رحل أو سيرحل السمسار ومتعهد حفلات الصخب، المهرج المبتز الذي قدم للصهيونية العالمية وللكيان الإسرائيلي ما لم يقدمه أي رئيس أميركي منذ نشوء الولايات المتحدة الأميركية.. هذه الدولة المارقة على جماجم ودماء الشعوب.
ربما لن يشفع لترامب كل هذه المعطيات ليحتفظ بإقامته بالبيت “الأسود”.. و يبدو أن منافسه “الديمقراطي” قدم أوراق اعتماد تفوق عنصرية وإرهاباً واللعب بمقدرات الأمم على السمسار.
ترامب الذي مارس الابتزاز السياسي والاقتصادي والسمسرة، حيث استطاع تحصيل أكثر من 700 مليار دولار أميركي من مشيخات الخليج النفطي وممالكه الرملية مقابل تأمين حماية عروشهم المتدلية…
ترامب نفسه الذي خرق القانون الدولي في كل قراراته خدمة للكيان الصهيوني من إعلان الجولان المشؤوم إلى القدس..
يبدو أن بايدن “الجوكر” الذي تعلم نزع السترات وهو ينط على المسارح استطاع التفوق بمزاده على ترامب..
إذا وصل بايدن إلى البيت “الأسود” الذي تحاك في ردهاته المشبوهة قرارات نهب مقدرات الشعوب وزعزعة استقرارها ودعم الإرهاب العالمي والصهيونية “رأس الأفعى” المدبر فلن يختلف المشهد.. بايدن وترامب وجهان لعملة واحدة قوامها السياسة الأميركية القائمة على كل ما ذكرناه…
الفرق بينهما هو التسابق لتقديم فروض الطاعة للصهيونية والكيان الإسرائيلي والاستمرار بدعم الإرهاب، هذه هي السياسة الأميركية بخطواتها العريضة.. وتبقى التفاصيل التي يكمن الشيطان فيها…
الجمهوري ليس أقل إرهاباً من الديمقراطي… والعكس صحيح…
الاعتقاد السائد أن بايدن قدم أوراق اعتماده بمزاد علني مختوم قائم على الخبث والسمسرة.. ويبدو أنه نجح في كسب ثقة الصهيونية “رأس الأفعى” التي لا يمكن لأي رئيس أميركي أن يصل إلى البيت “المشبوه” من دون إذن مسبق منها، فما ينتظره العالم من وصول بايدن المحتمل أخطر بكثير مما يعتقد البعض.
أما ترامب فلا أحد يقامر على ما قد يفعله خلال الأشهر القليلة القادمة.. وهو المجنون الذي قدم على الانتقام من العالم بطريقة “الكوبوي” أو التاجر الخاسر.
أما الخاسر من هذا وذاك فهو النظام العالمي الخانع لسياسة هوجاء، وهو يقف متفرجاً على النتائج وهي في أغلبيتها سوداوية وكارثية على المستويات كافة.
شعبان أحمد