الثورة-أسماء الفريح:
بهدف مساعدة اللاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة لهم، أعلنت منظمة أوكسفام في الأردن مؤخراً عن إطلاق مشروع حيوي لإدارة النّفايات الصّلبة بقيمة 25 مليون يورو لخدمة مخيّمي الزعتري والأزرق، بتمويل من الاتّحاد الأوروبي.
ووفق بيان للمنظمة نقلته وكالة بترا فإن المشروع الذي يُنفّذ بالشّراكة مع منظّمة أوكسفام جي بي ويستمر لـ40 شهراً، يهدف إلى تحسين الظّروف المعيشيّة لنحو 130 ألفاً من الأردنيين واللاجئين السوريين في كلّ من المخيّمين المذكورين والمناطق المحيطة بهما.
وبحسب البيان، فإن المشروع يطمح إلى إدارة 52.500 طناً من النّفايات الصّلبة، بما في ذلك 36.000 طناً من مخيّم الزّعتري و16.500 طناً من مخيّم الأزرق، مع تحويل 3.800 أطنان من المواد القابلة لإعادة التدوير من مكبّات النّفايات من خلال محطّات الفرز في مخيّمات الزّعتري والأزرق وبلديّات مناطق محيطة بهما، من خلال دمج مبادئ الاقتصاد الدائري والمُمارسات المُستدامة، بهدف الحفاظ على نظافة المخيّمات والمُجتمعات المحليّة والحد من الأثر البيئي وتعزيز استعادة الموارد.
ويركز المشروع، كما يضيف البيان، على سُبل العيش، حيث يوفر أكثر من 12,500 فرصة عمل خضراء قصيرة المدى للّاجئين السّوريّين وللأردنييّن في المجتمعات المضيفة، ويشمل ذلك 5.806 متطوعين قائمين على الحوافز في مخيّم الزّعتري، و4,494 في مخيّم الأزرق، و1.911 فرصة نقد مقابل العمل في المجتمعات المضيفة.
ويوضح البيان أنه سيتم توفير أكثر من 9.9 ملايين يورو بشكل مباشر للمستفيدين، مع التركيز على توظيف النساء والأشخاص ذوي الإعاقة لتعزيز الاحتوائيّة، كما سيتلقى المشاركون تدريباً في إدارة النفايات وإعادة التدوير والمشاركة المجتمعية لبناء مهارات قيّمة.
وأكد البيان أن المشاركة المجتمعية ستبقى محوريّة في نهج المشروع حيث ستعقد المنظمة 1000 جلسة توعية و35 حملة تنظيف في المناطق المستهدفة، إلى جانب حملات تنظيف للشواطئ في العقبة، وإقامة خمس ورشات عمل تدريبية تقنية.
وذكر سفير الاتّحاد الأوروبي لدى الأردن بيير كريستوف تشاتزيسافاس، أن الاتحاد يؤكد من جديد التزامه بدعم اللّاجئين والمجتمعات المضيفة، مبيناً أن المشروع يستند إلى سنوات من المُشاركة المستمرّة للاتّحاد في مخيمي الزّعتري والأزرق للّاجئين السوريين والمجتمعات المُضيفة المحيطة بهما، حيث سيعزّز هذا المشروع خدمات إدارة النّفايات الصّلبة وإيجاد فرص عيش خضراء للجميع.
من جانبه، قال مدير منظّمة أوكسفام في الأردن ديمتري ميدليف: إنه”بعد مرور عشر سنوات لا يزال اللّاجئون السوريّون يواجهون تحدّيات هائلة تفاقمت بسبب آثار التّغيّر المناخي على المجتمعات المُهمّشة”، وأضاف: “نحن ملتزمون بخلق مجتمعات أكثر صحّة ونظافة ومرونة”.
كما بين مدير برنامج إدارة النّفايات الصّلبة في أوكسفام المهندس وليد عرار أن الهدف من المشروع هو تمكين السّكان المحليين واللاجئين السّوريين على حد سواء من خلال المُمارسات المُستدامة وفرص كسب العيش.
ويبلغ عدد اللاجئين السوريين في الأردن 534,694 منهم 111 ألفاً في 4 مخيمات، وفق سجلات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين مطلع حزيران الحالي.
وكشفت المفوضية قبل يومين عن عودة أكثر من 85 ألف لاجئ سوري مسجل لديها في الأردن إلى بلادهم منذ كانون الأول 2024 وحتى الثلاثاء الماضي، في مؤشر واضح على تزايد وتيرة العودة الطوعية عقب التحولات السياسية في سوريا.
وأكدت المفوضية في نيسان الماضي، عدم تخطيطها لإغلاق مخيمي الأزرق والزعتري، وهما أكبر مخيمين للاجئين السوريين في الأردن حيث يسكن فيهما قرابة 108 آلاف لاجئ .
كما نشرت المفوضية في شباط الماضي مسحاً إقليمياً حول تصورات ونوايا اللاجئين السوريين في أربع دول، منها الأردن، بشأن العودة إلى بلادهم، أعرب فيه 27 في المئة فقط عن نيتــهم العودة خلال 12 شهراً المقبلة، مقارنة مع 1.7 في المئة في مسح العام الماضي.
وشكلت عوامل مثل عدم توافر الممتلكات أو المخاوف بشأن توافر الخدمات وأخرى تتعلق بالأمن والتحديات الاقتصادية أسباباً لعدم عودة هؤلاء إلى بلادهم خلال عام.