الثورة أون لاين – رامز محفوظ:
يواصل الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب الاصطياد في الماء العكر من خلال استمراره بالتشكيك بنتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية والادعاء بأنها مزورة ، على عكس الوقائع والأدلة التي تؤكد فوز منافسه الديمقراطي جو بايدن ، وعدم وجود أي إثبات أو دليل من قبل ترامب بأن هناك تجاوزات وغشاً بنتائج الانتخابات ، حسب ما تتناقله وسائل الإعلام الأميركية .
فسياسة الكذب والنفاق والبلطجة التي انتهجها ترامب خلال فترة حكمه لم تعد خافية على أحد ولطالما كانت هذه السياسة بوابة لشن الحروب الخارجية ونشر الإرهاب في العالم وزعزعة استقرار الدول الآمنة خدمة لأجندات استعمارية استغلها ترامب للحصول على مكاسب شخصية .
من المعروف أن ترامب وضع نصب عينيه خلال فترة حكمه أهدافه الشخصية ومصالحه الخاصة فوق كل اعتبار ، وعمل جاهداً على استغلال منصبه لابتزاز بعض الدول المنساقة للقرار الأميركي والمطيعة لرغباته وفرض الأتاوى عليها قسراً .
وما يجري اليوم على الساحة الأميركية من تصعيد مفتعل وبلطجة موصوفة من قبل ترامب وأتباعه في الشارع تحت ذريعة التزوير في الانتخابات ، وعدم صحة نتائجها ومحاولاته المتكررة بين الفينة والأخرى لتسويق الأكاذيب بشأن الانتخابات ، ليس إلا دليلاً على إفلاس ترامب الذي يستغل ما تبقى له من وقت بسدة الحكم لعرقلة انتقال السلطة بشكل سلمي لمنافسه ، وتأخيرها تحت حجج فوزه بالانتخابات التي يروجها يومياً عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، وكان آخرها قيامه اليوم الأربعاء بنشر تغريدة عبر حسابه الشخصي على “تويتر” ، تتضمن خريطة يزعم فيها أنه حصل على 10.1 مليون صوت في جميع أنحاء الولايات المتحدة ، أي أكثر مما حصل عليه قبل أربع سنوات ، بحسب ما نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” .
وعلق ترامب على الخريطة ، قائلاً : “فزت في الانتخابات ، إنه احتيال على الناخبين في جميع أنحاء البلاد” .
لم يكتف الرئيس المنتهية ولايته بالتصعيد وتسويق الأكاذيب بشأن الانتخابات ومحاولات تأخير انتقال السلطة ، بل تعدى ذلك من خلال المضي في إصراره على رفض هزيمته عبر إقالته المسؤول عن الوكالة الحكومية المكلفة أمن الانتخابات كريس كريبس لنفيه المزاعم بحصول عمليات تزوير .
وسط هذه الأفعال الصبيانية التي يقوم بها ترامب والتي تؤكد حتمية وصوله لحالة الهستيرية وعدم استيعابه لحقيقة خسارته بالانتخابات ندد الديموقراطيون بإعلان ترامب ، ودعوا إلى تسريع العملية الانتقالية نحو تسلم جو بايدن الرئاسية .
و تعهد زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأمريكي ، ميتش ماكونيل ، بضمان الانتقال المنظم للسلطة إلى الإدارة الجديدة في كانون الثاني القادم ، ولكن من دون ذكر اسم الفائز في انتخابات الرئاسة ، وهذا قد يكون له مدلولات معينة ، فربما يقصد ترامب بأنه الرئيس الفائز ، وهذا ما ستكشف عنه الأيام القليلة القادمة