لا يختلف اثنان أننا جميعاً شركاء في زيادة المساحات الخضراء وإعادة تأهيل المناطق والأراضي المحروقة، لكن هذا التحرك الذي يمكن وصفه بالاستراتيجي، يحتاج إلى شراكة من نوع خاص جداً تتخطى عتبة إطلاق حملة التشجير الوطنية في الأراضي “الجديدة ـ المتدهورة ـ المحروقة”، وتتجاوز الأمنيات والأحلام وحدود التضامن النظري والتفاعل الشكلي، التي لم تساهم في إخماد لهيب النار المستعرة على مساحة سنتيمتر واحد “فقط لا غير”، ولن تساعد في زراعة غرسة واحدة.
خطتنا الحراجية يجب إخراجها من دائرة المخطط والمنفذ والموزع والمباع “نقطة انتهى”، ووضعها ضمن مثلث الاهتمام العالي المستوى، والمتابعة الدائمة والمستمرة، من قمة الهرم الزراعي إلى القواعد الحراجية والبلدية والبيئة، وصولاً إلى المجتمع المحلي باعتباره اللاعب الأساسي والمهم في الحفاظ والدفاع عن هذه الثروة الوطنية من التعدي على الغابات والحرائق والقطع الجائر والرعي والإهمال.
الشجرة في مواقعنا الحراجية المحترقة والجرداء على حد سواء، تحتاج لزنود سمراء وخبرات وكفاءات قادرة ليس فقط على زراعة عشرات الملايين من الشجيرات “الحراجية ـ المثمرة” والنباتات ” الطبية والعطرية .. كما أعلنت وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي مؤخراً”، وإنما هي بأمس الحاجة لمن يستعد ويحضر لزراعتها وحمايتها وخدمتها لسنوات، لا لدقائق كما درجت عليه العادة في سابقات الأيام، عندما كانوا يعلنون بالبنط العريض عن قيامهم بزراعة ملايين الأشجار سنوياً، دون أن يتجرأ واحد منهم على ذكر خطوات أو مراحل عمليات المتابعة والرعاية والاهتمام، وإلا لما كان لدينا “حتى تاريخه” مئات آلاف الهكتارات من الأراضي القاحلة وغير المستثمرة، وعشرات ملايين الغراس والشجيرات اليابسة التي لم تجد من يتصور معها أو يلمسها أو يهتم بها إلا لحظة زراعتها فقط.
الكنز- عامر ياغي