أعلنت الشركة السورية للاتصالات أنها ستقوم بتطبيق آليات عمل جديدة بما يخص الفواتير، وهامش التسديد، حيث سيتم تطبيق تسديد الفواتير الهاتفية كل شهر بدلاً من شهرين بالإضافة إلى إلغاء الاشتراك بخدمة الإنترنت بسرعة 512، وأنه يجب على المشترك التسديد خلال 20 يوماً من صدور الفاتورة الهاتفية، وفي حال التأخر يفصل الخط ويمنح المشترك مدة شهر للتسديد، وعند تجاوز هذه المدة يلغى الخط الهاتفي والبوابة، وبينت الشركة أن سبب اللجوء إلى تطبيق آلية دفع الفواتير كل شهر، هو التأخير في التحصيل، والذي ينتج عنه ديون على الشركة.
الخبر مر مرور الكرام أمام مشتركي الهاتف والانترنت ليس لجهلهم بمراميه وأبعاده، ولكن لأن هناك أزمات أشد وأدهى من هذا الخبر تطغى على كل ما عداها، ولكن لو تفحصنا هذه الآلية بإمعان لوجدنا أنها ليست في مصلحة المشترك كما ادعت شركة الاتصالات والتي نفت قبل يوم واحد من صدور هذه الآلية ما تم تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي من أنها ستقوم بإلغاء الخط الهاتفي والبوابة عند التأخر عن التسديد، حيث تم التأكيد في الآليات الجديدة على إلغاء الاشتراك، لكن جرى تعديل المدة فقط إلى عشرين يوماً بدلاً من عشرة أيام .
قد تبدو المهلة الممنوحة لتسديد الفواتير ضمن الآلية الجديدة مقبولة، ولكن الخطورة تكمن في عقوبة التأخير عن السداد، لأن الأمر هنا يتعلق بالبوابة أكثر من خط الهاتف نفسه، وكأن الشركة بهذا الإجراء تهدف إلى إلغاء اشتراكات البعض بالبوابات بذريعة عدم تسديد الفواتير، نقول ربما للتغطية على عدم قدرتها على تأمين ما يكفي من البوابات للمتقدمين بطلبات لهذه الغاية.
هناك أكثر من سؤال يطرح نفسه وبقوة أيضا حول الآلية الجديدة وأول هذه الاسئلة، ما هو الفرق بين التسديد كل شهر أو كل شهرين، طالما سيتم تسديد الذمم بالنتيجة ؟! والسؤال الآخر طالما أن الهدف من البرنامج الجديد كما أكدت شركة الاتصالات هو رعاية أو خدمة الزبائن فهل ستبقى مفردات الفاتورة الهاتفية بما يخص بعض الرسوم الثابتة وبدلات الخدمات على حالها، بحيث سيضطر المشترك بالنتيجة إلى تسديدها مضاعفة باعتبار الدورة الهاتفية أصبحت كل شهر بدلاً من شهرين، أم سيتم تقسيمها وتجزئتها على فاتورتين؟ مثل /الاشتراك– الصفر الدولي والقطري- ميزة إظهار الرقم/.
قصارى القول كان على شركة الاتصالات ألا تقدم على إصدار الآليات الجديدة حالياً لأنها ستؤدي إلى هروب مشتركيها رويداً رويداً إلى شركات اتصالات أخرى، مازالت تقدم لهم يومياً وشهرياً عروضاً مغرية تغنيهم عن شركة الاتصالات نهائياً، بل كان عليها السعي إلى ابتكار خدمات وتسهيلات لمشتركيها تضاهي أو تتفوق على غيرها من شركات الاتصالات، حتى تجذب مشتركين آخرين إضافة إلى مشتركيها وتجربة الباقات الشهرية التي طبقتها شركة الاتصالات مؤخراً على مشتركيها خير شاهد ودليل على ما نقول ونحذر.
عين المجتمع -ياسر حمزة