تباين الآراء حول جودة الخبز في أفران دمشق… هزاع : هناك ضعاف نفوس يتاجرون بمادة الخميرة مما أثر على النوعية ولا تعديل على المخصصات اليومية عبر البطاقة
الثورة أون لاين – تحقيق رولا عيسى:
دخل قرار وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك حول رفع سعر ربطة الخبز المدعوم حيز التنفيذ وأصبح سعر الربطة مع بداية الأسبوع الحالي 75 ليرة بدون كيس نايلون و100 ليرة مع كيس في جميع المخابز التابعة للمؤسسة السورية للمخابز، وأعقب صدور القرار مساء يوم الخميس سلسلة من القرارات وجهها وزير التجارة الداخلية طلال البرازي إلى جميع المخابز ومديريات التجارة الداخلية وتمحورت بالتشدد في بيع الخبز بالموصفات الجيدة وإلحاق كل من يخالف أو يتاجر بالخبز بأقصى العقوبات.
ولا شك أن القرار لاقى ردود فعل مختلفة من قبل المواطنين وخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي وكان الصدى الأكبر في امكانية أن يكون لهذا القرار انعكاس على الأرض بالنسبة لحالة الازدحام
وتحسن جودة الرغيف، ناهيك عما يمكن أن يتركه من تكلفة مادية مضاعفة على بعض الأثر لجهة سعر مادة الخبز خاصة الأسر المكونة من أربعة أشخاص وما فوق.
نقص بالوزن بأفران ركن الدين
(الثورة) وبعد مرور القرار بيومين حاولت استطلاع جملة من آراء المواطنين حول وزن الربطة وسعرها وجودتها والازدحام في عدد من المخابز والأفران العامة والخاصة وفي أكثر من منطقة، حيث تباينت الآراء بين منطقة وأخرى وبين فرن وآخر، وأحياناً بين المواطنين أنفسهم لكن الاجماع كان على أن المخابز العامة أفضل حالاً لجهة الوزن والنوعية.
أبو حسن التقيناه في منطقة ركن الدين بالقرب من أحد المخابز وهو مخبز الجمعية الخيرية حيث أشار إلى وجود الازدحام أمام الفرن وأن ربطة الخبز تباع بوزن بين 900 و1000غرام ولم يطرأ تحسن على نوعية الخبز حيث بقي بنوعية غير جيدة، إضافة إلى أن الأهالي يجدون صعوبة في الحصول على المادة بينما بعضهم يحصل عليها بكل سهولة.
تراجع طفيف في الازدحام بالمزة
وفي المزة قرب فرن السعادة الخاص قال أبو عصام إن نوعية الخبز أمس لم تكن جيدة، وتم تقديم شكوى إلى مديرية التجارة الداخلية بدمشق فعاد في صباح اليوم الخبز إلى نوعية أفضل، وفيما يتعلق بالازدحام فقد شهد الفرن تراجعاً قليلاً بنسبة الازدحام، وبالنسبة للوزن فلم يسجل أي ملاحظة من قبل المواطنين فقط ما يتعلق بحجم الرغيف الذي انخفض قطره وهذا طبيعي بعد تخفيض الوزن.
وأمام الفرن ذاته التقينا أم حمزة وهي ربة منزل وأسرتها مكونة من 5 أشخاص وقالت: إن التكلفة الشهرية تضاعفت عليها بالنسبة لسعر الخبز، فبعد أن كانت تدفع ستة آلاف شهرياً بات يتوجب عليها دفع 12 ألف ليرة مشيرة إلى أن نوعية الخبز مقبولة اليوم.
معتمدون يبيعون الربطة بين 300 و500 ليرة
وأمام فرن الشيخ سعد بالمزة، تحدثت عدد من السيدات عن نوعية مقبولة للخبز والتزام بعدد الأرغفة وتراجع بسيط في الازدحام، ولكن تمت الإشارة إلى وجود معتمدين في المنطقة يقومون ببيع الخبز بأسعار مرتفعة تصل إلى 300 – 500 ليرة، وهذا استغلال للناس الذين لا يستطيعون الوقوف على الفرن، وثمة معتمدين يقومون بإنقاص عدد الأرغفة إلى ستة بدلاً من سبعة ويبيعونها بذات السعر.
(الثورة) تابعت استطلاعها وتوجهت إلى مخبز المزة الآلي بالقرب من برج تالة ورصدت هناك مراحل إنتاج الخبز من العجنة وصولاً إلى شرائه من قبل المواطنين، عبر منفذ البيع حيث كانت عملية الإنتاج تسير بشكل انسيابي بدون إشكالات تذكر وعلى منافذ البيع بدا وجود قليل من الازدحام بل هناك تراجع واضح مقارنة بالفترة التي حصلت فيها ازدحامات كبيرة.
السيدة نهال منصور قالت إن الخبز بنوعية مقبولة وإن عدد الأرغفة سبعة في الربطة وأنها دفعت ثمن الربطة مع الكيس 100 ليرة، مشيرة إلى تراجع في الازدحام عن الفترة السابقة، وأنها تحصل على الخبز عن طريق الهوية نظراً لعدم وجود بطاقة ذكية لديها، وبالتالي تحصل على ربطة واحدة.
مدير مخبز المزة الآلي.. كميات الإنتاج على حالها
وأثناء تواجدنا في مخبز المزة الآلي التقينا مدير المخبز نصر الدين العقلة حيث بين أن كمية الإنتاج لم تتغير وما زال الفرن ينتج بشكل يومي 20 طناً من الخبز لكن عدد الربطات زاد وهذا من شأنه أن يخفف الازدحام على الفرن، مشيراً إلى أنه من المبكر الحكم على التجربة الجديدة في بيع الخبز وخاصة لجهة النوعية فلم يمض على تطبيقها أكثر من يومين، لافتاً إلى الحرص على احترام كبار السن والتوجيه بتسهيل البيع لهم خاصة الذين يعانون وضع صحي.
وبعد ذلك توجهت الثورة إلى الدويلعة كان ثمة ازدحام أمام أحد الأفران، وأكد المواطنون المتواجدون أمام فرني المنطقة العاملين أن نوعية الخبز ليست جيدة، وأن الازدحام مستمر وهناك استغلال كبير من قبل الباعة، ومنهم من أخبرنا أنه قام أمس بشراء الخبز من فرن أبو جمعة في كفر بطنا الذي يعاني هو الآخر ازدحام ويقوم ببيع الخبز دون كيس بـ 100 ليرة.
الزيادة على سعر الخبز لتصحيح التشوهات.
في نهاية الاستطلاعات توجهت الث
ورة إلى مدير عام المؤسسة السورية للمخابز زياد هزاع لتناول الموضوع وأسباب الزيادة السعرية الأخيرة للمادة وكيفية التعامل مع المخالفين، حيث أجاب هزاع إن قرار رفع سعر ربطة الخبز جاء بناءاً على ضرورة تعديل التشوهات السعرية التي أصابت مادة الخبز، خاصة من قبل المخابز الخاصة التي لطالما احتج أصحابها بأنهم باتوا ينتجون الخبز دون تحقيق أي ربح، وبالتالي هناك استغلال ما سيحصل في مكان ما للمواطن سواء عن طريق السعر أو إنقاص الوزن أو المتاجرة بالمادة، إضافة إلى أن هناك صعوبة وتكاليف تتكبدها الحكومة بشكل كبير لتأمين مادة الخبز ومستلزماته ومدخلاته، حيث تضاعفت التكلفة نتيجة الحصار الاقتصادي الجائر، واستهداف مادة القمح والحقول المزروعة بالمادة من قبل الأعداء والعصابات الارهابية المسلحة.
ولفت هزاع إلى قيام بعض ضعاف النفوس بالمتاجرة بمادة الخميرة حيث وصلت تكلفتها على الدولة للكيلو غرام 5 آلاف و6 آلاف ليرة، فيما تؤمنها للمخابز الخاصة بمبلغ 737 ليرة، وهذا الفارق السعري جعل هؤلاء يتاجرون بالمادة، وبالتالي التأثير على نوعية الخبز من خلال انقاص الكميات أثناء العجنة.
خطوات قريبة والمخصصات على حالها
هزاع أكد ان العمل جار على تحسين نوعية مادة الخبز وأن هناك خطوات قريبة قادمة سيلمسها المواطن لجهة تحسن نوعية الخبز، لافتاً إلى أن تأمين ودعم مادة الخبز يعتبر أولوية في العمل الحكومي، حيث وصلت تكلفة ربطة الخبز إلى 580 ليرة، وهذا يعني أن الدولة تتحمل دعماً للربطة الواحدة يصل إلى 500 ليرة.
هزاع أوضح ان مخصصات مادة الخبز ستبقى على حالها بالنسبة للكميات المحددة على البطاقة الالكترونية وأن مواصفات الربطة محددة بـ 1100 غرام للربطة وعدد الأرغفة 7 وسعرها بدون كيس 75 ومع كيس 100 ليرة وفي حال وجود أي مخالفة بالمواصفات النوعية والكمية يجب التوجه بالشكوى إلى مديريات التجارة الداخلية في المحافظات لتسجيل الضبوط بحق المخالفين ومعاقبتهم بأشد العقوبات.
المعاناة قائمة
هذا هو واقع مادة الخبز في عدد من مخابز وأفران دمشق مع بداية تطبيق القرارات الجديدة ويبدو مبكراً الحكم النهائي على مدى النجاح في تطبيق القوانين والالتزام بها لكن لا بد من الاشارة إلى أن جزءاً من المعاناة ما زال قائماً بالنسبة للمواطنين.