الثورة أون لاين – جهاد اصطيف:
كون سورية تمتلك كل المقومات التي تساعد على الارتقاء بالحرف اليدوية والمهن التراثية إلى مستوى العالمية وكون حلب تتميز وتشتهر بأنواع عدة من هذه الحرف والمهن التي طالما تغنت وافتخرت بها عبر العصور .
تفرد ” الثورة ” لقاءاتها من فعاليات اليوم الثاني من معرض ” نبض حلب ” للحرف اليدوية والمهن التراثية للحديث عن صناعة صابون الغار والزعتر الحلبي والعطورات .
المشاركون في المعرض عبّروا غن فخرهم واعتزازهم لما يمثله المعرض من قيمة مضافة لهذه الحرف وقد تحدث محمد وليد عقاد رئيس جمعية المواد الغذائية عن الزعتر الحلبي وما يشكله بالنسبة للمواطن السوري والمواطن الحلبي على وجه الخصوص ، مشيراً إلى أن هذه المهنة متوارثة عبر الأجيال وعمرها يزيد عن 200 عام وكون حلب مشهورة بهذا الصنف فإن الزعتر الحلبي مطلوب عالميا ًولا يمكن للمواطن الحلبي الاستغناء عنه ، منوهاً بأنه يدخل في إنتاجه 12 مادة وهي متوفرة محلياً ولكن المنغص الوحيد لتسويقه ارتفاع الأسعار، فبينما كان المواطن الحلبي يستهلك 1 كيلو غرام على سبيل المثال بات يستهلك النصف مؤكداً ان الإقبال على المعرض والمشاركة فيه كانت جيدة وهي بشكل أو بآخر تعد فرصة لإظهار المهن والحرف وعودتها إلى ألقها كي لا تندثر مع الأيام .
غياث عرب أحد المشاركين بصنع الصابون الحلبي من شركة دقة قديمة قال : نعمل بالمهنة منذ أعوام وقد قمنا بصناعة أكبر لوح صابون غار في العالم حيث وصل طوله وعرضه أكثر من 1 متر ويزن نحو 1.5 طن ، مضيفاً شاركنا بالمعرض لنثبت للعالم أجمع أننا صامدون وسنبقى نحيي تراثنا وصناعاتنا ومهننا رغم الصعاب .
وأكد عرب أن مستلزمات الصابون نستخلصها من المواد المحلية وهي متوفرة وبشكل أساسي من زيت المطراف ورغم غلاء الأسعار إلا أننا نقوم بعملنا ونصدر الصابون للخارج نظراً لرخص المادة قياساً في تلك الدول قياساً إلى الأسعار لدينا .
محمد مصطفى ملقي أحد المشاركين من جمعية العطورات قال : تعد حرفة العطورات حرفة قديمة جداً تم تطويرها بتقنية خلط ومزج الروائح ونتعامل مع هذه الحرفة كما يتعامل معها الرسام أو الفنان التشكيلي لأنها تحتاج الى لمسة وليس كل إنسان يمكنه أن يضيف هذه اللمسة لحرفة العطورات وهي دائمة التطور ، مضيفاً بأن المشاركة بالمعرض فرصة كبيرة وما نعانيه كحرفة فضلاً عن غلاء الأسعار ورفع سعر مستلزمات الحرفة وضعف القدرة الشرائية لدى المواطن و تغيير القانون المتعلق بهذه الحرفة كونه قديما ولا يخول أصحاب العطر استخدام سوى 3 ليترات من مادة الكحول يومياً والمطلوب أضعاف هذه الكمية ، ونأمل من الجهات المعنية إعادة النظر بهذا القانون لكي نتمكن من ممارسة الحرفة كما يجب ، مشيراً إلى أنه اتفق مع منسق الأمانة السورية للتنمية على تدريب عدد من الشبان مجاناً للبقاء على هذه الحرفة العريقة في حلب الشهباء .
تصوير : خالد صابوني