الثورة أون لاين – لميس علي:
انتهى منذ أيام العرض التلفزيوني الأول لمسلسل “العميد”، بعد أن كان قُدم في بداية العام الماضي على منصة (شاهد)
ويأتي العمل الذي هو من إخراج باسم السلكا، بطولة النجم تيم حسن وكاريس بشار، ضمن إطار دراما التشويق البوليسي، طارحاً حكاية جريمة قتل تتم محاولة فهم تفاصيلها الغامضة بالتدريج عبر تدخّل شخصية المحقق الخاص وعميد إحدى جامعات الحقوق (مراد الجوخدار، تيم حسن).
الحكاية الأبرز للعمل تجعل المتلقي يعتقد أنه أمام نوع من الإثارة والتشويق اللذان يتلبّسان هذه النوعية، التي كسرها تطعيم النص بخطٍ واقعي عرّج على معاناة اللاجئين السوريين وما يتعرضون له من استغلال وظروف لاإنسانية.
وهو ما جعل الحكاية تتوازن وتوازن في الوقت ذاته، بين كفتين، الأولى الخط التخييلي عبر غرس تفاصيل تشويق بوليسية، والثانية الخط الواقعي ذي البعد الإنساني.
محاولة مجتهدة لصاحب النص والإخراج باسم السلكا، ولا سيما أنه قدّم أسلوبية إخراجية بقيت تمسك بخطوط لعبة الغموض حتى الحلقة الأخيرة.
ما جعل المشاهد يتساءل: من هو القاتل الحقيقي الذي قتل زوج الروائية “سلمى، كاريس بشار” المدعو “عامر، رودني حداد”..؟
شيءٌ من تسريب بسيط يومئ لمتابعٍ مدقّق أنه لربما هو من كان القاتل وليس العكس.
ينجح “العميد” في مسك خيوط لعبته في ما يخص جزئية كشف هوية القاتل.. لكنه ينسى بذات الوقت إيضاح بعض تفاصيل الحكاية التي أُلقيت أمامنا دون أي تفسير، كأن يبقى سبب ادعاء أخت عامر، -أدّت الدور دارين الجندي-، أنها مقعدة غير واضح.
بالإضافة إلى عدم إظهار الرابط/العلاقة بينها وبين شريكة عامر في جريمته التي أدّت دورها أنجو ريحان.
جزئيات لم يكشف العمل أصل منشئها، ولا سبب إقحامها دون أي تفسير.
ربما لسبب انشغاله بإبقاء عنصر التشويق قائماً تغافل عن توضيح بعض تفاصيل وتشعبات الحكاية.
مزيجٌ درامي يقدّمه السلكا، يخلط من خلاله بين عوالم الجريمة وما فيها من ملابسات تتشبع بهالة غير واقعية حتى تبقى تمسك بخيوط لعبة الإثارة، ولو بنكهة غريبة عن مجتمعاتنا.. وبين إقحام قعر الواقع أو عالم الأندرجراوند، من خلال حكاية أناس المخيمات وفظاعة الحاصل لهم.
وبين هذه وتلك.. حضرت خلطة “العميد” عبر أداء مختلف من النجم تيم حسن، محاولاً تقديم شخصية مغايرة لما قدمه سابقاً.. سواء بالحضور الفيزيولوجي أم النفسي.
على الرغم من محاولات تميّز واضحة ل(رنا شميس )، و(فادي صبيح)، الذي بقيت شخصيته مجرد استنساخ لشخصيات قدّمها سابقاً، دون نسيان حضوره الذي يشكل إضافة للعمل.. وعلى الرغم من كل ما تقدم وللصراحة، يبدو العمل تركيبة جديدة بما يخص شخصية (العميد ) منفردة بين تنوّع أداء لشخصيات سابقة قدمها “حسن”، الشخصية الرئيسية التي تدور في محيطها معظم الشخصيات الأخرى.. القادرة على فك رموز الأحداث والسير بها نحو الأمام.. الشخصية العلامة الفارقة بين جموع شخصيات أخرى.
وغالباً.. هي ميزة العمل الأكثر وضوحاً، على الرغم من غطاء التشويق الذي حاول التستر خلفه.