ءالاحتفاء بالإشراقات الرياضية له مايبرره بالنظر إلى حالة الانحسار التي تمر بها الألعاب، والوهن المزمن الذي تعاني من مفاعيله عليها، والشوق إلى الطفرات الذي يأخذ شكل الشغف بالشذرات، وليست الإشكالية فيه، ولا حتى في المبالغة والتهويل والشطط في تجلياته، وإنما في الركون إلى اعتبارالإشراقات مكافئاً للتراجع، ومعادلاً للمراوحة في المكان، على أقل تقدير؟!.
في الرياضة الفوز والخسارة وجهان لعملة واحدة، فلهذا مقوماته وأسسه وركائزه، ولتلك أسبابها المباشرة وغير المباشرة، والاكتفاء بمظاهر الفرح عند الفوز، أو التزام الصمت الكئيب عند التعرض للخسارة، لا يجدي نفعاً في شيء، فلا يتخذ الفوز منطلقاً لتعزيز حالة التفوق والنجاح، ولايُستقى من الخسارة الدروس والعبر لمعالجة الخلل والحيلولة دون تكرار الأخطاء وتراكم السلبيات، فبين الإفراط في الإشادة بفوز منتخبنا السلوي على نظيره الإيراني في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس آسيا، وبين التفريط في الإشارة إلى الجهود المبذولة من اللاعبين إلى المدرب مروراً بالإداريين، وفي طليعتهم قيادة المنظمة الرياضية واتحاد اللعبة طبعاً، لا بد أن يكون هناك اعتدال والكثير من الموضوعية، فهناك العديد من النواقص والثغرات في العمل السلوي، وعوز للخطوات التالية، وفي الوقت ذاته ثمة عمل دؤوب وجهود مخلصة وإرادة صادقة للعمل، ولعل ماتم صرفه من نفقات باهظة على إعداد منتخبنا ومعسكره الخارجي خير دليل على ذلك، ولا يندرج هذا الأمر في خانة البذخ والترف في زمن الشح والفاقة، ولكن في ضرورة توفير المتطلبات المادية والمعنوية للعمل الرياضي الطامح إلى تصحيح المسار والعودة إلى طريق التألق والتطور.
لا يمكن لرياضتنا أن تنهض من كبوتها التي طال أمدها بمعزل عن السخاء في الإنفاق عليها، كما أن الترشيد وتوظيف الإمكانات المتاحة والاستثمار الأمثل، والتنشيط في كسب الريوع وتحسين المدخولات، بدائل مناسبة في الأوقات العصيبة.
مابين السطور- مازن أبوشملة