ديزموند توتو.. على الولايات المتحدة التوقف عن مهزلة التستر على ترسانة (إسرائيل) النووية والتوقف عن دعمها وتمويلها
الثورة أون لاين:
انتقد كبير أساقفة جنوب أفريقيا السابق الحائز جائزة نوبل للسلام ديزموند توتو انحياز الولايات المتحدة التاريخي لكيان الاحتلال الإسرائيلي وتواطؤ الإدارات الأمريكية المتعاقبة معه وتسترها ليس فقط على ما يرتكبه من جرائم بحق الفلسطينيين وغيرهم بل على ترسانته النووية الخطرة التي تهدد ملايين الأشخاص.
وفي مقال رأي في صحيفة الغارديان البريطانية قال توتو “ما من إدارة أمريكية تستلم السلطة إلا وتمارس الشعائر الحمقاء ذاتها فكلها توافق على توقيع رسائل سرية تشترط عدم الإقرار بامتلاك (إسرائيل) ترسانة من الأسلحة النووية”.
وبين توتو أن هدف الإدارات الأمريكية من ذلك هو الحيلولة دون أن يركز الناس انتباههم على أن لدى (إسرائيل) القدرة على إهلاك عشرات المدن وتحويلها إلى ركام مشيرا إلى أن الإخفاق الأمريكي في مواجهة الخطر الذي تشكله ترسانة (إسرائيل) المرعبة يمنح الأخيرة إحساسا بالحصانة من المساءلة ويسمح لها بإملاء شروطها على الآخرين.
ولفت توتو إلى سياسة الكيل بمكيالين التي تتبعها الولايات المتحدة عندما يتعلق الأمر بـ(اسرائيل) والتستر على انتهاكاتها مبينا أن رؤساء أمريكا وصناع القرار فيها مازالوا يرفضون الاعتراف بترسانة (إسرائيل) النووية ويستمرون في دعمها وتمويلها رغم ان قوانينهم تمنع منح أموال دافعي الضرائب لمن يمارسون نشر الأسلحة النووية.
وأوضح توتو أن (إسرائيل) التي لم توقع معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية هي أكثر من يمارس نشر هذه الأسلحة فقد تواترت الأدلة على أنها عرضت بيع الأسلحة النووية لنظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا الأبارتيد في سبعينيات القرن الماضي لكن الولايات المتحدة حاولت التستر على هذه الحقائق مذكرا بأن (إسرائيل)و(واشنطن) دفعتا باتجاه غزو العراق بناء على افتراءات وأكاذيب حول وجود أسلحة دمار شامل في هذا البلد ليعكسوا بذلك حقيقة أن هذه الأسلحة ليست في العراق بل في (إسرائيل).
وشدد توتو على ضرورة أن تضع الولايات المتحدة حدا لهذه المهزلة وأن تلتزم بقوانينها وتوقف تمويل (إسرائيل) بسبب امتلاكها الأسلحة النووية ونشرها مؤكدا كذلك أنه على إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن الإقرار بأن (إسرائيل) رائدة في رعاية نشر السلاح النووي في الشرق الأوسط.
وأشار توتو إلى أوجه التشابه بين (اسرائيل) ونظام الفصل العنصري الابارتيد في جنوب افريقيا من حيث اضطهاد (اسرائيل) للفلسطينيين وارتكاب الجرائم بحقهم وقال إن أحد أسباب بقاء نسخة (إسرائيل) من الفصل العنصري هو تمكنها من الإبقاء على نظامها القهري الظالم ليس فقط من خلال استخدام السلاح الذي يحمله الجنود بل أيضا من خلال الإبقاء على هذا السلاح النووي موجها إلى صدور الملايين من البشر.
يذكر أن كيان الاحتلال الإسرائيلي الذي تؤكد تقارير امتلاكه مئات الرؤوس النووية يرفض إلى الآن الانضمام إلى معاهدة حظر الانتشار النووي التي بدأت الدول بتوقيعها منذ عام 1968 وذلك رغم المطالبات الدولية له بينما تواصل الادارات الامريكية المتعاقبة انحيازها التام له في المحافل الدولية وعدم إجباره على الانضمام إلى تلك المعاهدة.