الثورة أون لاين – سامر البوظة:
لم يعد خافيا على أحد أن الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركية هو الداعم الأكبر للجماعات الإرهابية بمختلف مسمياتها وهو من أوجدها أصلا وزرعها بمختلف أنحاء العالم بهدف خلق الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار من أجل الهيمنة على الشعوب ونهب ثرواتها, والحرب الظالمة التي شنوها عبر إرهابييهم على سورية أكبر دليل على ذلك.
فمنذ بداية تلك الحرب القذرة لم تترك منظومة العدوان تلك وسيلة إلا واستخدمتها لإركاع سورية وشعبها من خلال أذرعها الإرهابية التي جاءت بهم من مختلف أصقاع الأرض ,والتي ساندتها ومولتها وقدمت لها كل أنواع الدعم السياسي والمادي واللوجستي لتدمير سورية وتمرير مخططاتها العدوانية والاستعمارية, فقتلوا ودمروا وروعوا ونهبوا وهجروا السكان الآمنين وشردوهم من بيوتهم, ولم ترتو منظومة العدوان من ذلك بل تابعت إجرامها بحق السوريين عبر تشديد الحصار والعقوبات الظالمة عليهم, وأصدرت إدارة ترامب ما يسمى قانون (قيصر) لاستهداف السوريين في لقمة عيشهم ودوائهم, بعد أن منيت مشاريعها بالفشل, وما ذلك إلا وجه آخر من أوجه الإرهاب الذي سفك دماء السوريين ودمر منجزاتهم.
ليس هذا فحسب, بل لاحق أقطاب منظومة العدوان السوريين المهجرين إلى مخيمات اللجوء التي كانت معدة سلفا في بعض دول الجوار بهدف المتاجرة بأوجاعهم وبقضيتهم تحت عناوين إنسانية زائفة كاذبة, متجاهلين الجرائم التي ارتكبتها التنظيمات الإرهابية بحقهم وبحق بلدهم.
هؤلاء المهجرون الذين هجروا من بيوتهم قسرا لم تتخل عنهم الدولة السورية يوما, وبذلت كل ما في وسعها لإعادتهم إلى بيوتهم بعد تطهير قراهم ومدنهم من رجس الإرهاب وإعادة الأمن إليها، وأكدت مرارا أنها لم ولن تدخر أي جهد في تقديم كل المساعدات اللازمة للمواطنين على امتداد الجغرافيا السورية وكل ما يمكنها من تسهيلات للمواطنين المهجرين بفعل الإرهاب الذين عادوا إلى سورية بما يضمن لهم الحياة الكريمة اللائقة.
طبعا هذا الكلام لم يعجب منظومة العدوان وعلى رأسها الإدارة الأميركية التي واصلت استغلالها السياسي القذر لقضية المهجرين عبر حملات الكذب والتضليل والتشويه التي شنتها وتشنها عبر المنابر الدولية والأممية ذات الاختصاص لتحقيق غايات سياسية قذرة باتت معروفة, وتتباكى عليهم تحت غطاء “الإنسانية” الكاذبة التي تدعيها لتمرير عقوباتها الظالمة التي تزيد من معاناة السوريين بهدف الضغط على الدولة السورية وإفشال مساعيها في معالجة ملف اللاجئين.
واليوم وبالتزامن مع انعقاد المؤتمر الدولي في دمشق حول عودة اللاجئين, تحاول منظومة العدوان بكل السبل إفشال هذا المؤتمر بأي طريقة لإبقاء ورقة المهجرين بيدها تستثمرها متى تشاء, وهي تعلم أنها إذا خسرت هذه الورقة ستضطر إلى البحث عن ذرائع أخرى للتدخل والضغط لتمرير مشاريعها القذرة.
إن وقاحة الغرب وأميركا تحديدا وحديثهم عن الإنسانية هو أبشع أشكال الكذب والنفاق، وتكذبه سياساتهم في دعم الإرهاب الذي سفك دماء السوريين وخرب بلادهم ونهبها, ومن يقمع الناس ويقتلهم بدم بارد، ويمارس أبشع أشكال التمييز العنصري في بلاده, هو آخر من يحق له التشدق بالحديث عن الإنسانية وعن حقوق الإنسان.
وعلى الرغم من كل المحاولات الغربية والأميركية لكبح الجهود التي تبذلها الحكومة السورية لإنهاء معاناة اللاجئين وتأمين عودتهم إلى وطنهم, فإن سورية ماضية بثبات وإصرار على نهجها غير آبهة بعويل المسؤولين الغربيين وتباكيهم الكاذب على معاناة السوريين, وهم الذين كانوا أحد الأسباب الرئيسية لمعاناتهم, والمؤتمر سيحقق أهدافه رغما عن أنف الحاقدين, وهنا على المنظمات الدولية المعنية وعلى رأسها الأمم المتحدة أن تقوم بواجباتها القانونية وفق ما تمليه عليها القوانين والمواثيق الدولية, وأن تقف لمرة واحدة وقفة حق وتضع حدا للغطرسة الأميركية والهيمنة على قرارات هذه المؤسسة التي من المفترض أن تكون عادلة وحيادية.