هي النقاط السياسية توضع على الحروف الميدانية، فموضوع اللاجئين السوريين هو في سلم الأولويات.. قالتها سورية، بل هو في المرتبة الأولى.. فقضيتهم قضية وطنية بحتة، وآن الآوان لمن يرغب منهم بالعودة إلى حضن الوطن أن يعود.
المؤكد لنا جميعاً بأن اللاجئين السوريين لم يتركوا بيوتهم وأراضيهم وقراهم وممتلكاتهم طوعاً، وإنما إرهابيو القتل والخراب وتكفيريو الدم والظلام هم من أجبروهم على ذلك، فكان أولئك المهجرون أمام خيارين لا ثالث لهما، إما القتل والتنكيل وإما التهجير القسري.
ولكن اليوم مع تطهير بواسل الجيش العربي السوري لمساحات شاسعة من ربوع الوطن من دنس الإرهاب والتكفير، وعودة الأمان والاستقرار، فإن الباب بات مفتوحاً لعودة المهجرين بفعل الإرهاب إلى ديارهم طوعاً وليس قسراً، ولمن شاء منهم، ولعل المؤتمر الدولي لعودة اللاجئين هو اللبنة الأولى في طريق حل هذه المآساة الإنسانية التي أوجدها الأميركي والتركي والصهيوني وأنظمة التبعية الأوروبية والهوان الأعرابية.
ولكن الشيطان وكما خبرنا يكمن في تفاصيل التحريض الأميركي، وفي حراكه المتلون، وعصاه المسيسة، وقنابله المفخخة التي يضعها في دواليب أي آلية قد تقود إلى تسوية تنهي الأزمة، فنراه بين الفينة والأخرى يعمل كل ما من شأنه تأزيم المشهد أكثر وإحاطته بحالة من الضبابية المفتعلة.
فدائماً وأبداً وفي كل أزمات السوريين هناك الأميركي وحده المسؤول، ووحده من يتلاعب بمآساتهم، ويتاجر بأزمتهم، ويفرض عليهم حصاره، و ما يسمى “قيصر” خير دليل على ما نقول، فهو إلى جانب الإجراءات الاقتصادية القسرية الأوروبية العقبة الأساسية أمام عودة المهجرين، الأمر الذي يتطلب وبشكل فوري وعاجل صحوة ضمير أممية، ووقفة إنسانية دولية، تقول للأميركي كفى إرهاباً وعقوباتً على السوريين، وكفى تأرجحاً على حبال الإفك والتدليس، وكفى لعباً بالمصطلحات وكفى تباكياً على شعب أنت وحدك من يعطي الإيعازات لقتله وسفك دمه.
ويبقى السؤال: هل سينتفض المجتمع الدولي من غيبوبته المفروضة عليه أميركياً؟!، ويأخذ على عاتقه القيام بمهماته والتزاماته حيال الشعب السوري ويقدم لهم كل ما يلزم من مساعدات إنسانية ليعيشوا وأطفالهم حياة كريمة؟!، أم أنه سيبقى في سبات مطبق؟!، وحدها الأيام القليلة القادمة كفيلة بالإجابة.
حدث وتعليق- ريم صالح