شهد يوم 29ـ12ـ2020، فتح صفحة جديدة- اقتصادياً- مع الشرق السوري إذ أطلق المهندس حسين عرنوس رئيس مجلس الوزراء، العمل في مشروعين هامين للري، هما الخامس والثالث، في دير الزُّور، سيرويان ١٥ ألف هكتار من الأراضي الزراعية،
مصدر المياه -نهر الفرات – التي ستصل إلى تلك الأراضي للمرة الثانية عبر محطات ضخ ورفع وأقنية ري، أما الإشارة الى أنها المرة الثانية فسرّها كامن في أن الجماعات الإرهابية التي دنست محافظة دير الزُّور قبل تحريرها على يد أبطال الجيش العربي السوري، سرقوا مجموعات الضخ أو خربوها، ودمروا أقنية الري في سياق حقدهم على سورية وشعبها، تلك المنشآت التي أحيت مناطق شرق الفرات وكانت معاناتها مع الري مضنية لصعوبة نقل المياه إلى تلك الأراضي الشاسعة بوساطة محركات ضخ صغيرة، وبتكاليف باهظة.
وزير الزراعة أحد أعضاء الوفد الحكومي المرافق لرئيس مجلس الوزراء رغب أن تزرع كل الأراضي الجديدة بالقمح، وسمى العام الجديد القادم، بعد يومين، بعام زراعة القمح في سورية.
ومعروف أن الشرق السوري، هو مهد زراعة القمح قديماً، إذ رأى هذا المحصول النور في سورية قبل أكثر من سبعة آلاف سنة، وفِي العصر الحديث، وقبل إدخال تركيا لإرهابييها وأميركا لعملائها إلى محافظات الحسكة ودير الزُّور والرقة ساهم الشرق السوري في ثلثي إنتاج سورية من القمح، وقد وصل إلى أربعة ملايين طن في السنة في بعض السنوات العشر الأولى من القرن الحادي والعشرين، ولهذا عرفت سورية آنذاك أنها الدولة العربية الوحيدة المصدرة للقمح ولَم تكن صادراتنا السنوية منه لتقل عن مليون طن في السنة.
وتنبع أهمية القمح في سورية من اعتماد السوريين على الخبز بشكل أساسي في وجباتهم الغذائية اليومية، إنه ملك المائدة السورية، وتحتاج سورية سنوياً إلى ثلاثة ملايين طن قمح، واضطرت منذ بدء الحرب عليها إلى استيراد هذه المادة بالدولار، إذ لم يكتف الإرهابيون بالتدمير بل لجؤوا، إلى حرق المحصول بعد نضجه.
إن تحرير أجزاء واسعة من الرقة ودير الزُّور والحسكة، والبدء عملياً، بإعادة البناء فيها (مثال من مشروعي الري )، هو خطوة كبيرة إلى الامام، نحو استعادة القدرة على إنتاج وحصاد وتسويق كميات كبيرة من القمح والقطن وهما (محصولان استراتيجيان حرمنا منهما الاٍرهاب البغيض )، وهذا التوجه شرقاً يعني إحياء مشاريع ري أخرى، مثل القطاع السابع القريب من البوكمال، وإعادة تشغيل آبار الصرف العمودي ضمن مشروع الفرات الأدنى لتحصين أراضي ديرالزُّور ضد التملح وإنقاذ المتملح منها من ملوحته وإعادته للغطاء الزراعي (تعمل تلك الآبار على نضح الماء من الأراضي الزراعية وسكبها في نهر الفرات لخفض منسوبها ما يعطل الخاصة الشعرية التي تتملح الأراضي بسببها إذ تبخر الشمس الماء الصاعد إلى سطح التربة ويبقى الملح المنحل فيها على سطح الأرض فيخرجها من القدرة على الإنتاج الزراعي، (وسر الملح في أراضي دير الزُّور وجود صخورملحية في الترب الزراعية ).
إن التوجه شرقاً – داخلياً – يحمل بشائر خير عميم لكل السوريين، تماماً مثلما يجسد التوجه الخارجي شرقاً، الفوائد الكثيرة الكامنة في التعاون الاقتصادي مع روسيا الاتحادية وجمهورية إيران الإسلامية والصين الشعبية وبيلاروسيا.
إن زيارة الوفد الحكومي لدير الزُّور وقد اشتملت على تدشين وإقرار مشاريع خدمية كثيرة أيضاً، هي مقدمة لعام جديد نتوق أن يكون سعيداً يحمل الخير والسرور لكل السوريين.
أروقة محلية-ميشيل خياط