الثورة أون لاين :
بدأ مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي “اف بي آي” ومؤسسات أمريكية متعددة محاسبة أنصار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب المشاركين في اقتحام مبنى الكونغرس مؤخراً عبر القاء القبض على بعضهم وفصل آخرين من وظائفهم.
السلطات الأمريكية وبعد اقتحام أنصار ترامب مبنى الكونغرس اعتقلت المدعو ريتشارد بارنيت وهو أحد المشاركين في الاقتحام على الكابيتول حيث تم التعرف عليه وفق وسائل إعلام أمريكية من خلال الصور التي التقطت له وهو يضع قدمه على مكتب رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي كما وجهت اتهامات لأكثر من 12 شخصاً على صلة بالحادث.
وتشير وسائل إعلام أمريكية إلى أن الأمور تتجه نحو مزيد من الاعتقالات خلال الأيام المقبلة بعد تفاعل القضية بشكل أكبر بين الأوساط الأمريكية والعالمية وتزايد المطالبات على الصعيدين الشعبي والسياسي داخل الولايات المتحدة باستقالة ترامب لكونه المحرك الرئيسي وراء ما حدث ومعاقبة أنصاره الذين اقتحموا الكونغرس ووصفتهم الصحافة الأمريكية “بالغوغائيين”.
جهات التحقيق الأمريكية وجهت اتهامات بالمشاركة في أعمال التخريب لسياسي يدعى ديريك إيفانز بعدما نشر فيديو لنفسه وهو بصحبة أنصار ترامب قبل اقتحام الكونغرس وأثناء دخوله معهم وقد يواجه المشاركون في اقتحام مبنى الكونغرس عددا كبيراً من الاتهامات التي تبدأ من التعدي على ممتلكات الغير وغيرها التي قد تصل إلى مخالفات جسيمة تتضمن حيازة عبوات ناسفة.
ترامب قلب الميزان وفق صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية عندما دعا أنصاره إلى واشنطن للاحتجاج تحت شعار “أنقذوا أمريكا” ضد التصديق على فوز منافسه الديمقراطي جو بايدن وحثهم على السير إلى مبنى الكابيتول وحرضهم على “ضرورة إظهار القوة” لكن هذا العمل وفق الصحيفة “يقترب من العصيان” عن طريق اقتحام الغرف ومكاتب أعضاء الكونغرس.
وفيما تزايدت المطالبات الشعبية بمحاسبة المسؤولين عن اقتحام الكابيتول إلا أن تقارير إعلامية أشارت إلى وجود مخاوف من أن تأتي التحقيقات والمعلومات التي يحصل عليها مكتب “اف بي آي” من المدنيين الأمريكيين الذين نشروا صوراً وفيديوهات تظهر هوية عدد من المشاركين في اقتحام الكونغرس بنتائج عكسية.
واتخذت شركات أمريكية عدة تدابير ضد موظفيها الذين ثبتت مشاركتهم في اقتحام الكابيتول حيث قامت شركة “نافيستار” للتسويق المباشر في ولاية ماريلاند بإنهاء خدمة موظف بعد أن تم تصويره وهو يرتدي هوية الشركة داخل مبنى الكابيتول بعد اقتحامه وفق ما أوردته شبكة “سي ان ان” الإخبارية.
الشركة بررت تحركها هذا بالقول في بيان إن “أي موظف يظهر سلوكاً خطيراً يهدد صحة الآخرين وسلامتهم فلن تكون لديه فرصة عمل مع الشركة”.
بدورها شركة “غوسهيد” الأمريكية للتأمين قامت بخطوة مماثلة حيث فصلت أحد المحامين فيها بعد ظهوره في عدة مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وهو يتحدث عن مشاركته في أحداث اقتحام الكابيتول كما شارك الممثل السابق لولاية بنسلفانيا بالكونغرس ريك ساكون صوراً لنفسه على صفحته في فيسبوك وهو خارج مبنى الكابيتول ما دفع كلية “سانت فنسنت” التي يعمل بها أستاذاً مساعدا للتحقيق في الأمر على الفور وإصدار بيان إثر ذلك قالت فيه إن “ريك سأكون قدم استقالته وقبلتها الكلية وهي سارية المفعول على الفور ولن يكون مرتبطاً بالكلية بأي صفة”.
الإجراءات الأمريكية طالت أيضاً المحرضين عبر وسائل التواصل الاجتماعي على حصار الكونغرس إذ قام الحزب الجمهوري في ولاية تكساس بإعفاء والتر ويست من منصبه في الحزب بعد أن أدلى بتعليقات على فيسبوك تدعم حصار الكابيتول من قبل مؤيدي ترامب.
اقتحام الكونغرس وما حدث خلاله من أعمال عنف طالت الصحفيين مع قيام أنصار ترامب بمهاجمة معدات مراسلي وكالة “اسوشيتد برس” لمنع نشر صورهم شكلت دليلاً دامغاً على دخول الولايات المتحدة في حالة انقسامات وتجاذبات سياسية خطيرة دفعت إلى حالة احتقان شديدة تجلت باقتحام مبنى الكابيتول الذي يمثل بالنسبة للأمريكيين رمزاً لديمقراطيتهم المزعومة.
حالة التوتر التي تبعت حادثة الاقتحام ما زالت مسيطرة على الأمريكيين ما بين تحريض ترامب ومزاعمه المتكررة حول “سرقة” الانتخابات الرئاسية وتزويرها وما بين المعارضين لسياسات الرئيس المنتهية ولايته الذين يطالبون باستقالته على الفور أو عزله بموجب التعديل الخامس والعشرين من الدستور الأمريكي.