يتسلل شبح الموت من أسلحة الوهم المجانية، الخوف من كورونا التي تهدد بجائحة جديدة، تستمرئ العباد أفقياً وعمودياً.. لا يردعها بكاء الغيم الذي مازال يبيع الوهم للأرض، على أنه سيغمرها بالمطر. ثم يلملم ذاته ويرحل ليترك الحسرة لشقوقها.
يجتاز الغيم حقول البؤساء، بعد أن أصبح زرعها هشيماً بنار الفجار، التي تعانق الفوضى، ليكون جزءاً من يد فارقت الحذق إلى الوقاحة وهي تدس الجمر العسيس ليحرق الشجر، ولا يرحم الأزهار ولا الثمر.. في لغة لا يفهمها إلا الفجرة.
العروبة السورية بعيدة عن الفجور، الذي يمارسه من يرفعون عروشهم على أنقاض عروبة شعوبهم، وهي تتموت على عتبة الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة. مع اكتشاف كل صفقة تغتال الوجدان العربي، الذي يدفن الصباحات الندية من حياتهم.
سورية العقل المبصر التي تصدت دفاعاً عن ذاتها، وعن كامل الأرض العربية التي تحاول حمايتها من الناب الصهيوني، الذي ينشب بتسارع في جسد العروبة، بفضل الفجرة الذين باعوا اللقمة والقيمة على رصيف السباق مع المغيب في بيع الهوية.
مدن دمرت بيع فيها الوهم الغادر، مستهلكاً غباء عقولهم. وتجار الحروب سادرون في غيهم، مدمنون على التهام لقمة الجائعين، بأفعالهم المنكرة. المتحالفة مع الفعل الصهيوني بعيداً عن أي قيمة تماهي بين الوطن والقيم السياسية في الحالة الوطنية.
العالم بتحالفاته المختلفة بين الدول المتضادة في أهدافها، والتي تمارس غيّها على غير أرضها، تبيع الوهم في عملية طهو أنيقة، تنضج فيها مصالحها، ومن يشتري يدفع الثمن من الثقة والطيبة، التي منحها ظلاً في إيواء الغريب. والسنون تلهث بنا.
تصدي سورية لأجل مستقبلها، وحفاظها على أهدافها الوطنية، التي تبنيها اليوم على التضحيات التي أنجزت لها النصر، يعتلج في صدور أعدائها في الداخل والخارج. فيصدرونه غزواً وقهراً وتزييفاً إعلامياً على وسائل التواصل في اختراق الوجود.
والإساءة لنبي المسلمين، حين يصدر على ألسنة رؤسائهم، لإلهاء المسلمين والعرب عن إقامة الدين الحق، بازدهار العلم والبحث العلمي والإبداع، وإتقان القوى البشرية عملها. لأن الدين عند الله العمل والخلق والأخلاق. فالجهاد الحق بالعلم وإنماء البلاد.
وما يوغل صدورهم أننا نحسن بناء منهج مستوى الرد والردع لكل عوامل العدوان. وخاصة أن سورية عنصر التوازن للمستقبل العربي.التي ألقت بالوهم العثماني في مهب الريح. والتي تغادر الهفوات مع كل اكتشاف يرتقي ويرتق ما خربته الحرب.
كل ما يفعله الفجرة من استيراد الوهم، وإعادة تصنيعه في قدورهم إرهاباً يصدرونه لنا هو الفجور بعينه، ثم يدَّعون أنهم يرفضون الإرهاب على أنه عار العصر، الذي يمارسه المسلمون (زيفاً) فيحاربونه على أرضنا، وهم يجربون أحدث أسلحتهم علينا.
الدفاع الحق عن الدين يقيمه أبناء الجيش بدفاعهم عن أهليهم والوطن..وطلاب العلم والمبدعون، الذين يوظفون عبقريتهم لأجل خير الأمة، ورفع شأن العروبة والإسلام وليس تبادل السباب والشتائم، هو ما يحصن ديننا عروبتنا لتقف بقامتها المديد.
المبدع في وطننا، وكافل اليتيم، والتاجر الذي يغار على قوت جاره وأخيه، فلا يفجر في ربحه، ولا يستغل حاجة الناس، فيحتسي تعبهم ورزقهم، بدم بارد، وهم يلعقون المر.. هؤلاء أشجار وارفة حقيقةً لا مجازاً، تمنح الدفء والنور للنفوس. وتتم ما أنعم الله به على بلادنا من جمال وخير. فهم كالفصول الأربعة تحفظ بتتابعها البيئة والإنسان. أما العقول غير الباصرة بفجورها فهي تحيا وتعبر الحياة بلا أثر.
إضاءات – شهناز صبحي فاكوش