ثورة أون لاين – عبد الحميد غانم:
ربط السيد الرئيس بشار الأسد في لقائه بالمؤتمر الدوري الموسع لوزارة الأوقاف قضية تحصين الأوطان بتحصين الفكر، لأن الفكر يدخل في كل جوانب الحياة، يدخل في العقل، يدخل في العاطفة ويدخل في السلوك، يمتد إلى الماضي والحاضر، وهو ممتد إلى المستقبل.. فإذن يكفي – كما أكد الرئيس بشار الأسد- أن يتم تخريب هذا الفكر لكي يتم تخريب المجتمعات، وهذا الأمر يحاول أعداء الأمة فعله منذ قرن وأكثر.
ونحن اليوم نواجه هجوماً ثقافياً إعلامياً شاملاً ومكثفاً يستهدف التشكيك بهويتنا الحضارية والثقافية، ويعمل على تشويه وتشويش العقول والفكر على السواء، وهذا الهجوم ليس جديداً بالمعنى الزماني والتاريخي للكلمة، بل هو قديم ويأخذ أشكالاً مختلفة، وهو أخطر ما تواجهه الأمة على الإطلاق، لأنه يطول الأمة دفعة واحدة في كل مواقعهاـ وأخطر ما فيه أنه يستهدف ثقافة الأمة ومخزونها الفكري والحضاري لتدمير ما يحويه من قيم سامية إنسانية وإعادة تعبئته وشحنه بقيم مادية استهلاكية مشوهة وفاسدة تقطع أوصال الانتماء للأمة وتشرذمها وتجعلها ذات شخصية تابعة متلقية.
إنه غزو منظّم ومبرمج يحاول إصابة قلب الأمة النابض، وإماتته بعدما حاول استهدافها سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، إنه غزو العقول ومحاولة لإحباط النفوس وتكييف نمط حياتنا وسلوكنا وتغيير قيمنا ومبادئنا بما يلائم هيمنة الاستكبار العالمي كي نقر له بالسلطان، ونتخلى عن مقاومة الظلم والعدوان.
وهذا الغزو تنفذه قوى العدوان والظلم المهيمنة في محاولاتها لإفراغ أوطاننا ومجتمعاتنا من الفكر الذي يحافظ على هويتها وحضورها الإنساني والثقافي والحضاري في الساحة الدولية، وعدم تمكيننا من امتلاك ناصية المعرفة ومواكبة التقدم الذي يعزز دورنا وموقعنا على الساحة العالمية.