أن يمر اليوم العالمي لذوي الإعاقة، دون اتخاذ إجراءات فعالة لدمجهم في جميع مناحي الحياة،هذا أمر يجب الوقوف عنده، لاسيما إذا ما علمنا أن هذا اليوم يهدف إلى إقامة الفعاليات التوعوية لتعريف المجتمع بذوي الاحتياجات الخاصة والحقوق التي يجب أن يكفلها لهم المجتمع، كي يعيشوا بشكل طبيعي دون أي نوع من أنواع التمييز ضدهم، كون الإعاقة هي جزء من حالات حياة الإنسان، حيث يعتبر أن جميع الأشخاص قد عانوا خلال مراحل حياتهم من إعاقة سواء كانت إعاقة دائمة أو مؤقتة.
طبعاً هذا اليوم يجب أن تكون له أهمية خاصة في الحياة المجتمعية، مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة التعامل بثقة مع هذه الشريحة التي هي جزء أساسي من المجتمع، ولاسيما إذا ما علمنا أن ذوي الإعاقة قادرون على تحدي الصعاب وصنع المعجزات لأنهم مؤمنون أن إعاقاتهم لن تقف عائقاً أمام مستقبلهم.
فبداية نقول إن الإعاقة هي مشكلة وظيفية في جسم الإنسان، ما يعني أنه لا يمكنه القيام بالمهام الأساسية التي يقوم بها شخص سليم ويتم تعريف الإعاقة بأنها انخفاض في قدرة المعاقين على الحصول على متطلباتهم، وخاصة العمل الذي يناسبهم ويتوافق مع قدراتهم.
من هنا تأتي أهمية مشاركة المعاقين في المجتمع بمشاركات تكون لها فاعلية كبيرة، والعمل أيضا على وضع خطط وبرامج لتنمية مهاراتهم، وذلك من خلال تنفيذ برامج عمل لدمجهم في العملية التنموية.حيث يعتبر اليوم العالمي للمعاقين ليس للاحتفال فقط بمظاهر الفرح بين الخطابات والبرامج ولكن هذا اليوم يجب أن يختص به الأصحاء،حتى يفكرون ويهتمون بذوي الاحتياجات الخاصة ويقوموا أيضا بمساعدتهم.
إذاً الهدف من اليوم العالمي للإعاقة الذي مر قبل أيام قليلة يفرض بالضرورة مشاركة المعاقين في مجتمعهم مشاركةً فعّالةً وكاملة غير منقوصة، وأيضاً في الخطط والبرامج التنمويّة، ويتمّ ذلك من خلال برامج عمل يجب أن تُطبّقها وزارة الصحّة وأيضا وزارة التربية ومعهما الشؤون الاجتماعية وكل وزارات الدولة والهيئات المجتمعية، والمتعلّقة بالمعاقين، من خلال التوعية الشاملة بحقوقهم الكاملة دون نقصان،وذلك من أجل تيسير حياتهم المعيشيّة من خلال توعية وترسيخ مفهوم تكافؤ الفرص بين الأصحّاء والمعاقين،بهدف زيادة التوعية بمفهوم قضية الإعاقة وضمان حقوق الأشخاص المعوقين وإشراكهم في مختلف مجالات الحياة من خلال بناء قدراتهم وتأهيلهم ليكونوا أشخاصا منتجين.
فما أشرنا إليه يؤكد ضرورة مشاركة المعوقين في المجتمع بشكل فعال وكامل، دون التقليل من دورهم ومكانتهم،وأيضا في الخطط وبرامج التنمية،ويتم ذلك من خلال الوعي الشامل بحقوقهم في الصحة والتعليم،ورفع مستوى الوعي بينهم وبين أسرهم حول جميع القضايا والخدمات المقدمة لهم لتسهيل حياتهم،وهذا لن يتم إلا من خلال رفع مستوى الوعي وإرساء مفهوم تكافؤ الفرص بين الأصحاء والمعوقين بغض النظر عن احتياجاتهم أو أماكن إقامتهم.
حديث الناس- إسماعيل جرادات