الثورة أون لاين – دمشق – عادل عبد الله:
أكد معاون مدير الأمراض السارية والمزمنة في وزارة الصحة الدكتور عاطف الطويل أن المعلومة الخاطئة قد تكون أقوى من الرصاصة ، لافتاً إلى عدم الانجرار وراء أي معلومة دون مصدر موثوق .
منوهاً بعدم الانسياق خلف الشائعات والأخطاء العلمية ، بل الاعتماد على مصادر دقيقة وموثوقة لاقتناء المعلومات .
وبيَّن أن سرعة انتشار الشائعات وتصديقها تفوق سرعة انتشار فيروس كورونا المستجد كوفيد – 19 بآلاف المرات ، وهي حقيقة نأسف لقولها ، مشيراً إلى أن سلالة جديدة من فيروس كورونـا هو العنوان الذي جمَّد فرح العالم بعد أيام من بدء عمليات التطعيم ، ودون وجود أي مصادر علمية وطبية كافية حول الموضوع اعتمد البعض على “إحساسهم” في كتابة المعلومات والأخبار ليكون أحدها (السلالة الجديدة مقاومة للقاح وستفتك بالبشرية) !
وأشار إلى أنه وحسب منصة الصحة السورية بأن ما يُطلق عليها ” السلالـة الجديـدة ” قد تكون نهايـة الفيروس الطبيعية ! لكن الدراسات العلمية القليلة حتى الآن تتوقع أن هذه الطفرات ما هي إلا دليل وصول الفيروس إلى مرحلة العطب والتراجع في قدرته الإمراضية !
وأوضح الدكتور الطويل أنه من المعروف أن الفيروسات التاجية (الكورونا) قلقة وغير مستقرة جينياً ، ولم تتوقف الطفرات في الفيروس منذ ظهوره وحتى يومنا هذا ، وأن التغيرات التي يتحدث العالم عنها (النسب B117) ما هي إلا طفرات حذف أدت لفقدان سبعة أحماض أمينية من البروتين الفيروسي “سبايك” ، وعلى الرغم من أن هذه التغيرات جعلته أكثر انتشاراً وعدوى إلا أنها أضعفته من الناحية الإمراضية ومعدلات الوفاة ، تماماً كما حدث مع الفيروس التاجي “السارس” حيث كانت نهايته مشابهة للطريق الذي يسلكه فيروس كورونا الحالي .
وأضاف أن كل المعلومات التي تتحدث عن مقاومة السلالة الجديدة لبعض اللقاحات ما هي إلا مُنافسات اقتصادية وسياسية فالطفرات الحاصلة لن تُشوش تعرف الجهاز المناعي على الفيروس ، أما عن قلق بريطانيا الكبير وإغلاقها بعد التعرف على هذه التغيرات ، فما هو إلا احتياطات وإدارة ناجحة للموقف من باب تحمل المسؤولية .. وستزول كل المخاوف بمجرد التأكد من فعالية اللقاح بشكل كامل ضد التغيرات الحاصلة .
وأشار إلى أنه يجب التنويه إلى أن الانتشار السريع الواسع للفيروسات يترافق دائماً مع إمراضية منخفضة .. وفي الحقيقة ما يحصل هو تطورات مُبشرة وليس كما روج لها ، لافتاً إلى أن مُصطلح سلالة جديدة هو مصلح غير دقيق ومبالغ به إعلامياً بشكل هائل .. كما أن التصريحات بتسجيل إصابات بالسلالة الجديدة ما هي إلا وصف دقيق للمثل القائل (عم يصب الزيت فوق النار) .
ونوَّه الدكتور الطويل بأهمية التقيد بأبسط طرق الوقاية الناجحة من الإصابة بفيروس كورونا المستجد – كوفيد 19 وهي التباعد الاجتماعي وغسل اليدين ، ومن المهم أيضاً عدم لمس الكمامة من الخارج والتعامل معها دوماً كأنها مليئة بالفيروس ، لأن الكمامة قد تكون وسيلة حماية وعدوى بنفس الوقت وبالتالي عدم لمسها من الخارج ، إضافة إلى وضع القفازات والحرص على تغييرهم مع الكمامة ، وعدم لمس الوجه أو العينين ، موضحاً أنه يجب نزع الكمامة عن الوجه من خلف الأذنين ، وغسل اليدين وتعقيمهما بعد نزعها مباشرةً ، كما يجب تغيير الكمامة بعد ٤-٦ ساعات أو غسلها بعد نفس المدة إذا كانت من قماش ، ولا يجب أن ينسى الشخص أنها أداة شخصية حصراً ولا يجوز إعارتها أو استعارتها من أحد .
ولفت إلى أنه وحسب نتائج الدراسات العلمية فإن الأقنعة – الكمامات – تقلل من انتشار الفيروس ، وأنه عندما تصبح إلزامية فإن منحنى العدوى الخاص بوباء كورونا يتسطح ، وبالتالي قد تساهم في تغيير مسار الوباء وكذلك في خفض عدد الوفيات ، خاصةً إذا كان معظمنا يرتديها إلى جانب تدابير التباعد الاجتماعي