إنكار الأزمات

 لفتني برنامج تلفزيوني على إحدى قنواتنا المحلية يتحدث عن أزمة النقل في دمشق، وبعد عرض البرنامج للقطات عن هذه الأزمة وكيف أن الناس لا تجد وسائل نقل توصلهم إلى مبتغاهم إلا بعد ساعات أو يضطرون إلى ركوب تكسي مع ما يتحملونه من تكلفة باهظة، تم الاتصال مع المسؤول عن قطاع النقل ليكون الجواب إنه لا يوجد أزمة نقل، وإنه قد تم تزويد الخطوط بباصات نقل كافية، وإنه لم يتقدم أحد بأي شكوى على نقص وسائل النقل في المنطقة المذكورة، ومخصصات وسائل النقل من الوقود متوفرة أيضاً.

ومع بداية فصل الشتاء تبدأ أزمة المحروقات بالظهور إلى السطح من نقص بالغاز وبمازوت التدفئة، ففي البداية يتم إنكار وجود أزمة وأن المواطن هو السبب، وعندما تشتد الأزمة وليس لهذا المواطن يد فيها يتم تحمليها إلى جهات أخرى، ليظهر لاحقاً أن المشكلة هي في التوريدات، وهكذا دواليك مع أزمة الكهرباء والماء والبنزين.

هذا غيض من فيض لكيفية تعامل مسؤولينا مع الأزمات الحياتية اليومية للمواطن، فعندما يسأل هذا المسؤول أو ذاك عن أي أزمة أو مشكلة يأتيك الجواب إنه لا يوجد لا أزمة ولا أي مشكلة، بل يردها إلى ملعب المواطن بأنه هو المسؤول عما يحصل، وكأنه يعيش في كوكب آخر.

بلد تشن عليه حرب إرهابية كونية مستمرة منذ عشر سنوات، أهلكت البشر والحجر وقضت على الكثير من الخدمات، وإحداها قطاع النقل وفي كل المحافظات، فلماذا الإنكار للواقع والشوارع المزدحمة بالمئات من المواطنين على مدار الساعة تتحدث، ومن الطبيعي أن تحدث بعض الأزمات الحياتية في حالة السلم فكيف في حالة حرب.

المكاشفة والمصارحة مع هذا المواطن ومع وسائل الإعلام بأنواعها هي الأساس في أي عمل ناجح، ولحل أي أزمة مهما عظمت، أما أن يتم التعتيم واللف والدوران على أي مشكلة أو أزمة تحصل فهذا يعقدها ولا يحلها، ويجعلها عرضة للتأويل والتحريف من قبل الطابور الخامس الذي يتربص بالوطن الدوائر.

عين المجتمع- ياسرحمزه

 

 

 

آخر الأخبار
التحول نحو الاقتصاد الحر.. خطوات حاسمة لدعم المصرف المركزي السوري فزعة الأشقاء.. الأردن يهبّ لمساندة سوريا في إخماد حرائق الساحل أول شحنة منتجات من المدينة الصناعية بحسياء إلى الولايات المتحدة الأميركية رئيس الجمهورية يتابع ميدانياً جهود الاستجابة لحرائق ريف اللاذقية  تشكيل مجموعة العمل المشتركة حول التقنيات المالية بين مصرف سوريا المركزي ووزارة الاتصالات 138 خريجاً من مدرسة التمريض والقبالة في حلب يؤدّون القسم تحفيز إبداع فناني حمص مبادرة وطنية لحفظ وتثمين التراث السوري الهيئة الوطنية للمفقودين تطلق المرحلة الأولى من عملها هوية دمشق القديمة.. حجر اللبون بين سوء تنفيذ.. وترميم غير مدروس بحث تطوير مطار حلب وخطوات جديدة نحو الإقلاع الاقتصادي حركة نشطة عبر معبر السلامة.. أكثر من 60 ألف مسافر في حزيران وعودة متزايدة للسوريين بين المصالح والضغوط.. هل تحافظ الصين على حيادها في الحرب الروسية-الأوكرانية؟. صحة حمص تطور خبرات أطباء الفم والأسنان المقيمين تخفيض أجور نقل الركاب على باصات النقل الحكومي بالقنيطرة أطباء "سامز" يقدمون خدماتهم في مستشفى درعا الوطني استجابة لشكاوى المواطنين.. تعرفة جديدة لنقل الركاب في درعا كيف تخلق حضورك الحقيقي وفعلك الأعمق..؟ حرائق الغابات تلتهم آلاف الهكتارات.. وفرق الإطفاء تخوض معركة شرسة للسيطرة على النيران سوريا وقطر تبحثان توسيع مجالات التعاون المشترك