الثورة أون لاين – ريم صالح:
هو التصحيح يطل علينا من جديد في ذكراه الخمسين لينير الدروب، ويؤكد المؤكد بأن أعداء الأمس هم أنفسهم بشحمهم ولحمهم أعداء اليوم، مهما بدلوا من أقنعة، ومهما تلطوا بشعارات إنسانية، ومهما تخفوا وراء ستائر دبلوماسية براقة، وكلمات منمقة.
خمسون عاماً مرت على ذكرى الحركة التصحيحية المجيدة.. خمسون عاماً والدولة السورية صامدة، ومتمسكة بثوابتها الوطنية وقرارها السيادي الحر.. خمسون عاماً والانتصار المؤزر هو قدر جيشنا العربي السوري المحتوم، خمسون عاماً والمكائد التي تستهدف دور سورية ومكانتها الريادية على الصعيد الوطني والقومي والإقليمي والتحرري العالمي كانت ولا تزال قائمة.
في 16 من تشرين الثاني عام 1970 انطلقت الحركة التصحيحية المجيدة بقيادة القائد المؤسس حافظ الأسد، وكان لهذه الحركة العديد من الإنجازات البناءة التي قلبت الموازين لصالح سورية وشعبها، فقد رسّخت الحركة التصحيحية أسس قيام نهضة متجددة شملت جميع مناحي الحياة لجهة الحركة الدؤوبة باتجاه النهوض والتطوير والتحديث الداخلي في جميع الأصعدة، بهدف تحقيق التنمية الشاملة، ولعل من أهم هذه الانجازات على سبيل الذكر لا الحصر، إقامة الجبهة الوطنية التقدمية, وتشكيل مجلس الشعب, ووضع دستور للبلاد، وجعل التعليم إلزامياً في مرحلته الابتدائية، ومجاناً في كافة مراحله، كما عملت على تشجيع التعليم الفني، وبناء المدارس حتى في أصغر قرية سورية، أما في مجال الثقافة فقد عملت على بناء المراكز الثقافية والمكتبات العامة، وأقيمت المشاريع الوطنية الكبيرة، وغيرها من الإنجازات التي أنارت درب سورية الحديثة، ومستقبل السوريين، دون أن ننسى طبعاً أن حرب تشرين التحريرية كانت من أهم الإنجازات على الصعد كافة.
واليوم تطل علينا هذه الذكرى، وسورية لا تزال تواجه حرباً كونية مفتعلة، حرباً يخط سيناريوهاتها نظام البلطجة والإجرام الأميركي، ويكتب فصولها بين الفينة والأخرى ذاك المحتل التركي القابع في قصور أوهام سلطنته البائدة، بينما يتابع إحداثياتها عن كثب العدو الصهيوني، ليتدخل لإنقاذ إرهابييه في الجحور من ضربات بواسل الجيش العربي السوري، وذلك في وقت يتسابق فيه أعراب الذل والمهانة على من يصل أولاً إلى حضن مثبت عرشه الصهيوني.
ولكن كما كان التصحيح واقعاً صحح المسار منذ خمسين عاماً، وكما كان نهجاً أثبت للسوريين عبر السنوات مدى نجاعته، فإنه سيبقى اليوم وإلى الأزل هاجسهم الدائم للتغيير الإيجابي، والنهوض والتحديث والانتصار، حيث المقاومة والممانعة، والحفاظ على الثوابت الوطنية، ووحدة التراب السوري، ودحر الإرهاب، واستئصاله من جذوره، وتجفيف منابعه، وطرد الغزاة والمحتلين، و تبديد أوهام الواهمين، وعودة اللاجئين هي أولويات ثابتة على الروزنامة السورية رغم أنوف الطامعين.
يأتي التصحيح هذا العام.. وكلنا على يقين بأن الأمور باتت في خواتيمها، وإرادة التصحيح والنصر على الإرهاب ومشغليه لا يمكن أن ينقص من عزيمتها بروباغندا المعتدين، أو تجييشهم الفاضح، فإرادة انتصار السوريين تعلو، ولا يمكن أن يُعلى عليها.