العاصفة المطرية باللاذقية تتسبب بتساقط ثمار الحمضيات.. وغرق البيوت البلاستيكية وغمر البساتين في العمرونية والبصة ودمسرخو و الموارد المائية تضع خطة للطواريء
الثورة أون لاين: استمرت عطاءات السماء خلال هذا الأسبوع في محافظة اللاذقية.. ما تسبب بانجرافات للتربة والكثير من الانهدامات تبعاً للتضاريس ما أدى إلى قطع غالبية طرقات القرى المنخفضة، وانغمار لغالبية الأراضي الزراعية مع قلع للأشجار وتلف للثمار وانكسارات في الطرقات..في يوم أمس وفي اعقاب العاصفة المطرية غابت الحركة المرورية في غالبية المناطق نتيجة انقطاع الطرقات ولم يتمكن الموظفون القاطنون في الريف والضواحي القريبة من مركز المدينة الوصول إلى أماكن عملهم..
وخلال جولة لنا في غالبية أحياء المدينة كان الظاهر هو المياه التي تغمر كافة الطرقات ولم تساعد المصارف من تصريفها إلا بعد توقف هطول الأمطار في صباح أمس.. وعند الوصول إلى مفرق دعتور دمسرخو منعت البحيرات السيارات والآليات الوصول إلى المناطق الداخلية للمنطقة ما أدى إلى الازدحام المروري فيها..
أضرار المزروعات
وبين مدير زراعة اللاذقية المهندس أحمد حكيم الأضرار الأولية التي تمكنت الجهات المعنية من معرفتها ولم تتمكن من معرفة الأضرار كافة لعدم قدرتها دخول غالبية المناطق بسبب مياه الأمطار التي غمرت الأراضي والكثير من الانهدامات التي قطعت غالبية الطرقات الزراعية.. والأضرار الأولية تحددت في منطقة اللاذقية بتساقط ثمار الحمضيات وغمر البساتين في العمرونية والبصة ودمسرخو .. وغرقت العديد من البيوت البلاستيكية ما أدى إلى موت النباتات.. كما تأثرت الكثير من الأشجار بالصقيع في زغرين.. .
وفي منطقة جبلة لحقت أضرار الصقيع بالنباتات والشتول الكاملة وإنتاج محصول البندورة ضمن البيوت البلاستيكية.. وتساقطت ثمار الحمضيات وتضررت الثمار القريبة من سطح الأرض.. وفي منطقة الحفة حدثت انزلاقات متعددة في القرى خاصة منجيلا وطريق عام الحفة وتساقطت ثمار الحمضيات من الأبو صرة والكلمنتين حيث تضررت بالصقيع في منجلا والرويمية.. وفي القرداحة قلعت العديد من الأشجار وتضرر الباقي من الصقيع..
وأضاف: لا تزال الفرق مستمرة في إحصاء الأضرار ولا يمكن تقدير المساحات لصعوبة الدخول إلى الكثير من المناطق نتيجة انجرافات التربة مع أشجار الزيتون والحمضيات التي قطعت والأراضي المغمورة بالمياه التي ستسبب التصمغات فيما بعد لجذور الأشجار.. و بسبب تراكم الثلوج التي وصلت إلى متر واحد من قسطل معاف إلى كسب..
تراكم الأتربة وغمر الطرقات
وأشار مدير الخدمات الفنية المهندس جمال أمون إلى أن الأمطار والسيول أثرت بشكل كبير على غالبية الطرقات فسببت الانهيارات بعدة مواقع وتراكم لمياه الأمطار وتساقط الثلوج في العديد من المواقع الجبلية وانهيارات ترابية عديدة فطريق كلماخو القرداحة قطع بالكامل يوم أمس نتيجة تراكم الأتربة عليه وحصل هبوط بجسم طريق الفاخورة وسعينا لمعالجته.. ولكن في طريق حبيت رسيون حصل انكسار بجسم الطريق وقطع نهائي ليتم تنفيذ تحويلة ريثما يعالج الطريق الذي يحتاج لكلفة عالية لإعادته للعمل.. بينما طريق شريفة عام حلب فحدثت انهيارات ترابية بعدة مواقع ولا تزال قيد المعالجة.. أما طريق عام الحفة في موقع دبا زادت الانهيارات الترابية على جسم الطريق وتم إزلتها وفتح الطريق.. كما بسبب الغزارات الزائدة وعدم استيعاب العبّارات لهذه الغزارات أدى في طريق الشاطئ رأس شمرا إلى تراكم المياه فوق الطريق ما حصل عرقلة بالسير لذلك وسّعت المجاري المائية في مداخل ومخارج العبّارات بحيث تم التغلب على المشكلة.. وبسبب تراكم الثلوج على طريق عام كسب قسطل معاف انقطع الطريق وفتح بصعوبة ولا تزال الآليات مستمرة في فتحه.. كما انقطع ليلاً الطريق الواصل من قساطل حلب مروراً بكسب باتجاه ادلب بسبب تراكم الثلوج..
وبين السيد أمون أن المصارف المطرية لم تستوعب الغزارات الزائدة وتم معالجتها كما في طريق عام حلب الذي حول من الزوبار باتجاه الأوتستراد باعتبار أن موقع السفكون غير آمن نتيجة هبوط وانكسارات في جسم الطريق..
اتخذت مديرية الموارد المائية باللاذقية اجراءات خففت الكثير من الاضرار الناتجة عن الآثار السلبية للامطار الغزيرة
التي شهدتها المحافظة خلال الايام الفائتة هذا ما ذكره المهندس علي الرحية مدير الموارد المائية واضاف بأنه تم فتح المفيض المائي لـ11 سداً في المحافظة بعد ان وصل حجم التخزين فيها الى المعدل الطبيعي حيث بلغت النسبة المئوية لتخزين السدود الـ 14 في المحافظة حتى تاريخ 21 الجاري 87٪ وهذه النسبة المرتفعة لم تتحقق منذ اكثر من ثلاثين عاما وخاصة في مثل هذه الفترة من العام نتيجة لارتفاع معدل الهطل المطري عن المعدل الوسطي السنوي في العديد من مناطق المحافظة.
وعن حجم التخزين في السدود أكد السيد الرحية بأن حجم التخزين سجل ارتفاعا عن ذات الفترة في العام الماضي بـ 170 مليون م3 حيث وصل حجم التخزين في سدود المحافظة اكثر من 312 مليون م3 بنقص نحو 53 مليون م3 عن حجم التخزين الطبيعي لها وبدأ المفيض يعمل في 11 سداً منها سد 16 تشرين حيث يعمل المفرغ القمعي ومأخذ الري بتصريف 44 م3 /ثا على مجرى النهر علما بأن الوارد المائي للسد 245م3/ثا على مجرى النهر ويبلغ حجم التخزين الطبيعي فيه 210 ملايين م3 والسد حسب ما افاد مدير الموارد المائية قادر على تصريف الموجات الفيضانية حتى لو بلغت ما يزيد على 200م3/ثا كما بدأ المفيض يعمل في سد الحفة بعد ان وصل حجم التخزين فيه الى 2 مليون و 500 ألف م3 وفي سد بللوران ايضا وصل حجم التخزين الى 15 مليون و 500 ألف م3 وهو حجم التخزين الطبيعي له كما بدأ المفيض في السدود ذات التخزين الصغير وهي سد خربة الجوزية وسد القنجرة وسد كرسانا وسد الجوزية وسد بحمرا وفي سد صلاح الدين الذي وصل حجم التخزين فيه الى عشرة ملايين متر مكعب وايضا وصل حجم التخزين في سد الحويز الى 15 مليوناً و 675 ألف م3 بنقص نحو 825 ألف م3 كما ان باقي سدود المحافظة قد ارتفع حجم التخزين فيها الى النصف تقريبا مثل سد الثورة والذي بلغ حجم التخزين فيه 47 مليون م3 بنقص نحو 50 مليونا و 880 ألف م3 ووصل معدل التخزين في سد بيت الريحان الى 5 ملايين و 160 ألف م3 بينما حجم التخزين الطبيعي له 7 ملايين و 500 ألف م3 وما زال يحتاج سد كفر دبيل الى مليون م3 ليصل حجم التخزين فيه الى المعدل الطبيعي علما انه من السدود ذات الطاقة التخزينية الصغيرة التي لا تتجاوز طاقتها التخزينية مليوناً و 200 ألف م3.
إجراءات للتصدي
للموجات الفيضانية المحتملة
عمل المفيض لهذه السدود وحده لا يكفي ولا بد من اجراءات لحماية الاراضي التي تقع في منطقة تلك السدود خشية من حواجز طبيعية تؤدي الى فيضانات تدمر الزراعة فيها لذلك قامت المديرية كما ذكرنا بداية باتخاذ اجراءات لمعالجة الاثار السلبية التي قد تحصل من الموجات الفيضانية الممكن حدوثها والتي تتلخص في صيانة وتعزيل المجاري المائية.
عن هذه الاجراءات قال المهندس الرحية بأن آليات المديرية قامت بتعزيل مناطق الاختناق على مجاري الانهار والسواقي ومداخل ومخارج العبارات والجسور لتدراك الاثار السلبية للاضرار التي قد تحصل عند حدوث الفيضانات ومن الاجراءات الاخرى قامت المديرية بفتح سكر الري لسد 16 تشرين على مجرى النهر وبغزارة للتخفيف من اثار الوارد المائي على السد 16بتاريخ 15 الجاري وتم زيادة الغزارة لتصل الى 30م3/ثا بتاريخ 16 الجاري حيث وصلت غزارة النهر قبل البحيرة حتى 100 م3/ثا وهي قابلة للزيادة كما تم تعزيل المفيض الجانبي لجميع السدود من اية بقايا وعوائق لتسهيل عبور الماء الزائد عن حجم التخزين الطبيعي اضافة للاجراءات الحالية التي تقوم بها المديرية والمتمثلة بجولات ميدانية يومية على المجاري المائية والانهار ومراقبة الجريانات وازالة الاختناقات عند حصولها.
ومن جهة اخرى تم التأكد من جاهزية منشآت التفريغ لجميع السدود ووزعت الاليات الثقيلة على جميع المواقع مع الكوادر الفنية بنظام ورديات وعلى مدار 24 ساعة تعمل على ازالة اية عوائق أو مسببات حصول الأضرار جراء الفيضانات.
هذا وقد قال السيد مدير الموارد المائية ان الامطار كانت مبكرة ومبشرة وتم وضع خطة لمواجهة اي عاصفة مطرية قادمة وتعمل مجاري الانهار والسواقي والمسيلات المائية بطاقتها القصوى علما ان الهطولات المطرية الغزيرة ادت لغمر الاراضي و الطرقات العامة وادت لانهيارات في التربة في مناطق مختلفة في المحافظة ومنطقة خربة سولاس حيث ارتفعت المياه فيها لمتر نتيجة العجز عن استيعاب وتصريف للغزارات المطرية الكبيرة اضافة لعامل النشاط البشري الذي كان سببا في بعض المناطق بغمر المياه نتيجة استثمار المسيلات المائية من قبل المزارعين واغلاق العبارات.
واضاف السيد الرحية انه تم القيام بجولة تعد مغامرة يوم 22 الجاري في منطقتي المزيرعة ونهر الصنوبر حيث كانت الطرق غارقة بالمياه وتجاوز ارتفاع المياه فيها المتر في بعض المواقع وهذا كان ايضا نتيجة المنحدرات والمسيلات المائية التي شكلت انهاراً وسيولاً ادت لانزلاقات ترابية ولكتل كبيرة مجاورة للطرق ولا سيما في المنطقة المجاورة والمحيطة في سد الثورة منطقة الحفة وفي منطقة سولاس وفي منطقة دمسرخو حيث غمرت الاراضي فيها .
واكد السيد الرحية ان على البلديات القيام بواجبها في اجراء الصيانة الكاملة للعبارات و انشاء عبارات جديدة تستوعب الغزارات الكبيرة للهطل المطري واعادة النظر ايضا بالعبارات المنفذة تحت الطرق العامة بحيث تستطيع استيعاب الموجات الفيضانية كالتي حدثت مؤخرا وخاصة في مواقع مختلفة في المحافظة والتي يقع جزء منها داخل تنظيم المدن والبلدات كالمنطقة الواقعة بين بستان الباشا وطريق القرداحة القديم وبالتحديد في منطقة «مفرق الشقيفات».
وقامت مديرية الموارد المائية بتقديم المساعدات للبلديات بفتح الطرقات وازالة الانهيارات وفتح المسالك المائية من خلال آلياتها واشار الى ان المديرية تأخذ حذرها الكامل من حدوث موجات عواصف مطرية اخرى مشيرا الى انه لم يفتح اي مفرغ في السدود ولن يفتح إلا في حال تطلب الامر ذلك لاستقرار الوضع فيها وخاصة في سد 16 تشرين اكبر سدود المحافظة و الذي بامكانه تصريف موجات فيضانية حتى لو بلغت ما يزيد على 200 م3/ثا.
الثورة