالة الانفصام في اللغة وعدم الواقعية في التحليل السياسي مضيفا.. قلناها ونعيدها مجددا.. إن الخصم لا يمكن أن يكون حكما والمولع بإشعال الحرائق لا يمكن أن يدعي أنه رجل إطفاء..إن آخر ما يمكن أن يفكر به المرء بعد الانتصار على جريمة الفصل العنصري في جنوب إفريقيا هو الإساءة للمناضل نيلسون مانديلا من خلال توظيف استقامته الأخلاقية لخدمة مسألة غير أخلاقية وغير شرعية كتجويع الشعوب ومنع الغذاء والدواء والتنمية والإعمار عنها.