هو ظل ترامب الطويل في المنطقة يحمل ملامح الدولة العميقة في اميركا ويدخل المعركة مع ايران من نهاياتها العسكرية باستهداف البرنامج النووي الايراني
صرخ ترامب بأعلى صوته لقد دمرنا القدرة النووية لايران وحان وقت السلام ولكن في ظل صرخته يظهر الفعل الاميركي الحقيقي الذي اختار شل القدرة النووية الايرانية وليس تدميرها لاسباب سياسية وعسكرية جلّها تأخير البرنامج النووي وتأديب طهران.
فالطائرات والقنابل الاميركية المستخدمة في الصفعة الاميركية على الوجه النووي لايران (مثل B‑2 والقنابل خارقة التحصينات) لا تبدو انها قاضية بقدر ما تذهب لخيار تخدير ايران نووياً لدرجة أن خبراء مثل جاستن برونك الباحث البريطاني في شؤون القوة الجوية والتكنولوجيا العسكرية يرى أن الضربة الاميركية اشترت الوقت اكثر لحشر ايران في زاوية المفاوضات.
ربما تحدد طبيعة الرد الايراني مسار الخيارات الاميركية النهائية فالرد العنجهي من طبيعة تركيبة النظام القائم في طهران والذي قد يستثمر الضربة الاميركية في اطالة عمره السياسي ولكن، يبدو أن الجميع يبحث عن طاولة المفاوضات ليس حباً بالسلام فمثل هذا السلام لا يمكن صنعه مع نظام في حالة انتحار سياسي مثل النظام الايراني والذي قد يفجر نفسه في اي لحظة وما لهذه اللحظة من تداعيات مكلفة على المنطقة بل بحثاً عن وقت وحلول.
لذلك اختارت الدولة العميقة في اميركا تخدير ايران نووياً علّها تستأصل شرور النظام الايراني على طاولة المفاوضات وتجنب المنطقة رعب انتحاره.