الثورة أون لاين – أدمون الشدايدة :
بعد الغزو الأطلسي لليبيا ، وما جره من ويلات ومآس على الشعب الليبي ، الذي لم يزل يعاني من الاضطرابات الأمنية التي زادتها حدة إرسال نظام أردوغان عشرات آلاف الإرهابيين إلى هذا البلد لدعم ما تسمى حكومة الوفاق ، التي تقاتل الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر ، يبدو أن المشهد يتجه بشكل أكبر نحو تفعيل لغة الاتفاق بين الأطراف الليبية المتنازعة ، ووضع البلاد على سكة الحلول لتحييدها عن الفوضى العارمة وإطفاء نيرانها المشتعلة .
وعلى الرغم من محاولات ميليشيا الوفاق خرق الاتفاق الدائم لوقف إطلاق النار في ليبيا ، والذي تم التوصل إليه في سياق مفاوضات اللجنة العسكرية المشتركة “5+5” بين ما تسمى حكومة الوفاق الوطني التابعة للإخواني أردوغان والجيش الوطني الليبي ، إلا أن التفاؤل حول نتائج مفاوضات غدامس قد ظهرت جلية ، حيث تظهر بوادر انفراج للأزمة الليبية على ضوء عقد اللجنة العسكرية المشتركة الليبية اجتماعها داخل البلاد في تلك المدينة لبحث آليات تنفيذ وقف إطلاق النار الدائم ، ومناقشة مسألة اللجان الفرعية ، وقد تمكنت لجان الـ 13 من وضع رؤية عامة حول المجلس الأعلى للدولة والبرلمان .
وضع البلاد على سكة الحل يبدو أنه قد بدأ فعلاً في ظل توجه الأنظار أيضاً نحو لقاء تونس ، الذي سيعقد غداً بين الأطراف المتنازعة ، على أن يتم الاتفاق النهائي في الملتقى الذي تشرف عليه بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ، بحسب مصادر ليبية .
والجدير بالذكر فإن النتائج المتوافق عليها خلال اجتماع اللجان في المغرب ، قد تمت الموافقة عليها من رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح ، ورئيس المجلس الرئاسي لما يسمى حكومة الوفاق الليبية فايز السراج ، وتم اعتمادها .
وقد رأى محللون أن التقدم الذي تحقق في ملف اتفاق وقف إطلاق النار ، والاتفاق على جولة مباحثات في تونس ، جاء انعكاساً لرغبات داخلية وخارجية في ضرورة وضع الأزمة الليبية على سكة الحل السياسي ، وتغليب مصلحة البلاد على المصالح الضيقة لبعض السياسيين .
ولكن كما هي العادة فإن جميع الأمور مرهونة بالسلوك العدواني الذي ينتهجه النظام التركي ، وعدم وضعه العصي في عجلات الحلول كما جرت عليه عادة هذا النظام في السابق ، فمن المعروف بأن أنقرة تسيطر بقراراتها على حكومة السراج التابع المطيع لها ، والتي لا تزال تدعمها ، حيث إن أردوغان الإخواني لطالما عمل على إفشال كل الاتفاقات التي من شأنها إخراج ليبيا من أزمتها