قلق أميركي متزايد من اتفاقية الاستثمار الصينية / الأوروبية

الثورة أون لاين – ترجمة ميساء وسوف: 

نتيجة الحمائية والأحادية الأمريكية ، عقدت الصين والاتحاد الأوروبي 10 جولات من المفاوضات حول الاتفاقية الشاملة بشأن الاستثمار الثنائي(CAI) منذ بداية هذا العام على الرغم من الصعوبات الناجمة عن جائحة COVID-19 ، ما ضيق الخلافات بين الطرفين ، حيث يعمل مسؤولو الصين والاتحاد الأوروبي وقتاً إضافياً لتحقيق هدفهم المحدد المتمثل في اختتام المفاوضات بشأن معاهدة الاستثمار الثنائية بينهما قبل نهاية العام الجاري ، وقد أظهرت الأحداث الأخيرة عدداً كبيراُ من الأخبار المشجعة .
من ناحية أخرى ، فقد شارك جيك سوليفان ، مستشار الأمن القومي المُعيّن للرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن ، بتغريدة تشير إلى تقرير حول اتفاقية الاستثمار المقترحة بين الاتحاد الأوروبي والصين ، كما حثّ على إجراء مشاورات مبكرة مع الاتحاد الأوروبي بشأن “المخاوف المشتركة بشأن الممارسات الاقتصادية للصين” .
إلا أنه من غير المتوقع أن يتأثّر مسؤولو الاتحاد الأوروبي الذين يشاركون بالمفاوضات ، بمحاولات الولايات المتحدة لعرقلة ما يمكن أن يكون اتفاقية تاريخية ، فالولايات المتحدة قلقة جداً من أن الاتحاد الأوروبي يمضي قدماً في سوق الصين الواسع والديناميكي .
ولكن حتى إذا كان “القلق المشترك” لسوليفان يشير إلى “حقوق الإنسان” المُبتذلة كما تفترض العديد من وسائل الإعلام الغربية ، فإن مثل هذا الخطاب الفارغ لن يكون كافياً لمنع الاتحاد الأوروبي من تحقيق اختراق دبلوماسي كبير مع قوة اقتصادية متنامية من شأنها أن تقدم فوائد اقتصادية ملموسة لبلدان الاتحاد الأوروبي .
وعلى الرغم من أن إجمالي حجم الاستثمار والتجارة بين الصين والاتحاد الأوروبي أقل قليلاً من ذلك الذي بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ، فقد تمتعت الاستثمارات الثنائية بين الصين والاتحاد الأوروبي بنمو سريع في السنوات الماضية ، حيث تبذل الصين جهوداً ملموسة مستمرة لفتح أسواقها وتحسين بيئة العمل .
والأهم من ذلك ، وبينما كانت إدارة ترامب منشغلة في استخدام عصا الحرب التجارية وجمع حلفائها حولها ، واصلت الصين والاتحاد الأوروبي العمل معاً في الدفاع عن التعددية والأسواق المفتوحة .
إن الاتحاد الأوروبي يقدّر بشدة السوق الصينية ، وقد أثار توقيع الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة (RCEP) اهتمام الاتحاد الأوروبي ، لذلك فإن التوصل إلى اتفاقية استثمار ثنائية رفيعة المستوى قبل تنصيب بايدن في 20 كانون الثاني يتماشى مع مصالح الاتحاد الأوروبي ، حيث ستدخل العديد من استثمارات الاتحاد الأوروبي في مجالات السوق الصينية الضخمة ، مثل مركبات الطاقة الجديدة والاقتصاد الرقمي .
هناك علاقة تنافسية بين الاستثمارات الأوروبية والأمريكية في السوق الصينية ، وتطمح العديد من الشركات الأمريكية للحصول على هذه المزايا قبل أن تتمكن الشركات الأوروبية من الحصول عليها .
أدى نهج الانتظار والترقب الذي يتبعه بايدن بشأن قضايا التجارة والاستثمار إلى خفض توقعات الاتحاد الأوروبي بشأن دوره على المسرح الدولي ، وهو سبب مهم آخر للصين والاتحاد الأوروبي للتحرك نحو هدفهما المُشترك المتمثل في إبرام الصفقة خلال هذا العام .
مع الصعود والتطور المستمر للتجارة الرقمية والاستثمار العالمي ، فإن قواعد التجارة تحتاج الآن إلى إصلاح مستمر لتلبية احتياجات السوق والمستهلكين بشكل أفضل ، وستكون اتفاقية الاستثمار بين الاتحاد الأوروبي والصين على مستوى عالٍ كما أنها ستؤدي إلى جولة جديدة من مفاوضات منظمة التجارة العالمية على المستوى العالمي .
إذا تمكنت الصين والاتحاد الأوروبي من التوصل إلى نتائج جيدة بشأن الاتفاق ، عندها سوف يلعبان دوراً في المفاوضات المحتملة بالنسبة للصين للانضمام إلى الاتفاقية الشاملة والمتقدمة للشراكة عبر المحيط الهادئ ، ما سيدفع بالعودة المبكرة للولايات المتحدة إلى التعددية ، كما أن هذا التعاون الاقتصادي بين الصين والاتحاد الأوروبي سيكون الأقوى عالمياُ حيث سيوفر قوة دفع للاقتصاد العالمي .
المصدر Global Times

آخر الأخبار
دول عربية وأجنبية تدين التفجير الإرهابي بدمشق: هدفه زرع الفتنة وزعزعة الاستقرار الرسوم العجمية بأياد سورية ماهرة  سوريا: الهجوم الإرهابي بحق كنيسة مار الياس محاولة يائسة لضرب التعايش الوطني محامو درعا يستنكرون العملية الإجرامية بحق كنسية مار إلياس بريد حلب يطلق خدمة "شام كاش" لتخفيف العبء عن المواطنين حلاق لـ"الثورة": زيادة الرواتب إيجابية على مفاصل الاقتصاد   تفعيل قنوات التواصل والتنسيق مع الدول المستضيفة للاجئين  ضحايا بهجوم إرهابي استهدف كنيسة مار إلياس في الدويلعة تفجير إرهابي يستهدف كنيسة مار إلياس في دمشق ويخلّف أكثر من 20 ضحية "مطرقة منتصف الليل"... حين قررت واشنطن إسقاط سقف النووي الإيراني زيادة الرواتب بنسبة 200 بالمئة.. توقيت استثنائي تحسن القدرة الشرائية وتحد من البطالة   خبير اقتصادي لـ " الثورة":  الانتعاش الاقتصادي يسير في طريقه الصحيح  يعيد الألق لصناعتها.. "حلب تنهض"… مرحلة جديدة من النهوض الصناعي زيادة الرواتب 200%.. خطوة تعزز العدالة الاجتماعية وتحفز الاقتصاد الوطني  تأهيل المكتبة الوقفية في حلب بورشة عمل بإسطنبول الشيباني وفيدان يؤكدان أهمية مواصلة التنسيق الثنائي   غلاء أجور النقل هاجس يؤرق الجميع.. 50 بالمئة من طلاب جامعة حمص أوقفوا تسجيلهم تأثيرات محتملة جراء الأحداث على الاقتصادات والتجارة منع ارتداء اللثام لقوى الأمن الداخلي بحمص    "يا دهب مين يشتريك "؟ الركود يسيطر وتجار صاغة اللاذقية يشكون حالهم