مواجهة الموجة الثانية تفوق طاقتها.. أوروبا هل تستسلم لكورونا؟

الثورة أونلاين – عائدة عم علي:
أوروبا، بكل إمكانياتها العلمية والصحية على أبواب فشل جديد في التصدي لجائحة كورونا في موجتها الثانية، وهذا ما يشير إليه المسؤولون الاوروبيون وخبراء الصحة في تلك الدول التي فوجئت بحسب مسؤوليها بعنف الموجة الثانية من وباء كوفيد-19 الذي يفوق طاقتها، وهي تنتظر شهرا صعبا، تضاعف من خلاله قراراتها الشديدة، على أمل تجاوز الموجة الثانية بأقل الخسائر الممكنة.
كوفيد 19 كان قد كشف في موجته الأولى عن الثغرات الكبيرة في النظام الصحي الأوروبي، حيث المركز الأوروبي للوقاية والسيطرة على الأمراض (ECDC) أصغر من أن يتعامل مع جائحة بهذا الحجم، ومع ذلك لم تتخذ الدول الأوروبية إجراءات احتياطية من شأنها الحد من مخاطر الجائحة الوبائية، لاسيما وأن عمليات الإغلاق الصارمة لمنع انتشار كوفيد 19 في موجته الأولى لا تزال تلقي بثقلها على الاقتصاد الأوروبي، ما تسبب في انكماش قياسي أكثر حدة مما شهدته الولايات المتحدة، وهذا ما يدفع الأوروبيون اليوم لمعارضة القيود الجديدة التي تريد حكوماتهم فرضها لتقليل الخسائر، وإيطاليا كانت قد شهدت قبل أيام مظاهرات احتجاجية ضد قيود العزل الجديدة.
ومن إعادة حجر عام، اعتبارا من يوم غد الجمعة في فرنسا، إلى تشديد وشيك للقيود في ألمانيا وبلجيكا، تتوقع أوروبا شهرا صعبا في مواجهة الموجة الثانية، والتي تبدو أنها أشد فتكا من الأولى، وقد حذرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من أن عدد المرضى الذين يحتاجون إلى الرعاية الصحية يواصل الارتفاع بوتائر متصاعدة، ما يمارس ضغطا مفرطا على الكثير من المستشفيات الألمانية، مشيرة إلى أن هذه الديناميكية السلبية تهدد باستنزاف القدرة الاستيعابية لأقسام الرعاية الصحية في ألمانيا في غضون بضعة أسابيع.
وأعلنت ميركل أمس عن فرض ما تم وصفه “الإغلاق الخفيف” في عموم البلاد، اعتبارا من الثاني من تشرين الثاني القادم وحتى نهاية ذلك الشهر، وهو يقضي بإغلاق كافة المرافق الترفيهية والمطاعم والمقاهي والصالات الرياضية، وفرض قيود إضافية على التجمعات بين الناس.
يأتي ذلك في أعقاب ثاني قفزة غير مسبوقة على التوالي، سجلت فيها السلطات الصحية في ألمانيا خلال آخر 24 ساعة أكثر من 16 ألف إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد.
وأعلن معهد روبرت كوخ الألماني للأمراض المعدية اليوم الخميس عن رصد 16774 إصابة جديدة بالوباء، مقابل 14964 إصابة في اليوم السابق.
وفي فرنسا أعلن رئيس الوزراء جان كاستيكس اليوم الخميس أمام الجمعية الوطنية أن وضع الكمامات في المدارس “سيشمل تلاميذ المدارس الابتدائية اعتبارا من سن ست سنوات”.
وقال كاستيكس لدى افتتاح نقاشات الإغلاق “كنا نتوقع موجة ثانية من الإصابات بكوفيد-19 لكن أي بلد لم يتوقع تسارعها بهذه الوتيرة المفاجئة والسريعة”.
وأوضح بالقول: “لطالما دعوت إلى توخي الحذر، البعض الذي يقول لنا اليوم انه كان علينا التحرك وبشكل أكثر حزما أو أننا لم نتخذ تدابير كافية زعموا في حينها أننا كنا نفرض إجراءات كثيرة”.
وتابع: “اعتبارا من الاثنين سيتم تعديل البروتوكول الصحي وتعزيزه لضمان حماية جميع الأطفال والمعلمين وأولياء أمور الطلاب وفقًا للرأي المرسل إلينا من قبل المجلس الأعلى للصحة العامة “، وقال إن الشركات التي تنظم الفعاليات و”دور السينما والمسارح” ستغلق.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد قال في خطاب بثه التلفزيون مساء أمس الأربعاء: “مثل كل جيراننا، يغرقنا التسارع المفاجئ للوباء بفيروس يبدو أنه يكتسب قوة مع اقتراب الشتاء وانخفاض درجات الحرارة”.
وأكد ماكرون أن “بعض البلدان مثل إسبانيا وأيرلندا وهولندا اتخذت إجراءات أكثر صرامة في وقت أبكر من بلدنا، ومع ذلك فنحن جميعا في النقطة نفسها، نواجه موجة ثانية تفوق طاقتنا وأصبحنا نعرف أنها ستكون على الأرجح أقسى وأكثر فتكا من الموجة الأولى”.
وبذلك أصبحت فرنسا واحدة من البلدان أو المناطق النادرة في أوروبا – إلى جانب إيرلندا ومقاطعة ويلز البريطانية – التي تختار حجر سكانها بالكامل، الإجراء الذي يشكل أقوى سلاح ضد الانتشار السريع للفيروس.
وفرضت العديد من الدول الأوروبية الأخرى قرارات حظر تجول وهو إجراء يوصف في أغلب الأحيان بأنه خطوة أخيرة قبل إعادة فرض حجر كامل.
وعقدت بلجيكا البلد الذي يشهد الانتشار الأشد كثافة لفيروس كورونا المستجد في العالم، اجتماع أزمة جديدا الجمعة، وقال المتحدث باسم الحكومة لوباء كوفي-19 إيف فان ليثيم الذي يؤيد فرض حجر عام من جديد “الأسوأ لم يأت بعد”.
واعترف رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو بأنه “قد يكون من الضروري اتخاذ مزيد من الإجراءات الصارمة في الأيام المقبلة”.
ومن المقرر عقد قمة افتراضية لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي اليوم الخميس لتقييم الوباء، وقال شارل ميشال، رئيس المجلس الأوروبي “كل يوم مهم. نحتاج الآن إلى عمل حازم على المستوى الأوروبي بالضرورة على أساس نقطتين: الاختبار و”التتبع واللقاحات”.

آخر الأخبار
مركز التلاسيميا بدمشق ضغط في المرضى وقلة في الدم الظاهر: نستقبل أكثر من ٦٠ حالة والمركز لا يتسع لأك... استمرار حملة إزالة البسطات العشوائية في شوارع حلب الأونروا: لم تدخل أي إمدادات إلى قطاع غزة منذ أكثر من 7 أسابيع صحة حلب تتابع سير حملة لقاح الأطفال في منبج هل سيضع فوز الليبراليين في انتخابات كندا حداً لتهديدات ترامب؟  بمبادرات أهلية تركيب 60 جهاز إنارة لشوارع دير الزور غرق عبارتين تحملان شاحنات بنهر الفرات الثورة" على محيط جرمانا.. هدوء عام واتصالات تجري لإعادة الأمن العفو الدولية": إسرائيل ترتكب جرائم إبادة جماعية في غزة ويجب محاسبتها   العراق تدعو لتسوية تضمن وحدة سوريا واستقراها 90 ألف غرسة مثمرة والخطة لإنتاج 69 ألف غرسة أخرى في القنيطرة ثانوية جديدة للعلوم الشرعية في طفس تعاون هولندي ومشاريع قادمة لمياه حلب بحث احتياجات حلب الخدمية مع منظمة UNOPS   المخابز تباشر عملها في درعا بعد وصول الطحين خليل لـ "الثورة": ندرس إعادة التأمين الصحي والمفصولين إلى عملهم لجنة لدراسة إعادة المفصولين من عملهم في شركة كهرباء اللاذقية   سرقة طحين ونقص بوزن الخبز أكثر ضبوط ريف دمشق وطرطوس الارتقاء بالتعليم في جبلة نقاش في تربية اللاذقية مياه الشرب" طاقة شمسية وأعمال صيانة وتأهيل للخدمات في الريف