في ذكرى سلخ لواء إسكندرون.. سياسات التتريك لن تغير انتماءه لوطنه سورية

 

الثورة أون لاين – عبد الحليم سعود:
رغم مضي 81 عاماً على جريمة سلخ لواء إسكندرون عن وطنه الأم سورية من قبل الدولة التركية الطامعة وريثة الإمبراطورية العثمانية المتخلفة، لايزال اللواء السليب يسكن في ذاكرة ووجدان السوريين بمدنه وقراه وجباله وسهوله وأنهاره وتضاريسه وتاريخه وشخصياته الوطنية ونضالات أبنائه المشرفة ضد المحتل الفرنسي إلى جانب أشقائهم وأخوتهم في سورية، ليبقى الأمل قائماً ومستمراً بخصوص استعادة هذه الأرض الطاهرة من يد المحتل التركي الذي اقتطعها في غفلة من الزمن، بالتواطؤ مع قوى استعمارية أجنبية دخيلة قامت باحتلال منطقتنا بالقوة العسكرية وقسمتها حسب أطماعها، ورسمت حدودا زائفة ومصطنعة بين مكوناتها لتجزئتها وضرب وحدة أبنائها.
فقد مهدت بريطانيا بوعد بلفور المشؤوم للحركة الصهيونية عام 1917، وباحتلالها العسكري لفلسطين عام 1920 تحت عنوان “الانتداب” لقيام الكيان الصهيوني الإرهابي في هذه المنطقة عام 1948 لغايات استعمارية بحتة مازلنا نرى تجلياتها الكارثية حتى اليوم، في حين قامت فرنسا شريكة بريطانيا بمؤامرة “سايكس بيكو” باحتلال سورية ـ الدولة الوطنية الوليدة والخارجة قبل سنوات قليلة من تحت سيطرة استعمار عثماني مجرم حاقد وطويل ـ وتقسيمها تحت نفس العنوان المخادع، لتتواطأ فيما بعد مع تركيا الطامعة – وريثة الدولة العثمانية – من أجل اقتطاع وسلخ جزء غالٍ من الأرض السورية وفصله عن وطنه الأم كرشوة دنيئة تضمن حياد تركيا في الحرب العالمية الثانية أو وقوفها إلى جانب الحلفاء، لتضع هذه الأخيرة حدوداً مصطنعة بين أبناء الوطن الواحد وتفصل اسكندرونة وأنطاكيا والريحانية والسويدية عن شقيقاتها إدلب وحلب واللاذقية وباقي المدن السورية، حيث مازلنا نعيش ونستذكر تداعيات وتفاصيل هذه المؤامرة الحاقدة التي أقدمت عليها دول الغرب الاستعماري وحليفته تركيا بحق السوريين منذ عشرات السنين، ولاسيما مع تجدد التحالف الغربي التركي الطامع بسورية مرة أخرى خلال الحرب الإرهابية التي تشن على بلدنا منذ نحو عشر سنوات، إذ مايزال النظام التركي الطامع يحتل أراضي في الشمال السوري ويدعم الإرهابيين والمرتزقة والتكفيريين لتمكينهم من تمزيق سورية وتفتيتها وسرقة ونهب ثرواتها تحت أعين ورعاية ودعم الدول الغربية التي ساهمت بجريمة سلخ لواء إسكندرون عن وطنه الأم سورية قبل أكثر من ثمانين عاماً.
ربما لا حاجة لسرد تفاصيل تلك الجريمة البشعة التي أقدمت عليها كل من تركيا وفرنسا في ثلاثينات القرن الماضي بحق السوريين من أجل تمزيق وطنهم وفضح عملية التضليل والتزوير التي جرت بحق أهلنا في اللواء السليب تحت أنظار عصبة الأمم آنذاك، لأن هذه التفاصيل باتت معروفة للجميع ويحفظها السوريون عن ظهر قلب، وهي ستظل دافعاً لهم لإزالة آثار هذه الجريمة التي ارتكبت بحق التاريخ والجغرافيا والإنسان، من أجل استعادة كل حبة تراب من أرض اللواء طال الزمن أم قصر، لأن القانون الدولي واضح في هذه القضية، إذ لا يحق لدولة محتلة أو منتدبة أن تمنح الأراضي التي تحتلها لدولة أخرى طامعة، ولاسيما أن أبناء هذه الأرض قد ناضلوا طويلا وقدموا آلاف الشهداء للتحرر من ظلم واستعمار واستبداد كل من الاستعمارين العثماني والفرنسي الشريكين في جريمة سلخ اللواء.
لقد شكلت سلوكيات وتدخلات وموبقات وجرائم نظام أردوغان الإخواني بحق السوريين طوال العشر سنوات الماضية دافعاً جديداً وقوياً من أجل إحياء قضية اللواء السليب في المحافل والمنابر الدولية من أجل استعادته من المحتل التركي الذي أثبت مرة أخرى أن له أطماعا استعمارية تتجاوز لواء إسكندرون السليب سواء في محافظتي حلب وإدلب وكذلك الجزيرة السورية، وقد آن الأوان لتصحيح هذا الخطأ والظلم التاريخي المتعمد الذي وقع على السوريين عندما كانت حريتهم وإرادتهم وسيادتهم مصادرة من قبل قوة استعمارية قاهرة تحتل أرضهم وتتصرف بممتلكاتهم ومستقبلهم بعيداً عن إرادتهم الحرة وخياراتهم الوطنية المشروعة، وإذا كانت عصبة الأمم في ذلك الوقت مسلوبة القرار من قبل شريكي سايكس بيكو ولم تستطع فعل شيء يمنع الجريمة، فإن من واجب الأمم المتحدة التي تجمع بين أعضائها دول تؤمن بالشرعية والقانون الدولي وتناصر حقوق الدول والشعوب الحرة والمستقلة، أن تعاقب المجرمين وتساعد وتساند وتدعم الضحايا من أجل طرد الاحتلال التركي البغيض من أراضيهم واستعادة ما سلب منهم بالمكر والتزوير، بدل أن تقف مكتوفة الأيدي وهي تتابع جرائم وانتهاكات نظام أردوغان كل يوم بحقهم.
لقد أثبتت سنوات الحرب الإرهابية على سورية أن سكان اللواء السليب شديدو الارتباط بوطنهم الأم سورية، وأن حنينهم واشتياقهم إليها أكبر من أن يخفيه التضليل الإعلامي، وقد عبروا عن وقوفهم إلى جانب دولتهم وشعبهم في هذه المحنة مراراً وتكرارا برغم التعتيم الإعلامي الذي ضربه نظام أردوغان حولهم، وهو ما دفع به لمحاولة اللعب بالجغرافيا مجددا

عبر اقتطاع أراض جديدة من سورية في محافظتي إدلب وحلب وإلحاقها بدولته الطامعة مستغلاً ظروف الحرب وتطوراتها، وذلك لجعل قضية اللواء السليب قضية هامشية بنظر السوريين وإقناعهم بعدم جدوى التفكير بعودته لوطنه، ولكن عبثاً يفعل أردوغان ونظامه البغيض، فقضية اللواء لا تموت بالتقادم أو عبر افتعال مشكلات أخرى، وحقائق التاريخ تقول ذلك، ومن الضروري تذكيره بأن أربعمائة سنة من الاحتلال العثماني الظالم لسورية إضافة إلى سياسة التتريك التي اتبعها أجداده المقبورون بحق أبناء هذه الأرض لم تغير شيئاً في عروبتهم وقناعاتهم وانتمائهم الوطني، فمازالوا يحفظون أسماء القرى والبلدات والمدن والأنهار والجبال والوديان في اللواء السليب ويرسمون خارطة سورية كاملة مع اللواء كتعبير عن تعلقهم به وشوقهم لعودته ورغبتهم في استرجاعه مهما طال الزمن، ولابد أن يعود يوماً ما.

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة