الثورة أون لاين – فاتن حسن عادله:
رفع العقوبات الأميركية عن إيران ، وتخفيف الضغط السياسي عنها والعودة إلى الاتفاق النووي الذي انتهكه ترامب ، هو أهم ما تسعى إليه طهران في المرحلة القادمة ، خلال فترة الرئاسة الأميركية الجديدة ، بحال صدق الرئيس المنتخب جو بايدن بما أطلقه من وعود لجهة العودة إلى الاتفاق النووي .
فرغم انسحاب ترامب من الاتفاق الموقع بين إيران والدول الكبرى ، إلا أن طهران لا تزال متمسكة بما أنجزته وتحاول قدر الإمكان إعادة أميركا إلى دائرته ، وهو ما تأمل به مع إدارة بايدن القادمة ، وهذا ما عبَّر عنه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اليوم الأربعاء من خلال تأكيده بأن بلاده مستعدة للعودة “تلقائيا” إلى الالتزامات الواردة في الاتفاق النووي بحال رفع الرئيس الأميركي المنتخب العقوبات التي فرضها سلفه ترامب بعد انسحابه منه قبل عامين .
وفي مقابلة مع صحيفة “إيران” الحكومية نشرت اليوم .. قال ظريف : “ثمة أمر يمكن القيام به بشكل تلقائي ولا يحتاج إلى أي شروط أو تفاوض .. تنفذ الولايات المتحدة التزاماتها بموجب القرار 2231 ، ونحن ننفذ التزاماتنا بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة” ، وهو الاسم الرسمي للاتفاق النووي .. هذا الأمر لا يحتاج إلى أي مفاوضات أو شروط .. يمكن القيام به” .
ورأى ظريف أن رغبة بايدن في العودة إلى الاتفاق هي أمر “جيد جدا” ، مشدداً على أنه “في حال عودة (واشنطن) إلى التزاماتها ، هذا يعني أننا سنعود إلى التزاماتنا .. هذا الأمر لا يحتاج إلى تفاوض”، وأن الجمهورية الإسلامية “لن تقبل أي شرط” لذلك .
واعتمد ترامب سياسة “ضغوط قصوى” حيال إيران ، وقرر عام 2018 م الانسحاب بشكل أحادي من الاتفاق حول البرنامج النووي المبرم بين الجمهورية الإسلامية والقوى الكبرى ، وأعاد فرض عقوبات اقتصادية قاسية على طهران .
وأتاح الاتفاق المبرم في فيينا بين إيران من جهة ، وكل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا وألمانيا من جهة أخرى ، رفع العديد من العقوبات الاقتصادية التي كانت مفروضة على الجمهورية الإسلامية ، في مقابل خفض بعض أنشطتها النووية وضمان القوى الكبرى أن هذا البرنامج لا يتضمن أي أهداف عسكرية ، وقد شددت إيران مراراً على أن برنامجها النووي هو للأغراض السلمية فقط .
وألمح بايدن الفائز على ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية التي أجريت مطلع تشرين الثاني الجاري ، إلى نيته “تغيير المسار” المعتمد مع إيران ، متحدثاً عن إمكان عودة بلاده إلى الاتفاق المبرم عام 2015 م ، في حال عادت طهران إلى تنفيذ التزاماتها .
وقد أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم الأربعاء ، أن “الإدارة الأمريكية الجديدة تحرك الأجواء نحو الامتثال للقواعد الدولية” ، مؤكداً أن ذلك ينقلهم من “جو التهديد” ، إلى جو “خلق الفرص” .
وهاجم روحاني ، خلال اجتماع الحكومة الإيرانية ، إدارة ترامب ، مشيراً إلى أنها منيت بهزيمة سياسية ، وأخلاقية ، وقانونية ، لكنها تمكنت من فرض ضغوط اقتصادية على الشعب الإيراني” ، مشيراً إلى أنها “فرضت حرباً اقتصادية إرهابية على إيران ، ولم تكتف فقط بالعقوبات” .
كما لفت إلى أنه عندما تتحدث السلطات الإيرانية عن تحسن الوضع الاقتصادي ، يعتقد البعض بأن الإيرانيين “يسعون إلى التفاوض مع أمريكا” ، مشيراً إلى أن “القضية ليست قضية مفاوضات ، فالإدارة الأمريكية الجديدة تحرك الأجواء نحو الامتثال للقواعد الدولية”