في زمن تحوّل فيه التعليم إلى تجارة موسمية، تعلن أحد المعاهد عن “دورة تاسع مجانية”، فينتشر الخبر كأنه بشرى سماوية، وتتنفّس العائلات الصعداء ظناً منها أن النور قد لاح أخيراً.
ولكن الحقيقة كانت صادمة: “المجاني” ليس سوى أسبوع تعريفي، وما بعده يتطلب مليونين، بلا خجل فقط عبث متقن بحق لا أحد يحرسه..
أما دورات البكالوريا، فأربعة ونصف المليون لشهرين فقط..!. وكأن الشهادة جواز سفر للوصول إلى النجاح وفرع الجامعة.
الإعلانات لامعة، العبارات براقة، ولكن الواقع خدعة تسويقية تباع بأغلى الأثمان، وتغلف تحت شعار التعليم والنهضة..
الأهالي في حيرة كيف يختارون، فبين لقمة العيش ومستقبل أبنائهم لا أحد ينتصر!! وبين القهر والانحناء القسري للواقع، لا يبقى لهم سوى ضحكة خرساء تغطي عجزهم، على تعليمٍ يباع كامتياز، ويسوّق كوهم كريم، ويقسط الأمل فيه على أبواب لا تفتح إلا بثمن يفوق القدرة، وحلم يقاس بالعملة.