العلاقات الأسرية بين الفعل ورده

الثورة- حسين صقر:

يخطئ من يظن أن طاعة الزوجين لبعضهما ذلٌ، يخطئ من لا يعرف أنها انعكاس لشعور داخلي بالارتباط والاحترام، ومن لا يرى في الطاعة أنها علاقة أخذ وعطاء وفعل ورد فعل، فلاشك أنه يعيش في زمن غابر.

فالمرأة التي ترى أن الطاعة عيب، فلتتوقف عن طلب المال من زوجها، وأي طلبات أخرى، والرجل الذي يعطي مقابل تلبية طلب ما أو رغبة بشيء، يحول العلاقة في المنزل إلى علاقات تجارية ومالية ليس إلا، لأنه ببساطة من المعيب أن نأخذ مقابل أمور لا لزوم لها أو لا حاجة أو لا تؤمن بها.

هذه المادة لا تستهدف النساء والرجال كجنسين، بل تناقش خطاباً أنثوياً وذكورياً مشتركاً و متداولاّ وسلوكاً مستجداً في وعي العلاقة بين الزوجين، وهو ما نراه انعكاساً لثقافة مختلفة أكثر منه نتاجاً طبيعياً لفطرة العلاقة الزوجية، كما الهدف هو النقد المنطقي لهذا الوعي لا الطعن في أحد.

وفي هذا السياق يقول الاختصاصي في الأمراض النفسية والسلوكية الدكتور سامر تيناوي خلال حديث لصحيفة الثورة: إنه في وعي الأنثى المدللة، يتسلل منطق السوق إلى العلاقة الزوجية دون إعلان ودون قصد، وتتحول في بعض الأحيان الطاعة إلى خيار ثانوي بينما يبقى المال التزاماً أساسياً، وكأنها تقول: ادفع ولا تسألني عن شيء آخر، وهكذا أولاً بأول يتحول البيت الذي يعيشون تحت سقفه إلى صناديق معاملات، لا روابط فيها ولا ميثاق، ويصبح الزوج ممولاً ليس إلا.

مقابل غير صحيح

وأضاف: كذلك عندما يرفض الزوج دفع المال إلا بحالات يراها ويقدرها ومقابل طلبات ترفضها المرأة أم تلبيها حسب وضعها ومزاجها وظروفها، تسقط صفة الشراكة الزوجية عن الاثنين، وتتحول إلى علاقة تجارية أو مصلحية آنية، وتتحول الزوجة إلى متلقية فقط وعبد مأمور، وما يُطلب من الرجل ليس الإنفاق فقط، بل الصمت، وهذا مع كل أسف يتخذ صفات كل الأماكن التي تكون خارج المنزل، ولن نذكر أياً منها لأنها معروفة، لأنها المال يدفع فقط مقابل حضور مؤقت، وامتثال مصطنع، وعاطفة مزيفة.

بداية المشكلة

وأشار تيناوي إلى أنه لا أحد يتوهم أن المشكلة تبدأ حين تدخل بعض النساء البيوت بعقلية المصلحة، وأن الإنفاق واجب، والطاعة إذلال، ولكن المشكلة تبدأ بالحرمان، أي ما حرمت منه المرأة في بيت أهلها قبل الزواج، وإذا لم تكن عيناها مملوءتين بكل شيء قبل دخول بيت شريكها، فلن يشبعها شيء بالدنيا، وسوف تشتهي أي شيء يمر من أمامها من مأكل ومشرب ولباس، وإذا كانت تلك النفس مشبعة، فكل شيء تراه عادياً، ونوه بالمقابل، إذا اعتاد الرجل قبل تلك الشراكة أن تكون طلباته كلها مجابة، ولا أحد يمنع عنه شيئاً، أو يرفض له طلباً سوف يتحول إلى آمر ناهِ، لا إلى محاور ، يقبل النقاش والرفض، وعدم تنفيذ الأمر، ويقتنع أن الزوجة واقع مفروض وكتلة من الأحاسيس والمشاعر، وليست طائرة من ورق، يطلقها كيفما اتجهت رياحه.

وبين أن المال يُدفع ويعوض، أما الدور العاطفي والسلوكي فلا يسلم إن جرح، أو يعود إذا ذهب، والاحترام إن فقد لن يعوض، فهي تريد أن تأخذ حقوق الزوجة بكاملها، وتؤدي واجباتها كاملة، وهو يريد أن يكون زوجاً رحيماً ودوداً وعطوفاً.

ليست زوجة على الورق

وفي هذا السباق تقول ربة المنزل ربا سعيد: هناك زوجات عازبات في السلوك، ونرجسيات في المنطق، أي إنهن يمارسن أدوارهن وكأن لا مسؤوليات عليهن، ويتذكرن دائماً أن هناك من يلبي طلباتهن بغض النظر عن تقصيرهن، ونرجسيات في المنطق، أي إن تلك الطلبات يجب أن تكون مجابة بغض النظر عن ظروف الرجل، وتتحول إلى زوجة على الورق، اسمها في عقد شرعي فقط، ولكن لا تشعر لا تتفاعل مع ظروف الرجل، بالمقابل هناك ازواج يقضون أيامهم وساعاتهم خارجاً، ثم يعودون لاستكمال مواهبهم ورغباتهم في المنزل دون شعور بتعب وشقاء الزوجة الموزع بين الأطفال والعمل والتزامات المنزل، وهنا يفقد الزواج معناه، وتفقد الأنثى دورها، ويفقد الرجل احترامه، لأن العلاقة فقدت توازنها، حيث الحقيقة التي ترفض الأنثى المُدللة سماعها أن الإنفاق ليس منحة مجانية، وطلبات الزوج الضرورية ليس ترفاً، بل انعكاس لدور متكامل.

الرجل ينفق لأنه مسؤول، والمرأة تطيعه لأنها شريكة، لا مستفيدة فقط، وإذا اختل أحد الطرفين، تفقد العلاقة شرطها الأخلاقي، وأن من تتعامل مع الزواج بوصفه دخلاً ثابتاً مقابل صمت دائم، لا تختلف كثيراً عمن تسيء لنفسها بمقابل، وكذلك الرجل الذي يدفع فقط من اجل ذلك يتحول إلى صفة معروفة للجميع، مع اختلاف الديكور،فالجوهر واحد بيع مشروط بلا التزام وجداني.

ختاماً حين تسأل المرأة لماذا لا أُعطي طاعة؟ وتُجيب: لأنه لا يُعجبني فاعلمي أنك لا تتحدثين عن زواج، بل عن نزوة، أو صفقة، أو وظيفة، وعندما لا يحاور الرجل أو يمنح كل ما يملك يكون كذلك.

آخر الأخبار
الشيباني وفيدان يؤكدان أهمية مواصلة التنسيق الثنائي   غلاء أجور النقل هاجس يؤرق الجميع.. 50 بالمئة من طلاب جامعة حمص أوقفوا تسجيلهم تأثيرات محتملة جراء الأحداث على الاقتصادات والتجارة منع ارتداء اللثام لقوى الأمن الداخلي بحمص    "يا دهب مين يشتريك "؟ الركود يسيطر وتجار صاغة اللاذقية يشكون حالهم ترحيل مكب قمامة الفقيع بدرعا مراكز امتحانية لتسجيل طلاب الثانوية في المنطقة الشرقية    دعم نفسي وتدابير القلق الامتحاني بدرعا جامعة حلب تدخل التصنيف العالمي.. د. رعدون يكشف لـ"الثورة " تفاصيل فضيحة التزوير في كلية الاقتصاد 214835 طناً كميات القمح المسلمة..  عثمان لـ"الثورة": الجفاف وراء تراجع الكميات    مخالفات ري مزروعات بمياه الصرف الصحي بدرعا الشيباني يبحث مع نظيريه اليمني والجزائري تطوير العلاقات وتعزيز التعاون أوضاع مستشفى ابن رشد للأمراض النفسية تثير التساؤلات.. نقص بالموارد والأدوية وغياب تخصص "التمريض النف... مرسوم بزيادة 200% على رواتب أصحاب المعاشات التقاعدية مرسوم بزيادة الرواتب والأجور المقطوعة للعاملين المدنيين والعسكريين بنسبة 200% بنسبة 200 في المئة.. الرئيس الشرع يصدر مرسومين تشريعيين بزيادة الرواتب والأجور بقيمة 25 مليون يورو.. مشروع لأوكسفام لمساعدة اللاجئين السوريين في الأردن العلاقات الأسرية بين الفعل ورده "التربية" تخصص رقم واتساب للشكاوى الامتحانية السوريون على دروب اللجوء المتهالكة.. متى تنتهي أوجاع الغربة؟!.