الثورة أون لاين:
كانت العروبة وما زالت بتاريخها وأبعادها الحضارية وما قدمته من إسهامات إنسانية وتاريخية حائط الصد الأول في مواجهة كل أشكال الغزو الثقافي الذي تعرضت له منطقتنا العربية على مر العصور ما يجعل من التمسك بها وبمبادئها وقيمها ضرورة في ظل ما تتعرض له أمتنا من مخاطر وتحديات وفق ما أكده مفكرون وسياسيون عرب.
وشددوا على أن ما تشهده المنطقة حاليا من أوضاع مضطربة جراء التآمر الخارجي عليها يدعو إلى مزيد من التمسك بالعروبة وأصالتها ومفاهيمها لأن ذلك سيشكل حصنا في مواجهة الأفكار الهدامة والطروحات التخريبية التي تسعى إلى تفتيت مجتمعاتنا وضرب أسسها وبنيتها الاجتماعية والثقافية.
عضو المكتب السياسي لحزب التجمع التقدمي بمصر محمد فياض أوضح في تصريح لـ سانا أن الوضع الحالي وما وصلت إليه الأمور في المنطقة العربية بات يحتم تشكيل ضغط شعبي في كل أقطارنا العربية لإعادة ترسيخ المفاهيم العروبية وتكريسها كمنهج وفكر عام وإلا فنحن ندفع ببلادنا إلى التمزق بفعل مخططات الفوضى التي يسعى أعداء العروبة لفرضها .
وشدد فياض على أنه ورغم ما تعانيه سورية من تآمر وإرهاب وعدوان خارجي إلا أنه ما زالت تتجلى من دمشق بواعث إعادة إنتاج المشروع العروبي بخصائصه المقاومة لتقف حجر عثرة في طريق صهينة المنطقة وحلم تنفيذ سايكس بيكو ثانية دفاعا عن كل العرب.
من جهته قال رئيس حزب شباب مصر السيد العادلي في تصريح مماثل إن المنطقة العربية تمر بمرحلة تحول خطيرة قد تفقد بسببها مقومات عروبتها مشيرا إلى أن هذا المخطط بدأ مع الحلم الأمريكي الذي أطلق في بداية الألفية الحالية ضمن مصطلحات غريبة على المجتمع العربي مثل الشرق الأوسط الجديد و الشرق الأوسط الكبير وغيرها من المسميات التي تؤكد أن المخطط الأمريكي يهدف لخدمة الكيان الصهيوني.
العادلي اعتبر أن “عودة المنطقة العربية إلى فعاليتها تحتاج إلى استرجاع هويتها التي فقدتها خلال الحقبة الزمنية الفائتة لأن المشرق العربي هو أصل الحضارة الإنسانية مشيرا إلى أن “عودة الثقافة العربية الأصيلة هو أحد الحلول الأساسية في مواجهة مخطط الغرب والولايات المتحدة لطمس الهوية العربية والقضاء على آخر ما تبقى من الحلم العربي والذي تستمر سورية في مواجهة هذا المخطط بكل شجاعة وبسالة”.
وفي تصريح مماثل قال عضو المكتب السياسي للحزب الناصري المصري علي الهادي إن الهوية الثقافية العربية التي تتواجد معالمها في التاريخ واللغة والحضارة والثقافة المشتركة تحقق الأمن الاجتماعي والثقافي وتصنع رباطا بين أبناء المنطقة لحمايتهم من التأثيرات والمخاطر الخارجية مشددا على أن منطقتنا مطمع للكثير وليس لنا إلا أن نحافظ على هويتنا وعروبتنا التي تماسكت عبر مئات السنين رغم كل المخاطر.
ومن لبنان أشار الأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي نعمان شلق إلى المفهوم الحضاري الرحب والإنساني للعروبة التي تجمع أبناء الأمة في اللغة والتاريخ والتطلعات المشتركة مبينا انها شكلت عنوان التصدي في مواجهة الاستعمار والاحتلال المباشر وكل المشاريع المعادية عبر التطرف والإرهاب والتعصب الديني والطائفي والمذهبي.
ونوه شلق بدور سورية المحوري كطليعة لمشروع المواجهة والدفاع عن الوجود والهوية القومية العربية وحاضر ومستقبل الأمة في مواجهة ما تتعرض له من محاولات غزو وتغيير للهوية.
وأكد الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي والمنسق العام لتجمع اللجان والروابط الشعبية معن بشور حاجة الأمة العربية إلى استنهاض قواها من خلال تمسكها بالعروبة كهوية جامعة لكل مكونات الأمة والتي تشكل تجاوزا للهويات الفرعية التي غالبا ما يستخدمها أعداء أمتنا من أجل الإيقاع بين مكونات الأمة وإثارة الفتنة الطائفية والمذهبية والعرقية بين أبناء المجتمع الواحد.
وقال بشور إن العروبة ستظل هوية جامعة تنطوي على بعد إنساني مستمد من أرض كانت مهد الرسالات السماوية الكبرى لذلك فهي نقيض العنصرية والفاشية والتعصب العرقي والقومي كما أنها هوية تنطوي على دعوة للوحدة بين أبناء الأمة وقيام مجتمع المساواة وإعلاء شأن الفكر والثقافة والعلوم في مجتمعاتنا وكذلك الدعوة إلى مقاومة كل ظلم أو استغلال أو احتكار أو احتلال باعتباره أساسا لكل ظلم ما يعني أن عروبتنا لن تكون كاملة إذا لم تكن فلسطين في قلبها والمقاومة بكل أشكالها هي خيارنا لتحريرها كما لتحرير كل أرض عربية محتلة.
الوزير والنائب اللبناني السابق بشارة مرهج رئيس مجلس إدارة دار الندوة ببيروت قال من جانبه إن العروبة ليست فكرة مجردة أو مصطلحا ذهنيا بل هي واقع حي يجمع بين العرب على اختلاف مشاربهم وعقائدهم ويجعلهم أمةً واحدة على أرضهم يذودون عنها ضد الاستعمار والاحتلال ويسعون إلى ارتقائها وتقدمها بين الأمم.
وأوضح مرهج أنه “إذا كانت العروبة بالأمس تعني وعي الواقع القومي الذي يتجلى في وحدة اللغة والتاريخ والمشاعر مثلما يتجلى في وحدة العادات والتقاليد والتطلعات المشتركة فلا معنى للعروبة اليوم خارج النضال ضد قوى الاستعمار التي تعمل لسلب أرضنا وخيراتنا وتعمل على تقسيمنا ولا معنى لها خارج النضال ضد الاحتلال الصهيوني الذي يستبيح القدس والمقدسات ويعمل لتشريد الشعب الفلسطيني وطرده من أرضه”.