الثورة أون لاين – فؤاد الوادي:
هي بلا شك “الهزلية الأميركية” التي لا تزال فصولها متواصلة حتى اللحظة والتي بدأت تظهر للعلن مع وصول ترامب إلى سدة الرئاسة قبل أربعة سنوات، ترامب الذي يصر اليوم بحماقته وبلاهته المفرطة على تحويلها من هزلية إلى مهزلة سياسية، وربما مهزلة سوف تضرب ارتداداتها في القريب العاجل الطبيعة والبنية الوجودية الأميركية التي تحاكي نشأة تلك الامبراطورية العظمى التي قامت على المجازر والمذابح التي ارتكبت بحق أصحاب الأرض الحقيقيين.
ما كشفته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية بالأمس عن قيام الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب بتهديد سكرتير ولاية جورجيا براد رافنسبيرجر من أجل تزوير أصوات انتخابية لصالحه، هو حلقة جديدة من الهزلية والمهزلة الأميركية المستمرة التي يدفع بها ترامب إلى درجات ومستويات عالية من الخطورة التي قد تأتي على كل ما تبقى من الشعارات الأميركية الخادعة والبراقة التي تخدع بها الشعوب.
خطورة ما قام به ترامب، عكستها تصريحات وتحذيرات الكثير من المسؤوليين والسياسيين الأميركيين الذين عبروا عن صدمتهم الكبيرة بقيام رئيس أميركي بهذا الأمر خشية أن يؤثر ذلك على سمعة الديمقراطية الأميركية المزعومة !؟، التي انتهكت وقتلت ودمرت كل الحقوق والحريات والديمقراطيات.
وفي تحذيرات لعشرة وزراء دفاع أمريكيين سابقين نشرتها في مقال مشترك صحيفة (واشنطن بوست): إن ما حصل هو دخول في منطقة خطرة، وجاء في المقال الذي شارك فيه كل من أشتون كارتر وديك تشيني وويليام كوهين ومارك إسبر وروبرت غيتس وتشاك هيغل وجيمس ماتيس وليون بانيتا وويليام بيري ودونالد رامسفيلد: “إن الانتخابات الأمريكية والنقل السلمي للسلطة التي تنتج عنها هي علامات مهمة لديمقراطيتنا، مضيفين أن الانتخابات قد حدثت وانتهت وتم عدها وتدقيقها، وتم معالجة الاعتراضات المناسبة في المحاكم، ووافق حكام الولايات على النتائج، وصوّت عليها المجمع الانتخابي، ومضى وقت الاعتراض على النتائج، وحان وقت حسبة أصوات المجمع الانتخابي كما ينص عليه الدستور والقانون”.
وكانت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية قد كشفت أمس أن الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب هدد سكرتير ولاية جورجيا براد رافنسبيرجر من تبعات جنائية إذا لم يتجاوب مع رغبته بإيجاد نحو 12 ألف صوت لقلب فرق الأصوات لصالحه مع منافسه جو بايدن.
ووفق الصحيفة فإن ترامب حذر سكرتير ولاية جورجيا في مكالمة هاتفية استمرت ساعة من تبعات جنائية إذا لم يتجاوب مع ادعاءاته بشأن حدوث عمليات تزوير في انتخابات الولاية وذلك للحصول على أصوات كافية لإلغاء هزيمته.
وحصلت الصحيفة الأمريكية على تسجيل للمحادثة التي استهلها ترامب بتوبيخ رافنسبرجر وتوسل إليه أن (يتصرف) وهدده بـ (عواقب جنائية).
وطوال المكالمة رفض رافنسبرجر والمستشار العام لمكتبه تأكيدات ترامب موضحين أن الرئيس يعتمد على نظريات المؤامرة المكشوفة وأن فوز الرئيس المنتخب جو بايدن بـ 11779 صوتاً في جورجيا كان عادلاً ودقيقاً.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية كشفت في العشرين من تشرين الثاني الماضي أن ترامب يحضر سيناريوهات مختلفة ويتخذ خطوات هستيرية في محاولة يائسة منه لعكس نتائج الانتخابات الرئاسية لصالحه وذلك بعد أن أعلنت السلطات في ولاية جورجيا أن إعادة الفرز اليدوية لأصوات الناخبين ثبتت فوز منافسه الديمقراطي جو بايدن.
ويرفض ترامب حتى الآن الاعتراف بهزيمته وقدم فريقه دعاوى قضائية في عدد من الولايات المحورية بينها بنسلفانيا وجورجيا ونيفادا وويسكونسن وأريزونا خسر أغلبها في الوقت الذي يتزايد فيه القلق من سلسلة القرارات التي اتخذها الرئيس المنتهية ولايته مؤخراً بما فيها إقالات وتعيينات في وزارة الدفاع (البنتاغون) الأمر الذي عكس جوا يشوبه الكثير من الترقب لما قد يحدث خلال المرحلة الانتقالية قبيل تسليم السلطة إلى بايدن.
