الثورة أون لاين – بقلم مدير التحرير أحمد حمادة:
إن كان المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين قد اختتم أعماله أمس فإن خطواته العملية قد بدأت على أرض الواقع منذ تلك اللحظة، ولعل رسالته الأهم كانت إلى منظومة العدوان الغربية على سورية بقيادة واشنطن، التي استغلت مأساة اللاجئين واستثمرت في تفاصيلها، وملخصها كفاكم استثماراً بقضيتهم وتسييساً لمأساتهم.
إنها رسالة تقول بالفم الملآن إن تسييس الغرب لهذا الملف لم يعد مجدياً لأنه انكشف أمام العالم كله، ولأنه فقد صلاحية المتاجرة به، مثله مثل ملفات الأسلحة الكيميائية ومسرحياتها الهوليودية المفضوحة، وملفات المتاجرة بحقوق الإنسان والمساعدات الإنسانية وغيرها.
والرسالة الثانية أن المؤتمر ليس الخطوة الأولى، ولا الأخيرة، ولا اليتيمة، التي قامت بها الحكومة السورية، أو ستقوم بها، لإعادة المهجرين واللاجئين إلى قراهم ومدنهم، بل هو حلقة في سلسلة طويلة من الإجراءات، والقوانين، والعمل الجاد، التي بدأت منذ سنوات طويلة، وتستمر اليوم بهمة عالية، انطلاقاً من اعتبارها قضية وطنية وإنسانية، ولأنها سهم البوصلة للدولة منذ اليوم الأول الذي قامت فيه أميركا ومنظومتها الإرهابية بتهجير السوريين والاستثمار بقضيتهم.
وإن كان محور الشر العالمي على الضفة الأخرى، أي ضفة دول الغرب العدوانية بقيادة واشنطن وأدواتها في المنطقة ترد بسلبية مطلقة ولغة متغطرسة على مثل هذه الرسائل المحقة، وتؤشر إلى مزيد من الاستثمار بهذه القضية والمتاجرة بها، بل تذهب إلى أبعد من ذلك، أي تعرقل عودة اللاجئين بتشديد العقوبات على السوريين، فإن المؤتمر كان لبنة أساسية في فضح هذه السياسات الإرهابية أمام الرأي العام العالمي الذي وقع على مدى عشر سنوات ضحية تضليل الغرب وفبركات إعلامه وأكاذيبه وقلبه للحقائق والوقائع، وستكون الخطوات القادمة أكثر إيلاماً لمنظومة العدوان ومبشرة للسوريين عموماً وللاجئين منهم على وجه التحديد بغد أفضل.