الثورة أون لاين – فاتن حسن عادله:
الحديث عن الفوضى بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية الحالية ربما أصبح الشغل الشاغل للرأي العام الأميركي منه والأجنبي، بسبب الفوضى التي أحدثها ويحدثها مرشحو الرئاسة، واستمرار ترامب بالحديث عن التزوير والسرقة واتهام خصومه الديمقراطيين بها دون أدلة، في وقت لا تبدو نتائج حسم الأصوات بعد واضحة ومن هو الفائز بالولاية الجديدة.
وسط هذا الترقب لما بعد الانتخابات الذي يبدو أنه أصبح يثير الكثير من المخاوف حيث ردات الفعل تتوقع صورة سوداء قاتمة للساحة الأميركية، فإن عمليات فرز الأصوات المستمرة في عدد من الولايات الأميركية ونتائج الفرز الجزئي للأصوات تظهر تقدم المرشح الديمقراطي جو بايدن بنسبة 50.2% مقابل 48.3% للرئيس الأميركي دونالد ترامب، وسط انزعاج وانعدام ثقة بين فريقي المرشحين، فيما لم تكشف النتائج الأولية لفرز الأصوات في عدد من الولايات عن فارق قد يكون حاسماً لأحد المرشحين.
ووسط انتظار حسم النتائج والتي يكتنفها الغموض حتى الآن، أثارت اتهامات ترامب، لفريق بايدن بالسعي لـ”سرقة” نتائج الانتخابات، وتهديده باللجوء إلى المحكمة للمطالبة بوقف فرز الأصوات، انزعاج فريق بايدن، الذي أكد بدوره أن فرقه القانونية ستكون جاهزة إذا نفذ ترامب تهديده بالذهاب إلى المحكمة.
وأكدت مديرة حملة بايدن الانتخابية، جين أومالي ديلون، في بيان، أنه “إذا نفذ ترامب تهديده بالذهاب إلى المحكمة لمحاولة منع الفرز السليم للأصوات، فلدينا فرق قانونية جاهزة للتصدي لهذا المسعى”، واصفة تصريحاته بالمشينة، فيما قال مقره الانتخابي إن فرز الأصوات لن يتوقف، رغم تصريحات ترامب، لافتاً إلى أنه عند اكتمال عملية الفرز، سيكون بايدن رئيساً لأميركا!.
ووسط هذه الفوضى أفادت وسائل إعلام أميركية بأن ترامب يتخلف عن بايدن بفارق 11 نقطة، وتظهر الإحصاءات التي نشرتها، شبكتا “إن بي سي” و”سي إن إن” وصحيفة “واشنطن بوست”، أن بايدن أحرز مزيداً من التقدم وحصد حتى الآن أصوات 224 من أصل أعضاء المجمع الانتخابي الـ538، فيما لا يزال عدد الأصوات التي حصل عليها ترامب عند مستوى 213 صوتاً، بينما قدرت صحيفة “نيويورك تايمز” عدد الأصوات التي تمكن بايدن من تأمينها بين أعضاء المجمع الانتخابي بـ227، مؤكدة حصول ترامب على 213 صوتاً.
بدورها، أفادت قناة “فوكس نيوز” بأن بايدن عزز تقدمه على ترامب حتى 238 صوتاً مقابل 213، ويحتاج المرشح الفائز إلى حصد أصوات 270 من أعضاء المجمع الانتخابي.
ورغم ذلك أعرب كل من المرشحين عن ثقته بالفوز، واستبق ترامب النتائج ليعبر عن قناعته التامة أثناء مؤتمر صحفي عقده في البيت الأبيض بتحقيقه فوزاً على منافسه رغم استمرار عملية فرز أصوات الناخبين.
صحيفة الغارديان البريطانية بدورها نقلت عن مسؤولين أن ولايات ويسكونسن وميشيغان وبنسلفانيا الأميركية لا تخطط لإعلان نتائج التصويت اليوم، لعدم قدرتهم على تقديم معلومات موضوعية عن نتائج التصويت في يوم الانتخابات، فيما تظهر حتى الآن نتائج الفرز الجزئي للأصوات في كل من بنسلفانيا وجورجيا وكارولينا وويسكونسن تقدماً طفيفاً لترامب، بينما لم تحدد ولاية بنسلفانيا (20 ناخباً) توقيت إعلان النتائج.
كما ستستأنف ولاية نيفادا الأميركية فرز الأصوات وعدّها، يوم غد الخميس، عند الساعة التاسعة صباحاً، بالتوقيت المحلي، وفق ما أعلنت، وأفاد مركز إديسون، بأن المرشحين يتقاسمان أصوات نيفادا 49% لكل منهما بعد فرز 85% من الأصوات بالولاية.
هذه الفوضى المتزامنة أدت إلى إصابة أربعة أشخاص على الأقل بجروح وهم ثلاثة رجال وامرأة في هجوم شنه مجهولون بسكين بالقرب من البيت الأبيض في العاصمة واشنطن، وفق ما أفادت شبكة “إن بي سي”، نقلاً عن الشرطة المحلية، فيما باشر ضباط إنفاذ القانون عمليات البحث عن ثلاثة مشتبه بهم، والذين من المحتمل أن يكونوا أعضاء في مجموعة اليمين المتطرف التي تدعم ترامب.
كما خرجت مسيرات مناهضة لترامب في مدينة نيويورك، بعد أن قامت مجموعة من المتظاهرين المناهضين لترامب بمسيرة من ميدان “الاتحاد” إلى ساحة “واشنطن” ليلة الانتخابات في مدينة نيويورك، وتم تداول مجموعة من مقاطع الفيديو للمظاهرات عبر “تويتر”، رفع فيها المتظاهرون شعارات تطالبه ونائبه مايك بنس بالرحيل من البيت الأبيض.
وعلى خلفية هذا التسابق الرئاسي، يسعى الحزب الديمقراطي إلى تحقيق حلمه بحصد أغلبية المقاعد في مجلس الشيوخ، أي 51 مقعداً، ولتحقيق ذلك يحتاجون إلى انتزاع ثلاثة مقاعد من الجمهوريين، في حال فوز بايدن والسيناتورا كامالا هاريس في التصويت على منصبي الرئيس ونائب الرئيس، وإلى أربعة مقاعد في حال احتفاظ الجمهوريين بالبيت الأبيض، فيما ترجيحات تتوقع الفشل لمساعي “الديمقراطيين”.