بحيرة الجبول بحلب مصدر طبيعي ومشروع اقتصادي لاستخراج الملح في الموسم الأول للاستثمار : تأمين حاجة السوق المحلي من الملح وألف فرصة عمل
الثورة أون لاين – تحقيق: حسن العجيلي
سبخة الجبول مصدر طبيعي لاستخراج الملح ومشروع اقتصادي هام تتم إعادة استثماره بعقد تشاركي لتوفير حاجة السوق من الملح يتم استثماره هذا العام لأول موسم بعد توقف حوالي ثماني سنوات بسبب ظروف الحرب العدوانية على سورية.
ملاحة الجبول منشأة حيوية يعاد ترميمها
بحيرة الجبول أو كما تسمى ” سبخة الجبول ” منخفض طبيعي تتجمع فيه المياه من المناطق المحيطة وتبعد عن مدينة حلب 40 كيلو مترا بالاتجاه الجنوبي الشرقي وتمتد على مساحة تقدر بـ 260 كيلو مترا مربعا ، ويتم استخراج الملح منها بشكل بدائي بحسب ما أوضح مدير فرع حلب للمؤسسة العامة للجيولوجيا والثروة المعدنية محمد ابراهيم بسبب الظروف المحيطة بالعمل ، مبيّناً أن الملاحة منشأة حيوية واقتصادية تعرضت للتخريب من العصابات الإرهابية عام 2012 وتوقف العمل بها الأمر الذي أفقد المؤسسة كوادرها البشرية وآلياتها ومعداتها ، وتم إعادة استثمارها بموجب عقد تشاركي مع مستثمر في الأول من آب من العام الفائت حيث يتضمن العقد تأهيل الملاحة ومنشآتها من أحواض الترسيب والقنوات والمستودعات والمكاتب والتي وصلت نسبة إنجازها إلى أكثر من 60% وبالشق الآخر استخراج الملح من السبخة .
ويشير ابراهيم إلى أن الغاية الأساسية من المشروع تغطية حاجة السوق المحلية من مادة الملح بعد صدور قرار من الحكومة بإيقاف استيراد الملح من الخارج وهذا ما تم إنجازه من خلال تسويق أكثر من 20 ألف طن من الملح من إجمالي الكمية المستخرجة والمقدرة بـ 30 ألف طن مع أن الكمية المنصوص عليها في عقد الشراكة خلال الموسم الأول تبلغ 2500 طن أي أن الكمية المستخرجة أكثر بعشرة أضعاف بما يعكس العائد الاقتصادي للمشروع ، لافتاً إلى أن الملح المستخرج ملح صناعي لا يستخدم للطعام بسبب عوامل التلوث التي تسعى المؤسسة لإيقافها .
آليات عمل بدائية
وعن آلية العمل بالسبخة يقول مستثمر استخراج الملح مصطفى حماد العمر : إن موسم استخراج الملح يبدأ في الأول من شهر تموز ولغاية شهر تشرين الثاني أو بداية هطول الأمطار وأن العمل خلال الموسم الحالي يتم على محيط السبخة بأكثر من موقع منها أم عامود وطريفاوي ورسم النفل وجبارين ، حيث يدخل العمال بمسافة تقدر ما بين 1 إلى 1.5 كيلو متر ويبدؤون بتجميع الملح وتعبئته بأكياس ومن ثم يتم إدخال جرار زراعي لمسافة ويتم سحب الأكياس وبعدها تجميعها ونقلها إلى المستودعات ليصار إلى بيعها ، منوهاً إلى أن العمل يتم بشكل يدوي بسبب طبيعة الأرض الطينية بعمق 50 إلى 60 سم .
100 ألف طن متوقعة للموسم القادم
ويؤكد العمر إمكانية زيادة الإنتاج في المواسم القادمة حيث تقدر كمية الموسم القادم بأكثر من 100 ألف طن وقد يصل في مواسم لاحقة إلى أكثر من 300 ألف طن بحسب عدد العمال العاملين في الاستخراج في الموسم الذي يمتد لأربعة أشهر ، مضيفاً أنه تم تشغيل أكثر من ألف عامل في الموسم الحالي ويمكن أن يصل عدد فرص العمل التي يؤمنها المشروع خلال مواسم الاستخراج إلى أكثر من خمسة آلاف عامل مع تأمين حوالي 500 فرصة عمل مستدامة في الملاحات .
صعوبات تعترض العمل
ويرجع العمر قلة عدد العمال إلى عدم استقرار المواطنين في القرى المحيطة بسبب عدم توفر مقومات الحياة وخاصة المياه والكهرباء الأمر الذي يعد صعوبة من صعوبات العمل حيث يتم تأمين العمال من قرى السفيرة ودير حافر ، إضافة إلى صعوبة تأمين المحروقات لزوم العمل وارتفاع سعر المازوت الصناعي بشكل مفاجئ .
حفر لتنقية المياه المالحة
وفيما يتعلق بتطوير آليات العمل باستخراج الملح بيّن العمر أنه تم إنشاء حفر صناعية بعدة مواقع بمحيط السبخة وإنشاء أحواض بعمق 4 إلى 5 أمتار للحصول على مياه مالحة متسربة صافية ونقية ، كما تم إنشاء مساكب معدة تم فصلها عن المياه الملوثة ليتم ضخ المياه النقية المجمعة في الحفر إلى المساكب لاستخراج ملح أنقى وأنظف يمكن ان يصل في مراحل لاحقة لاستخدامه كملح طعام ، وأن هذه الطريقة ممكن أن تسّرع عملية الاستخراج لتبدأ في بداية شهر أيار أو حزيران ، مشيراً إلى استمرار العمل كذلك بإنشاء طرقات ضمن السبخة تصل الطرف الغربي بالطرف الشرقي بطول 4 كيلومترات تم إنجاز 1.5 كيلو متر منها الأمر الذي يختصر المسافات ويسهم باستثمار الملح من البحيرة على جانبي الطريق الذي يتم إنشاؤه .
الأهالي : فرصة عمل حقيقية
ويؤكد العاملون في السبخة بأن استخراج الملح يمثل فرصة عمل حقيقية لهم خلال الموسم إضافة إلى عملهم بالزراعة البعلية ، مطالبين بتأمين عوامل الاستقرار في قراهم من البنى التحتية وخاصة المياه والكهرباء.
تصوير : جورج أورفليان