“الإخوان المسلمون”.. أداة الغرب لتمرير التطبيع مع الكيان الإسرائيلي

الثورة أون لاين- فؤاد الوادي:
منذ نحو مئة عام، نجح الاستعمار الغربي في زرع أدوات وعملاء له ليستعين بهم في إخضاع شعوب المنطقة، عملاء لبسوا عباءة الدين والقيم والدفاع عن القضايا الوطنية والقومية من اجل أن يتسللوا إلى عقول وأفكار الشباب والمجتمع، يجذبونهم إلى عقيدتهم الشيطانية، بغية أن يصبحوا فيما بعد مطيتهم وأداتهم لتدمير بنية ووحدة الشعوب، وصولا إلى تشريع كل الأبواب لخدمة المشروع الصهيوني الكبير الذي يهدف إلى الاستيلاء على كامل جغرافيا المنطقة من الفرات إلى النيل.
من هؤلاء الأدوات والعملاء برز تنظيم (الإخوان المسلمين) كأحد أبرز وأخطر أدوات الاستعمار الغربي لتفكيك المنطقة وزرع الفوضى فيها، ما شكل دعماً كبيراً للكيان الصهيوني الذين تم زرعه أيضاً كقاعدة متقدمة للمستعمرين في منطقتنا في نفس الفترة ليكونا معاً عونا له في الاستيلاء عليها، وهذا ما أثبتته كل الكتب والوثائق التي ماتزال تكشف تباعاً خطورة هذا التنظيم الذي امتد كالسرطان في جسد معظم دول المنطقة، ليصبح الأخطر على الإطلاق من بين كل التنظيمات الإرهابية، كونه امتطى السياسة مستغلاً الدين للسيطرة على مفاتيح القرار في الدول التي نجح فيها بخداع شعوبها، وهذا الأمر تحديداً جسده بشكل واضح (تنظيم الإخوان) في مصر وكذلك في تركيا، وفي بعض الدول العربية التي استطاع فيها أن يخدع شرائح كبيرة في المجتمع بأفكاره المضللة وشعاراته البراقة، وأن يصل في مراحل عديدة إلى مفاصل القرار والسلطة كما في حدث في العقد الماضي في كل من مصر وتونس والمغرب التي أعلن فيها قبل يومين حزبها الإخواني التطبيع الكامل مع إسرائيل.
كثيرة هي الوثائق التي تكشفت عن نشأة وأهداف وغايات هذا التنظيم الخطير، لكن أهم تلك الوثائق هي اعترافات أدلى بها أعضاء سابقون في التنظيم، والتي برهنوا فيها على زيف وخداع تلك الجماعة ومتاجرتها بقضايا الوطن والدين، لاسيما القضية الفلسطينية، حيث كانوا يجمعون لها التبرعات ويجندون الشباب من أجل نصرتها كما يدعون، لكنهم في حقيقة الأمر كانوا يسرقون وينهبون أموال التبرعات من أجل مصالحهم ورفاهيتهم الشخصية، وتكديس السلاح لاستخدامه في إثارة الخراب والفوضى والنزاعات والحروب والسعي للوصول إلى الحكم والسلطة عندما تحين لهم الفرصة، كما فعلوا في مصر وتونس قبل نحو عشر سنوات.
لقد تلطت جماعة الإخوان الإرهابية خلف مبادئ وقيم الدين الإسلامي النبيلة والسمحة لتحقيق أهدافها وطموحاتها الدنيئة فقدمت خدمات هائلة للمشروع الصهيوني والماسونية العالمية، وهذا ما تجلى بشكل واضح في سياسات النظام التركي ورئيسه الإخواني رجب أردوغان الذي لطالما اختبأ خلف الشعارات والمبادئ، لاسيما شعارات الدفاع عن قضايا وحقوق الشعب الفلسطيني، فيما أخفى في الكواليس حقائق مثيرة عن تحالف بين نظامه وبين الكيان الصهيوني، ليؤكد بأنه ليس أكثر ذراع غربية للمتاجرة بقضايا وحقوق شعوب المنطقة، وتعويم إسرائيل كواقع ديمغرافي لابد من قبوله والاعتراف به ومن ثم التطبيع الكامل معه.
لقد وصلت شعوب المنطقة إلى قناعة أكيدة بخطورة تنظيم (الإخوان) على المنطقة بمجملها، وفي كل يوم تتكشف خيوط جديدة عن تلك الأدوار الكارثية التي يلعبها التنظيم في بيع القضايا والحقوق العربية وفي تخريب بنية ونسيج الكثير من الدول والشعوب، ولعل مسلسل التطبيع الذي تتكشف حلقاته المخجلة والمذلة تباعاً هو خير تأكيد على كل ما ذكرناه آنفاً.

آخر الأخبار
درعا: مطالبات شعبية بمحاسبة المسيئين للنبي والمحافظة على السلم الأهلي "مياه دمشق وريفها".. بحث التعاون مع منظمة الرؤيا العالمية حمص.. الوقوف على احتياجات مشاريع المياه  دمشق.. تكريم ورحلة ترفيهية لكوادر مؤسسة المياه تعزيز أداء وكفاءة الشركات التابعة لوزارة الإسكان درعا.. إنارة طريق الكراج الشرفي حتى دوار الدلّة "اللاذقية" 1450 سلة غذائية في أسبوع أهال من درعا ينددون بالعدوان الإسرائيلي على دمشق ‏الحوكمة والاستقلالية المؤسسية في لقاء ثنائي لـ "الجهاز المركزي" و"البنك الدولي" المستشار التنفيذي الخيمي يدعو لإنشاء أحزمة سلام اقتصادية على المعابر وزير المالية: محادثاتنا في واشنطن أسفرت عن نتائج مهمة وزارة الرياضة والشباب تطوي قرارات إنهاء العقود والإجازات المأجورة لعامليها طموحاتٌ إيران الإمبريالية التي أُفشلت في سوريا تكشفها وثائق السفارة السرية خبير اقتصادي لـ"الثورة": إعادة الحقوق لأصحابها يعالج أوضاع الشركات الصناعية عمال حلب يأملون إعادة إعمار المعامل المتضررة مركز التلاسيميا بدمشق ضغط في المرضى وقلة في الدم الظاهر: نستقبل أكثر من ٦٠ حالة والمركز لا يتسع لأك... استمرار حملة إزالة البسطات العشوائية في شوارع حلب الأونروا: لم تدخل أي إمدادات إلى قطاع غزة منذ أكثر من 7 أسابيع صحة حلب تتابع سير حملة لقاح الأطفال في منبج هل سيضع فوز الليبراليين في انتخابات كندا حداً لتهديدات ترامب؟