الثورة أون لاين – ديب علي حسن:
لا يحتمل المشهد الكثير من التفسير والتأويل، فالحدث جلي وواضح، تحت سقف الوطن ينعقد مؤتمر عودة اللاجئين والشعار الدائم أن سورية ملاذ لكل سوري.. وهي كانت وستبقى ملاذ كل عربي مخلص والتاريخ شاهد على ذلك.. تنكر الكثيرون ممن كانت ملاذهم أطعمتهم قبل أن تطعم أبناءها واقتطعت من مقدرات الشعب السوري لئلا يشعر من لاذ بها أنه غادر وطنه..
في جردة الحساب ما يغطي مجلدات في هذا المضمار، لكننا لسنا بصدده إنما هو التذكير للقول إن سورية الدولة والحكومة والوطن هي الملاذ الدائم لكل من يحتاجها فكيف بالأبناء..؟
صحيح أن ما يقارب عقداً من الحرب العدوانية الهوجاء على سورية كشفت وعرّت الكثير.. تخاذل البعض وكانوا عوناً لسعير الحرب لكن الدولة السورية سامحت مرات ومرات.. ودفعت على الأرض بكل أسباب الخروج من ربقة الإرهاب..
من يراجع صفحات هذه الحرب المسعورة ويتتبع ما قدمته سورية من سبل النجاة حتى لمن تورط فسوف يجد ما يكفي.. وما يدل قوة وترسخ فعل العطاء الذي كان ومازال ديدن السوريين منذ أن كانوا….
هذا المؤتمر الذي يعري كل من يتاجر بورقة اللاجئين السوريين ويردها عصاً غليظة، ليس إلا حلقة من سلسلة متتابعة من الإجراءات التي انطلقت على الأرض من خلال عودة ملايين من اللاجئين من لبنان أو الأردن..
وإذا كانت قوى الإرهاب تريد لهذا الملف أن يبقى ورقة ابتزاز وضغط ومتاجرة فهذا لن يكون أبداً وقد ظهر كيف تعاملت القوى العدوانية مع آلاف اللاجئين في مخيمات اللجوء… من خلال الضغط عليهم وليس هذا فقط بل تركهم يلاقون الموت المحتم جوعاً وعطشاً وإهمالاً..
هذا واقع دلت عليه الحقائق التي نقلتها وسائل الإعلام حتى بعض المعادي منها..
ومع أن الحصار الاقتصادي الجائر يزداد على سورية لكن الدولة السورية عملت بخطوات حثيثة على إصلاح البنية التحتية في المناطق التي تضررت وبدأت العودة إليها..
الشواهد على ذلك يعرفها الجميع من دون شك.. واليوم مع هذا المؤتمر يجب أن يتحمل العالم كله مسؤولياته ويقول كلمته..
المساومة المفضوحة لن تبقى سيفاً مسلطاً على الرقاب من كل الاتجاهات..
سورية وطن الجميع وملاذ لم يخذل أحداً عبر تاريخه فكيف بأبنائه.. سورية تكتب نصرها على كل الجبهات وحان للكثيرين أن يراجعوا حساباتهم.