ليس ثمة مبررات مقنعة لتسمية دورينا الكروي بالممتاز، بل هناك العديد من العوامل التي تجعل هذه التسمية فضفاضة كثيراً على هيكلية هذا الدوري، إن كان ذلك من حيث المستوى الفني، أم ضعف البنية التحتية وقلة الملاعب وسوء أرضياتها ومرافقها، وندرة الملاعب التدريبية وتجهيزاتها، أم الاحتراف الشكلي الذي عرفته كرتنا، من خلال جميع حلقاتها من اتحاد اللعبة ولجانه الرئيسية، إلى الأندية واللجان الفنية الفرعية..
لا شيء يوحي أن كرتنا بمسابقاتها المحلية، والمستوى الفني الذي تقدمه فرقنا ذات طابع يخولها لدخول تصنيف الممتاز، أو مقومات تؤهلها لتلج عالم المحترفين من بابه الواسع ولا الضيق، فما زال البون شاسعاً بينها وبين عمالقة القارة الصفراء، فضلاً عن الكرة العالمية..
وإذا أردنا أن تلتحق كرتنا بركب التطور، فالبداية لا تكون في القشور والتسميات الرنانة، بل في تهيئة الأرضية المناسبة والمناخ الملائم لاكتشاف المواهب وصقلها وتفجير الطاقات الكامنة، انطلاقاً من القواعد والفئات الصغيرة، وليس في البحث عن النجوم والتعاقد معهم بمبالغ باهظة، كما تفعل بعض الأندية التي تعتمد على موارد غير ثابتة، وتمويل من جهات خاصة، بحثاً عن لقب هنا أو إشراقة هناك، بعيداً عن تكريس حالة التفوق لتكون قاعدة وليست استثناء.
الأندية المحترفة بالمضمون قبل الشكل تحدث فارقاً كبيراً في المستوى الفني، وهذا الأخير يجعل كرة القدم ومسابقاتها تتبوأ المكانة اللائقة بها، وعندها يكون بالمقدور اختيار التسمية والتصنيف المناسبين، فيكون هناك دوري ممتاز، أو دوري محترفين، ودوري للدرجة الأولى والثانية وغيرها..
ما نتمناه أن تتحسن صورة المنافسة في دورينا وأن يقترب قليلاً من الممتاز، وإن كانت شواهد كثيرة تؤكد أن الاسم لا يطابق الواقع.
ما بين السطور-عبير يوسف علي