الثورة أون لاين :
بعد مسيرة حافلة بالآلاف من الأعمال الموسيقية رحل ظهر اليوم الموسيقار العربي العالمي إلياس الرحباني عن عمر ناهز 83 عاماً وهو صاحب تاريخ عريق من الفن والعطاء وثالث الأخوة الرحباني الذين أعطوا جميعاً الموسيقا والغناء العربيين أفقاً رحباً جديداً في القرن العشرين.
أعمال إلياس وقعت على أجمل الأغاني صدحت بها السيدة فيروز ومنها “الأوضة المنسية ودخلك يا طير الوروار وحنا السكران ويا قمر الدار” فضلاً عن كبار المطربين من وديع الصافي وعبدالحليم حافظ وصباح وسواها من أغنيات لأجيال متعاقبة من المطربين العرب.
في رصيد الراحل كنوز موسيقية نفيسة وحصاد سنوات من التميز حيث لحن أكثر من 2500 أغنية ومعزوفة منها 2000 اغنية عربية كما ألف موسيقا تصويرية لنحو 25 فيلما منها أفلام ومسلسلات مصرية إضافة إلى معزوفات كلاسيكية على البيانو من أشهرها موسيقى فيلم “دمي ودموعي وابتسامتي” وفيلم “حبيبتي” و”أجمل أيام حياتي” “ومسلسل عازف الليل” وغيرها.
أما حكاية إلياس مع سورية فجاءت على لسانه في إحدى الأمسيات الدمشقية حيث قال “لم أسمع أو أقرأ يوماً قصة شعب يحب عائلة وعائلة تحب شعباً” في إشارة إلى العلاقة الاستثنائية التي جمعت الرحابنة بالشعب السوري تلك العلاقة التي بدأت كما قال الراحل منذ أكثر من 60 عاماً ولم تتأثر أو تنزل درجة واحدة والراحل حسب تعبيره لم يجد أناساً محبين بقدر الشعب السوري.
وتقديراً لفنه غردت حناجر أطفال سورية على خشبة مسرح دار الأوبرا بدمشق عام 2014 بأغنية نحن الأطفال كلماته وألحانه لتكون أول عمل غنائي يقدم لأطفال سورية خلال الحرب عليها كرسالة محبة وسلام.
الراحل الكبير درس الموسيقا في الأكاديمية اللبنانية 1945-1958 والمعهد الوطني للموسيقا 1955-1956 إضافة إلى تلقيه دروساً خاصة لعشرة أعوام تحت إشراف أساتذة فرنسيين في الموسيقا وحظي برعاية أخويه الأكبر منه ولاسيما عاصي حيث عمل معهم في المسرح الغنائي ولكنه وجه اهتمامه إلى مجال التأليف الموسيقي.
نال الراحل الكبير خلال مسيرته المهنية المئات من الجوائز المحلية والعربية والعالمية ومنها في عام 2017 وسام الاستحقاق اللبناني من رتبة كومندور.